إقتصاد

رمضان في اليمن يولد فرص عمل جديدة للشباب

يمنات – متابعات

يمثل شهر رمضان المبارك لدى الشباب العاطلين عن العمل وأرباب الأسر من ذوي الدخل المحدود فرصة ثمينة لا تعوض بالحصول على أعمال مؤقتة في مهن حرفية بسيطة تدر عليهم دخلاً يغطي نفقات رمضان وعيد الفطر.

وينتظر هؤلاء قدوم رمضان كل عام بفارغ الصبر لاستغلال إقبال الناس بالإنفاق على شراء حاجياتهم من المواد الغذائية ومتطلبات المائدة الرمضانية بتحويل شوارع المدن وأرصفتها لأسواق تزخر بالحلويات والعصائر والسمبوسة وأعواد السواك الذي يقبل عليه الصائمون.

وتشهد الأعمال الحرة التي يبتكرها العاطلون عن العمل انتعاشاً بموازاة الحركة التجارية في المحلات الكبيرة سواءً تلك التي تبيع المواد الغذائية أو الملابس,ويبقى الربح فيها وفير وطلب الرزق مضمون بمجرد عرض ما بحوزتك من حلويات أو خضار على عربيتك المتحركة.

موسم ربحي

يقول محمد الحبيشي وهو شاب عاطل عن العمل,إن رمضان بالنسبة له موسم ربحي يستمر 30 يوماً ولهذا فهو بدأ يستعد له قبل أيام من قدومه بتجهيز بسطة لبيع الخضار والفواكه في أحد شوارع العاصمة صنعاء.

ويشير إلى أن الناس في رمضان تقبل على شراء الخضروات مثل الكراث والبقل وحتى الفاكهة مثل المانجو والبطيخ على عكس الأيام الأخرى وهو ما يجعله مسروراً لأن دخله سيزيد عن ذي قبل.

وأوضح أن أصدقاء كثيرون له يتوزعون على مهن مختلفة فمنهم من يبيع العصائر الطازجة كالليمون الذي يحضر بقوة في مائدة الإفطار إلى جانب المانجو والشمام,ومنهم من يعمل في صناعة السمبوسة والطعمية وهي مقليات تأكل عند الفطور.

وتغري العوائد المادية المتوقعة أحمد سعيد,البالغ من العمر 32 عاماً للبحث عن أفضل مكان بصنعاء يشهد حركة ليحط رحاله هناك مصطحباً عربته المتحركة وأسطوانة الغاز مع بوتاجاز لقلي السمبوسة وهي من الأكلات المفيدة لأنها تحتوي على بعض الخضروات وكذا اللحم او العدس المفروم.

وقال أحمد إن السمبوسة هي سيدة مائدة الإفطار وهناك طلبات تصل الينا من بعض المنازل لعمل سمبوسة بلحم الدجاج المفروم والتونة او بالجبن البلدي.

وحول الكميات التي يبيعها يومياً,أوضح إنها كبيرة جداً ولا يستطيع يحصيها لأنه يعملها في الحال وكلما نفذت الكمية صنع أخرى,منوهاً بأهمية توافر النظافة والجودة حتى يقنع الزبون بالشراء منه يومياً.

وأشار إلى أن إجمالي دخله يومياً لا يقل عن 7000 ألف ريال يمني وهو ما يعادل 30 دولاراً تقريباً.

ويقول خبراء الاقتصاد,إن الزيادة الناتجة عن مستوى إنفاق الأسر برمضان وعادة الناس في الاستهلاك تغري العاطلين للعمل بالمهن الحرة وتوفر لهم فرص عمل وإن كانت مؤقتة لكنها تكفيهم لتغطية نفقات المواسم الاستهلاكية المتتالية التي تبدأ من رمضان مروراً بعيد الفطر ثم استئناف الدراسة وانتهاءً بعيد الأضحى.

تجارة الأرصفة

وتشير دراسات ميدانية,إلى أن تزايد إنفاق الأسر على السلع والخدمات خلال رمضان بصورة دائمة,ومنها ما تغطي نفقاتها عن طريق السلف ومنها ما تلجأ لبيع ممتلكات شخصية.

وبحسب مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في دراسة استهدفت معرفة العادات الاستهلاكية والشرائية للأسر اليمنية خلال رمضان فإن 54 % من الأسر تخصص ميزانية للنفقات الرمضانية.

وأظهرت الدراسة أن 80.5% من المواطنين يلجأون إلى الشراء من الأرصفة بحثا عن رخص ثمن المنتجات والسلع. في حين تستقطب تجارة الرصيف 10.5% من الأسر لاحتوائه على منتجات نادرة، لم يحصلوا عليها في أماكن أخرى، وتجتذب طريقة عرض السلعة 8% من المستهلكين.

إقبال على السواك

ومن المهن التي تزدهر في رمضان,بيع السواك الذي يقبل عليه اليمنيون في كل مكان ولا يجد الزائر مسجداً إلا وأمامه باعه للسواك يغرون الصائمين بشرائه كما هو الحال في الشوارع أو الجولات حيث لا يعاني البائع أي صعوبة لإقناع الناس.

وهنا يبدو صالح الذي اعتاد بيع السواك أمام أحد المساجد منذ أربعة أعوام أكثر تفاؤلاً بقدوم شهر رمضان الذي تتضاعف فيه مبيعاته ويصبح كل مرتادي المسجد زبائن عنده يومياً يطلبون أعواد السواك.

يحرص صالح على تذكير الناس بالأحاديث النبوية الدالة على فضل السواك وترغبيهم بالأجر الذي يناله المداوم عليه باعتباره سنة نبوية يزداد الالتزام بها في رمضان كونه شهراً روحانياً تعبدياً.

فالسواك الذي يباع في الأيام العادية ما بين 20 إلى 30 ريال يمني,يرتفع سعره في رمضان وقد يصل إلى 50 ريالاً حسب نوعيته وجودته وقدرة بائعه على إقناع الزبائن.

زر الذهاب إلى الأعلى