فضاء حر

الحرب حرب العافية

يمنات
إذا كان لزاما علينا القبول بهذا الوضع المأساوي، وتحمل جور الجرع والبرع والصبر على باطل حكومة الوفاق، وإغماض أعيننا عن النهب الثوري المنظم، والسكوت على استباحة أرضنا وجونا وبحرنا، والتغاضي عن ما يحاك من مؤامرات لتقسيم اليمن وإذلال جيشه وتركيع أمنه وإرهابهم، فلربما الحرب الدائرة في عمران ولو أن خسائرها مؤلمة في حق اليمن واليمنيين، ولكنها أصبحت مفروضة على شعب قد أنهك وتعب من الحروب، إلا أن من يعشقوا الحروب وسفك الدماء يصرون على أن تكون الحرب في اليمن حرب ضرورة لتتعافى من أفكارهم ومخططاتهم، فلو تأملنا وراجعنا حساباتنا إلى ما قبل ثورة 11 فبراير 2011 سنجد أن الأحداث هي نفسها تتكرر وبعناوين مختلفة ولكن الهدف واحد..
و قد كشف رحيل صالح عن الحكم أنه كان مجرد أداه بيد قوى كانت تسيره وتدفعه لأعمال هو اليوم يستنكرها، ولكن بعد فوات الأوان، فالحرب الدائرة في عمران قد أوجدت في بدايتها ارتياح شعبي غير مسبوق بعد أن ضربت قاعدة المشيخ هناك، مثلما أرتاح وأيد الشعب اليمني الحرب في شبوة وأبين ضد تنظيم القاعدة ،وكلاهما خطر كبير على اليمن، سواء كانت القاعدة أو جبروت وطغيان المشيخ..
الجيش اليوم يواجه خطر كبير، فلم أصدق نفسي أن قائد عسكري كبير يحاضر الأفراد والضباط ويطلب منهم أن لا يرتدوا الزي العسكري أثناء توجههم لمقرات أعمالهم إلا بعد أن يصلوا مقراتهم، معقول يحدث هذا من قيادة يفترض أن تكون قدوة للآخرين في الشجاعة والتضحية، وإلا لماذا أخترت لنفسك العمل في السلك العسكري، وبدلا من تكون عناصر القاعدة هي من تتخفى وتتنكر وتغيب عن الشوارع خوفا من الجهات الأمنية، أصبح العكس..
و هذا خلل كبير قد يحدث إنهاء وتدمير للجيش الوطني، وسيبنى ويتشكل جيش عقائدي وربما إرهابي، لأن العناصر الوطنية ستهاجر وستترك مواقعها عندما ترى قادتها قد تخلوا عن وطنيتهم وأصبحوا يشاركوا في إرهاب الجنود والضباط بنفس طريقة قتلهم في الشوارع..
إذن لا معنى لجيش كان يسنب ويسمى بجيش العائلة إن تحول إلى جيش يتبع الجماعة، عمران كشفت خلل كبير في هيكلة الجيش والأمن، والتعيينات في المناصب الأمنية والعسكرية أيضا ظهرت وكأنها على أسس غير وطنية، وما قيام الطائرات بقصف مناطق في عمران دون إعلان الدفاع الحرب إلا دليل على أن هذه التعيينات قد تمت على أسس حزبية خالصة..
* الحلول الجزئية لا تحل المشكلة، بل تفتح مشاكل أكبر، فإلى متى ستظل الدماء تنزف في عمران، والوساطات تلو الوساطات لا تصنع حل أو تكشف سبب المشكلة، لذى فالحل النهائي والعلاج لعمران بيد أنصار الله دون غيرهم..!
* سمعت خبرا مفاده ان تنظيم القاعدة في مديريتي السدة والرضمة من محافظة إب قام أمس باختطاف قاطرة مع سائقها من مديرية الرضمة واتجهوا بها إلى السدة وتعرضوا لحادث مروري أدى لانقلاب القاطرة وفر عناصر القاعدة إلى جهة مجهولة، أين أنت يا ترب يا صاحب البلاد مما يحدث أو أن الرضاعة تعيق التحرك!
إنقلاب شعبي:
عانا المواطن اليمني من انعدام المشتقات النفطية لأشهر، وغياب الكهرباء لأيام متواصلة، وبعد محاولته الفاشلة في انقلاب العجلة أو التواير، توفرت المشتقات النفطية، وعادت الكهرباء..
ألم يسبق هذا الانقلاب التوايراتي الفاشل انقلاب حقيقي على الشعب، كاد أن ينجح في استمرار الطوابير ورفع الدعم عن المشتقات النفطية، إلا أن انقلاب التواير أسقط هذا الانقلاب الشرعي !

زر الذهاب إلى الأعلى