أخبار وتقارير

الفزعة المأربية توتر الأوضاع بين قوات الجيش و مسلحين قبليين “تقرير مفصل”

يمنات – الشارع
وقعت اشتباكات, صباح أمس, بين قوات حكومية ومسلحين قبليين يتبعون “الفزعة المأربية” الذين نصبوا نقطة أمنية قطعوا فيها, منذ أيام, طريق مأرب- صنعاء, مانعين دخول وخروج شاحنات نقل النفط والغاز إلى مأرب.
وقال ل”الشارع” مصد عسكري في مأرب إن حملة عسكرية مشتركة خرجت, صباح أمس, من المنطقة العسكرية الثالثة, في مدينة مأرب, ووصلت إلى منطقة “السحيل” حيث اشتبكت مع المسلحين الذين ينصبون, منذ الثلاثاء الماضي, نقطتهم هناك, ويحتجزون العشرات من ناقلات النفط والغاز.
وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن القوات الحكومية تمكنت من فتح الطريق الرئيسي, بعد أن اشتبكت مع المسلحين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة, وأن هذه الاشتباكات استمرت, بصورة متقطعة, منذ الصباح وحتى بعد ظهر أمس.
وذكر المصدر أن خمسة جنود أصيبوا في هذه الاشتباكات, أغلبهم من قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) دون معرفة عدد الضحايا في صفوف المسلحين, الذين دعوا إلى “فزعة مأربيه” من أجل السيطرة على محافظة مأرب, حيث قطعوا, منذ 21 يناير الجاري, خمسة منافذ برية رئيسية إلى مأرب, ومنعوا دخول وخروج شاحنات النفط والغاز من وإلى المحافظة.
وتمكنت قاطرات النفط والغاز من العبور في طريق مأرب- صنعاء, بعد أن أعادت قوات الجيش فتحه, فيما تجددت الاشتباكات, بعد ظهر أمس, إثر وصول مسلحين من قبائل “الأشراف- عبيدة” بخمس سيارات “شاص شبح” (أطقم), دعماً لمسلحي “الفزعة المأربية” من قبائل الجدعان وجهم”.
وظل التوتر في المنطقة قائماً حتى لحظة كتابة هذا الخبر, في وقت متأخر من مساء أمس, تكونت الحملة العسكرية والأمنية من قوات من اللواء 312 مدرع, واللواء 13 مشاه, واللواء 14 مدرع, والقوات الخاصة, وقوات الأمن الخاصة, والشرطة العسكرية في مأرب. ومازالت هذه القوات ستتمركز في المنطقة, فيما مسلحو القبائل يتمركزون فيها ويصرون على العودة إلى قطع الطريق.
وخرجت الحملة العسكرية والأمنية إلى المنطقة بعد أن فشلت مساع ووساطات قبلية في إقناع المسلحين بفتح الطريق والسماح بدخول وخروج قاطرات نقل النفط والغاز من وإلى مأرب.
وكانت قبائل “مراد” منعت, قبل يومين, مسلحي “الفزعة المأربية” من نصب أي نقاط قطاع قبلي في أراضيها, وتمكنت من رفع قطاع قبلي نصبه أنصار “الفزعة المأربية” في أراضيها, وتحديداً في منطقة “نجد المجمعة” على خط مأرب- البيضاء.
وأغلق طريق مأرب- صنعاء مسلحون قبليون ينتمون إلى قبائل “الجدعان” و”جهم” حيث نصبوا نقطة مسلحة في منطقة “السحيل” ومنعوا دخول وخروج قاطرات النفط والغاز من وإلى محافظة مأرب.
وقال المصدر العسكري إن القوات الحكومية تمكنت, بعد مغرب أمس, من السيطرة على موقع تمركز المسلحين في منطقة “السحيل” كما تمكنت قوات عسكرية أخرى من السيطرة على نقطة أخرى ينصبها مسلحون من “الفزعة المأربية” في منطقة “الجدعان” حيث احتجز المسلحون العشرات من قاطرات نقل النفط والغاز.
وأوضح المصدر أن المسلحين انسحبوا من هاتين النقطتين بعد تدخل العميد عبد ربه قاسم الشدادي, قائد اللواء 312 مدرع, الذي هدد المسلحين باستخدام القوة ضدهم في حال لم يغادروا موقعي تمركزهم.
وفيما أفاد المصدر بأن هناك مسلحين آخرين يقطعون 3 طرق أخرى تؤدي إلى مأرب, أشار إلى أن هناك مسلحين ينصبون قطاعاً قبلياً في منطقة “المختم” في “وادي عبيدة” المحاذي لشركة صافر, واحتجزوا ناقلات النفط والغاز القادمة من صافر.
وقال مراسل “الشارع” في مأرب إن المشاركين في “الفزعة المأربية” أغلبهم أشخاص ينتمون إلى المؤتمر الشعبي العام, وحوثيون, فيما عناصر التجمع اليمني للإصلاح ملتزمون الصمت.
وتوقع المراسل أن يلجأ المسلحون إلى عمليات تخريبية ضد خطوط نقل الطاقة الكهربائية, وأنبوب نقل النفط من “صافر” إلى ميناء تصدير النفط الخام في “رأس عيسى” على البحر الأحمر.
وقال ل”الشارع” مصدر في “الفزعة المأربية” إن “مجاميع مسلحة من اللجان الشعبية, من بني جبر والجدعان وبني ضبيان وقبائل عبيدة, اتجهت إلى منطقة السحيل لإسناد شباب الفزعة الشعبية هناك, بعد أن حاول الجيش المعزز بالمدرعات اقتحام اللجنة المرابطة هناك, حيث تحتجز ناقلات النفط والغاز”.
وأوضحا المصدر, الذي طلب عدم اسمه, أن الاشتباكات أدت إلى إصابة عدد من الجرحى في صفوف مسلحي “الفزعة المأربية” مشيراً إلى أن “قوات الأمن الجيش تراجعت بعد تدخل قائد عسكري تمكن من إيقاف إطلاق النار بين الجانبين”.
وأضاف المصدر: “سعت بعض الأطراف إلى تفجير الوضع عسكرياً بالهجوم على لجان الفزعة المرابطة في خمس نقاط, ونحذر من تفجير الوضع عسكرياً”.
من جانبها, قالت “اللجنة التنسيقية للفزعة الشعبية لتحقيق حقوق ومطالب أبناء مأرب” في بيان أصدرته أمس, إن ثلاثة من مسلحي “الفزعة” أصيبوا في الاشتباكات, إصابة أحدهن خطرة.
وأضافت في بيانها: “ففي الوقت الذي يحتفل فيه أبناء اليمن بمخرجات الحوار الوطني, قامت قوات الجيش, وبدعم من مراكز القوى والنفوذ التي تنهب ثروات أبناء مأرب, بمهاجمة تجمع للجنة التنسيقية للفزعة الشعبية لحقوق ومطالب أبناء مأرب المشروعة في منطقة “السحيل” مما أسفر عنه سقوط ثلاث جرحى أحدهم جروحه خطرة من أعضاء اللجان”.
وتابعت: “وعلية فإن أبناء مأرب يدعون الدكتور عبد اللطيف الزياني, ممثل مجلس التعاون, والسيد جمال بن عمر, مندب الأمم المتحدة, والرعاة الدوليين, إلى القيام بمسؤوليتهم التاريخية تجاه ما يجرى في مأرب, فتحركات أبناء مأرب لانتزاع حقوقهم لم تكن وليدة اللحظة, بل تحرك أبناء مأرب بكل إمكانياتهم عبر الوقفات والاحتجاجات التي انطلقت في 1/1/2013م من أمام الحكومة ومؤتمر الحوار والشركات الناهبة؛ ولكن بدون جدوى؛ ولهذا ندعوكم لزيارة مأرب للاطلاع على ما يجرى عن قرب على الأرض, فمأرب لن تكون ملزمة بأي نتائج للحوار ومخرجات بعد تجاهل رؤية أبناء مأرب للحل المقدمة بإجماع صناع القرار لمصفوفة المطالب المشروعة لأبناء مأرب, والتي مضى على نضالنا أكثر من عام بكل الطرق السلمية؛ غير أن الناهبين في المركز ووكلاءهم في المحافظة حالوا دون تحقيق تلك المصفوفة من المطالب التي تعود في حدودها الدنيا”.
وأعلنت “ربط اعتراف أبناء مأرب بمخرجات الحوار الوطني باعتراف صناع القرار بحقوق أبناء مأرب وتلبية مطالبهم المشروعة التي سلمت لمؤتمر الحوار وللأخ رئيس الجمهورية وفي مقدمتها مأرب عاصمة الأقاليم ولأبناء مأرب حق اختيار من ينضم إليهم من عدمه”.
وفيما أعلنت اللجنة التنسيقية إدانتها واستنكارها “لكل أعمال التخريب التي تستهدف أبراج الكهرباء وأنابيب النفط, والتي تهدف إلى تشويه الفزعة الشعبية وإضاعة الحق بالباطل”؛ طالبت ب”سحب قوات الجيش المهاجمة للجان الشعبية للفزعة وإطلاق جميع المعتقلين الذين اعتقلتهم قوات الجيش في صافر من نشطاء الفزعة”.
كما طالبت ب”تشكيل لجنة رئاسية مشتركة لدراسة مصفوفة مطالب أبناء مأرب ووضع الحلول العاجلة لها”.
وقال بيان اللجنة التنسيقية: “وفي الأخير نحمل الجهات المعنية مسؤولية التجاهل ومحالات التشويه المتعمدة لأبناء مأرب الذين أعطوا للوطن كل شيء وتكافأ مأرب وأبناء مأرب على ذلك بالإقصاء والتهميش والقتل والتنكيل والتلوث والتشويه”.

زر الذهاب إلى الأعلى