فضاء حر

إذا لم تستحِ، فكُنْ علي محسن!

يمنات

في آخر تصريح له لإحدى الصحف العربية أمس:
– دعا علي محسن دول الخليج إلى تجاوز خلافاتها!
– وقال علي محسن: ‘نحن في اليمن وأنا شخصياً على ثقة لا حدود لها بأن الإخوة في الرياض والدوحة وأبو ظبي والمنامة وفي كافة عواصم الخليج العربي يتحلون بحسن إدارة الأزمات وبقدرة فائقة في حل أي خلاف!
– وأضاف علي محسن: ‘نحن متأكدون جيداً من حكمة وحنكة أولياء الأمور وأولو الأمر في الخليج وصدق سرائرهم وسمو شخصياتهم وهم قادرون على تجاوز سوء الفهم’!
– ونوَّه علي محسن (نوّه بمعنى أشاد): بالأيادي البيضاء للأسر الحاكمة في الخليج ‘على أبناء الجزيرة العربية كافة والعرب والعالم الإسلامي والإنسانية!
– وحذر علي محسن: من تدخلات إيران في شؤون اليمن وأبناء المنطقة”!
– وأضاف علي محسن: ‘كل ما نتمناه نحن في اليمن أن لا تزيد دول المنطقة سواءً كانت إيران على سبيل المثال أو غيرها التدخل عن قرب أو عن بعد في تأجيج الخلاف وتطويره بين السعودية والإمارات والبحرين وقطر!
– وأكد علي محسن: على قدرة الخليجيين على ‘إعادة المياه إلى مجاريها بين الرياض وأبوظبي والمنامة من جهة والدوحة من جهة أخرى!
عزيزي علي محسن،
ما دخلك بدول الخليج وخلافاتها؟!
وبأي صفة تدعوها إلى تجاوز خلافاتها؟!
ألستَ مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن، وعليك بالتالي أن تتحلّى ولو بذرة- ذرة واحدة بس- من الإحترام (الإحترام الشكلي حتى) للدستور اليمني والقوانين العسكرية التي تحظر جميعها عليك وعلى غيرك من الضباط والعسكريين التدخل في الشئون السياسية الداخلية ما بالك بالسياسة الخارجية؟! أنتَ تخاطب دول المنطقة كلها بإسم اليمن بلداً ودولةً وشعباً!
طيب، ماعليش! طز في الدستور وطز في القوانين وطز فينا وفي اليمن!
ألا تعرف أن الوحيد الذي يحق له أن يتحدث باللسان الذي تحدثت به مع دول الخليج والعالم هو رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي؟
طيب، ماعليش برضوه! لنفترض أن الرئيس هادي فوَّضك بأن تتحدث مع دول المنطقة والعالم من موقعه رغم أنه لا يحق له ذلك! لنفترض هذا! ولكن، هل فوّضك؟ هل اتصلت به قبل أن تدلي بتصريحك وقلت له:
– يا فندم، أنا “خاور” أصرح من موقع الرئيس؟
ورد عليك هو:
* ولا يهمك يا علي، تعال اجلس مكاني أَمَدْ ما تصرح وتكسر “خوْرَتك”!
إذا كان هذا قد حدث، ألم يكن يتعين عليك- من واجب العرفان بالجميل والذوق على الأقل- أن تذكر اسمه في التصريح، أو حتى صفته ك”رئيس للجمهورية”، هكذا مجرد ذكر له ضمن “أولياء الأمور وأولو الأمر في الخليج” العديدين الذين تتمسح بعتباتهم؟! حتى لو كان هادي في جيبك ومجرد ذنب لك كما تحاول أن تظهر في كل تصريحاتك وكما ترسخ ذلك في أذهان اليمنيين وذاكرتهم من خلال تصرفاتك، ألا يستحق منك هذا “الذنب” بعض الإحترام الشكلي؟!
عزيزي علي محسن،
يقول المثل العربي الشهير: إذا لم تستحِ، فكُنْ علي محسن!
عزيزي علي محسن،
إذا كنت لا تدري بحجم التجاوزات التي حملها تصريحك لصحيفة “القدس العربي” أمس وحجم الإهانات التي وجهتها في تصريحك للرئيس عبدربه منصور هادي و”للدولة اليمنية” ولليمن بلداً وشعباً، فتلك مصيبةٌ. وإن كنت تدري، فالمصيبة أعظم!
عزيزي علي محسن،
طالما أنك سمحت لنفسك بمخاطبة سائر دول المنطقة باسم اليمن كبلد ودولة وشعب دون صفة ودون تفويض أو عودة لأحد، فأنا لا أجد غضاضة تذكر في أن أخاطبك بإسم اليمن كبلد ودولة وشعب دون صفة ودون تفويض أو عودة لأحد:
– أنتَ دعوت دول الخليج إلى تجاوز خلافاتها، وأنا أدعوك لعدم تجاوز منصبك الدستوري كمستشار أمني وعسكري لرئيس الجمهورية (ركِّز: أنت مستشار رئيس الجمهورية، مش رئيس الجمهورية!).
– وأنتَ خرجت عن صمتك وعملت هذي “النثرة”، وأنا أقول لك: أخرج مما تبقى من “حديقة 21 مابِش”، ومما تبقى من جيشنا، ومما تبقى من دولتنا، ومما تبقى من حياتنا.. خرجتْ نفسك!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى