فضاء حر

اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين لن يكون الأول ولا الأخير في ظل التمديد

يمنات
كتبنا كثيرا وتكلمنا أكثر مما كتبنا، أن التمديد لهادي ولحكومة باسندوة، تمديدا لممارسة الفساد والقتل المنظم، والاغتيالات السياسية التي تقيد ضد مجهول، وأن هذا التمديد إكمال لمشروع إخواني قد أكتمل، ولكن الإخوان يرون أنه لا يكتمل حتى يسيطروا على كل (خزق) و(فتحة) للدولة المدنية الحديثة التي ينشدونها ويشيدونها على الطريقة الخاصة بهم، فهم يستخدمونها كقناع للوصول إلى تحقيق مشروعهم، فبعد أن وزعوا جنودهم المؤدلجين على كل أقسام الشرطة والمنشآت الحكومية، وبسطوا سيطرتهم على القضاء والإعلام، وحتى على رئيس الدولة، وربما على الأحزاب اليسارية، هاهم اليوم وبدون خجل يصرون على التمديد لهذه الأوضاع المأساوية، ضاربين بتضحيات شباب الثورة عرض الحائط، وغير مبالين بالإحتقانات التي تتجمع نتيجة أفعالهم، وغير محسبين لردود الأفعال التي قد تنجم عن سياساتهم الخاطئة، وكأنهم لا يرون في هذا البلد مواطنين إلا من يحمل بطائقهم ويسير في فلكهم..
نعلم جميعا أن هادي أنتخب من قبل الشعب اليمني لسنتين، وأول وآخر كذبة مارسها على من أنتخبه، هي ظاهرة في خطابه الذي يتكرر بين حين وآخر في قناتي اليمن اليوم وآزال، والذي يقول فيه: (بعد سنتين سأقف هنا مكان الرئيس السابق، والرئيس الجديد يقف مكاني،……)، ولكن الجماعة استطاعت أن تزين له التمديد كما يزين الشيطان الجريمة لضحيته، فلو كان هادي وحكومة باسندوة قد أرسوا مدامك الأمن، وهو الأهم، لكان التمديد مقبول نوعا ما، أما في ظل هذا الانفلات الأمني وتفشي الجريمة أكثر من السابق، فهم لا يستحقون التمديد حتى ليوم واحد، فما بالكم بسنة!!
سبق وأقرت اللجنة الأمنية ووزارة الداخلية الانتشار الأمني، ومنع حمل السلاح، ووزعت نقاطها الأمنية في شوارع العاصمة، ومع هذا مورست عمليات الإغتيالات، وبعدها منعت الدراجات النارية من الحركة في العاصمة لدواع أمنيه، فتواصلت هذه العمليات بشكل منظم أيضا، أنتم بهذه القرارات والإجراءات الهزيلة، لا تمنعون الجريمة أو توقفونها، وإنما تنظمونها، لأنكم لم تستأصلوا رأس العصابة الذي يخطط وينفذ هذه الجرائم، ولم تكشفوا حتى من يقف خلف جريمة واحدة من هذه الجرائم التي لا تحصى، فباغتيال الدكتور أحمد شرف الدين عضو لجنة الحوار عن أنصار الله، ينبئ بقائمة اغتيالات قادمة، تحت رعاية وحماية الحكومة الممدة، والرئيس الانتقالي المتمدد، خصوصا بعد الوعد الذي أطلقه بقرارات قوية..
على الأحرار أن لا ينتظروا حتى تكمل هذه العصابة كشوفاتها بالتصفيات، وأن يرصوا صفوفهم للخروج بصف واحد وبصوت واحد يوم 11 فبراير القادم ،لإيقاف كل هذا العبث الذي يدمر الوطن ويقضي على الشخصيات الوطنية، قبل أن ينالوا منا جميعا..

زر الذهاب إلى الأعلى