أخبار وتقارير

في باجل مواطن يعود إلى الحياة من مشارف القبر وأسرته تروي تفاصيل الحادثة للمستقلة

المستقلة خاص ليمنات

متابعة/ بسام الزريقي
هل تقتل بعض المستشفيات الناس بدلاً عن إنقاذ أرواحهم، هل ترسلهم إلى المقابر وهم أحياء، وتكتب شهادات وفاتهم قبل توقف نبضهم.. قصة علي سليمان في مديرية باجل، وملابسات وفاته، وإدخاله إلى القبر وقلبه ما زال ينبض بالحياة، تثير الكثير من الأسئلة والشكوك..
علي سليمان موظف شاب في مؤسسة المياه بمديرية باجل، شعر بألم في كتفيه، وذهب إلى مستشفى أهلي في باجل، أجرى له الأطباء فحصاً أولياً، فوجدوا أن ضغطه مرتفع، بحسب ما قال ابن عمه في حديثة للمستقلة، أما مدير المستشفى فزعم أن الصحي طلب من المريض المكوث في المستشفى لمتابعة حالته، لكنه اكتفى بضرب إبرة لتخفيض الضغط، بينما يؤكد ابن عم علي، أن الصحي كان يريد ضرب إبرتين لعلي لكنه رفض، بسبب أنه غير مطمئن للصحي، ثم خرج متوجهاً إلى بيته لاستكمال يومه وأخذ الراحة، فلم يمض على وصوله سوى دقائق قليلة حتى تعرضت حالته الصحية للانهيار، فتم إسعافه مجدداً إلى المستشفى، وبعد دقائق من وصوله المستشفى فقام الصحي بضرب إبرة أخرى له فأنهارت حالته وقالوا أنه مات وتم حمله على أكتاف اقربائه، وبعد غسله وتكفينه ثم التوجه به إلى المقبرة، وعلى حافة القبر، أصر أحد أقربائه على إلقاء النظرة الأخيرة.. ففتح الكفن ثم صرخ “حرارة جسمه مرتفعة بعد أربع ساعات من إعلان وفاته”، أحد الدكاترة المتواجدين- بحسب إفادة أخيه وابن عمه، كشف عليه وقال إن قلبه ما زال ينبض، وإنه يتنفس فحمل الجميع النعش وعادوا به إلى المستشفى بعد صلاة العشاء، يفيد ابن عمه أنهم عندما أوصلوه إلى المستشفى لم يقم الأطباء بأداء واجبهم بسرعة، لم يعملوا له صدمة كهربائية لإنعاشه،وإنما جلسوا يتشاورون هل هو حي أم ميت، بدلاً من إنقاذ حياته، وبعد مرور نصف ساعة من إعادته إلى المستشفى أعلنوا مرة أخرى أنه فارق الحياة.. وكأن معه روحين واحدة فارقت جسده نهاراً والأخرى ليلاً.
يتناقض حديث مدير المستشفى مع الرواية السابقة ويقول معترضاً.. اعلمناهم من الساعة الخامسة أنه ميت، وبعد عودته الساعة السابعة أكدنا ذلك، ولكنهم يريدون أن يشوهوا سمعة المستشفى، موضحاً أنه حاول مراراً مع مدير البحث ووكيل النيابة بأن لا تدفن الجثة حتى يحضر الطبيب الشرعي لتشريحها، لأن الأمر عائد عليهم..”
مواطنون نفذوا بعد الدفن مظاهرة احتجاجية، تنديداً بطريقة تعامل المستشفى، الأمر الذي اعتبره مدير المستشفى تحريضاً، أما المواطنون فقالوا إنها ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يدفن فيها مرضاهم أحياء.. الغريب أن مكتب الصحة لم يفتح تحقيقاً في الحادثة وحوادث مماثلة.. مما يكشف مدى الاستهتار بحياة وأرواح الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى