عربية ودولية

اتصالات مكثفة بين واشنطن والقاهرة حول التطورات والتحرير يحذر أمريكا من التدخل في شؤون مصر

يمنات – الأهرام

في إطار المساعي الأمريكية الحثيثة لتأكيد حياد موقفها إزاء التطورات في الشارع المصري مع التزامها بدعم الديمقراطية‏,‏ فقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أن تشاك هاجل وزير الدفاع أجري اتصالات مكثفة مع الجانب المصري.

و أكد في ثلاث اتصالات هاتفية مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي يومي الجمعة والسبت الماضيين على الحاجة إلى تحول مدني سلمي في مصر.

وأوضح جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون أن هاجل شدد خلال الاتصالات الهاتفية, التي استغرقت في مجملها ساعتين- على أهمية الحرص على أمن الشعب المصري ودول الجوار والإقليم, وذلك دون الكشف عن رد فعل السيسي.

وأشار ليتل إلى أن هاجل أجري أيضا محادثة هاتفية أمس الأول مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمناقشة الشأن المصري والمسائل الأمنية ذات الاهتمام المشترك في الشرق الأوسط. إلا أن واشنطن رفضت الكشف عن تفاصيل الاتصال الذي جري قبل أيام بين مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية ونظيره المصري صدقي صبحي واكتفت بتصريحات ديمبسي لـسي إن إن والتي حذر خلالها من عواقب التعامل مع الوضع في مصر على أنه انقلاب عسكري والقوانين المقيدة للتعامل مع مثل هذه المواقف.

يأتي ذلك في الوقت الذي أصدر فيه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي بيانا أكد فيه أن الولايات المتحدة تدين بقوة العنف من جانب جميع الأطراف, وتحث علي التهدئة.

وأشار البيان إلى أن واشنطن تريد أن ترى العملية الانتقالية الحالية في مصر تنجح لصالح الشعب المصري. وأنه على المصريين أنفسهم أن يتحدوا معا ويتخذوا القرارات الصعبة اللازمة لتحقيق ذلك.

كما شدد الوزير الأمريكي علي رفض بلاده القاطع للمزاعم الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة من جانب البعض في مصر بأن بلاده تؤيد جماعة الإخوان المسلمين أو أي حزب سياسي أو حركة مصرية بعينها.

وأشار إلى أن بلاده كانت دائما ولا تزال ملتزمة بالعملية الديمقراطية في مصر وليس لأي حزب أو شخص.

و أكد مجددا عل تأييد بلاده لشعب مصر في تحوله المتواصل إلى ديمقراطية مستقرة ذات سيادة, وأن الحل الوحيد للمأزق الحالي هو أن يعمل جميع الأطراف معا سلميا على معالجة العديد من القضايا المشروعة وتوفير احتياجات الشعب وضمان حصول مصر علي حكومة تستجيب لتطلعات الملايين من المصريين الذين خرجوا إلي الشوارع للمطالبة بمستقبل أفضل, مؤكدا أن الاستقرار الدائم في مصر لا يتحقق إلا من خلال عملية ديمقراطية شفافة وشاملة بمشاركة جميع الأطراف وجميع الأحزاب السياسية, مشيرا إلي هذه العملية يجب أن تكفل أيضا حماية حقوق جميع المصريين رجالا ونساء, بما في ذلك الحق في التجمع السلمي وسيادة القانون وإجراء محاكمات حرة ونزيهة أمام محاكم مدنية.

وأضاف كيري أن الشعب المصري يسعي إلي تشكيل حكومة أمينة وقادرة وديمقراطية تمثل الجميع ويستحق الحصول عليها. وأوضح أنه كما قال الرئيس باراك أوباما, الانتقال إلي الديمقراطية لا يتحقق دون صعوبة, ولكنه في نهاية المطاف يجب أن يبقي محققا لإرادة الشعب.

كما أكد أن: الشراكة والصداقة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة ومصر ذات أهمية كبيرة لواشنطن, وسنواصل دعم الشعب المصري لضمان نجاح مصر في الانتقال إلي الديمقراطية.

وفي الوقت ذاته, حذرت مصادر مسئولة بالإدارة الأمريكية من احتمال لجوء واشنطن لاستخدام المساعدات كوسيلة للضغط علي الحكومة المصرية المؤقتة- التي تحظ بدعم من الجيش- من اجل نشر الأمن وإجراء انتخابات جديدة لاستعادة الديمقراطية في مصر.

وأشارت شبكة سي بي إس الأمريكية إلي أن الشكوك باتت تغلف العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر بعد رحيل الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي, وان السناتور الجمهوري جون ماكين دعا خلال زيارته لكابول مؤخرا الجيش المصري الي ضرورة التحول السريع لاعادة الديمقراطية الي مصر.

إلى ذلك توافد إلي ميدان التحرير أمس أعداد غفيرة من المتظاهرين للاحتفال بمكتسبات ثورة‏30‏ يونيو‏,‏ تحت عنوان الشرعية للشعب‏.‏

وأكد المتظاهرون الاستقلال الوطني وتوجيه رسالة قوية للولايات المتحدة والعالم أجمع بعدم التدخل في الشئون الداخلية المصرية وقالوا إن ما يحدث في مصر ليس انقلابا وإنما هو ثورة شعب ضد ديكتاتورية الإخوان استجاب لها الجيش المصري, وحافظ عليها. وشهد الميدان توافد المتظاهرين من خلال عدة مسيرات والتي كانت قد دعا إليها14 من القوي السياسية والأحزاب وحركة تمرد أبرزها المسيرات التي تحركت من دوران شبرا ومن أمام مسجد الفتح ومن ميدان السيدة زينب ومن أمام مسجد مصطفي محمود بمنطقة المهندسين.

زر الذهاب إلى الأعلى