فضاء حر

لماذا انهار الاتفاق الرئاسي الثاني لوقف النار ؟

يمنات
ساعات قليلة مضت على اعلان وزارة الدفاع توقيع اتفاق ثان لوقف اطلاق النار في المواجهات الحاصلة بين مسلحي قبائل عمران من “جماعة أنصار الله” ومسلحي الفرع اليمني لتنظيم الإخوان (حزب الإصلاح) ثم انفجرت المواجهات من جديد في مناطق عدة معلنة انهيار اتفاق الهدنة الذي قالت وكالة سبأ أنه أبرم برعاية مباشرة من الرئيس عبد ربه منصور هادي وعمده وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد.
فهل كان الانهيار ناتج عن حال التوتر في الميدان أم كان مخططا قادة تنظيم الإخوان من الدوحة هذه المرة؟
في الاتفاق الثاني أقرت الرئاسة ووزارة الدفاع، أنه أبرم بناء على رغبة “جميع الأطراف” لوقف نزيف الدماء في عمران وأي منطقة توتر أخرى ” وهي تقصد الحوثيين كطرف أول والثاني مسلحي القبائل الذين يستخدمهم تنظيم الإخوان وقودا لحربه في عمران .
الطرف الذي رفض الاتفاق كليا هم فقط ممثلو تنظيم الإخوان (حزب الإصلاح) في لجنة الوساطة والمليشيا التكفيرية التابعة للجنرال، خصوصا وهو لامس جوهر المشكلة عندما نص على العودة إلى جذورها في تلبية تطلعات أبناء المحافظة ومطالبهم والتحقيق في مقتل المعتصمين السلميين واعتبارهم شهداء وتعويضهم أسوة بالمعالجات التي تمت في بقية محافظات الجمهورية.
رفض هؤلاء للاتفاق جاء أيضا بسبب نصه على تشكيل لجنة تحقيق محايدة تضم في عضويتها وكلاء نيابة للتحقيق في الأحداث من بدايتها، ولجنة مهنية ومحايدة، لا تنحاز لأي ولاءات حزبيه او مناطقية أو طائفية لحصر الأضرار في مدينة عمران وما جاورها، تحت اشراف المحافظين، والشروع الفوري باستكمال التغيرات العسكرية والأمنية والإدارية التي تلبي تطلعات أبناء المحافظة ومطالبهم والتي من شأنها خلق أجواء آمنه ومستقرة للجميع في فتره زمنيه لا تتجاوز الشهر.
لم يقبل الجناح العسكري لتنظيم الإخوان ولا غرفة العمليات التي يديرها التنظيم في الدوحة هذه البنود خصوصا وهي ستفقده الحضور الدعائي في حملاته التي انفق عليها الكثير لاشاعة اكاذيب أن المواجهات تجري بين قوات الجيش والحوثيين الذين يسعون لاسقاط العاصمة، وهي من أكثر اكاذيب الحملة الدعائية الاخوانية التي لم تهدف فقط إلى تضلل الناس بل وتهيئة المناخ لمشروع التنظيم في التعبئة وحشد الإرهابيين والتكفيريين والآلاف من المغرر بهم لخوض حروبه .
رفض تنظيم الإخوان هذا الاتفاق كذلك للإبقاء على مشروعه في اشعال الحرائق في المناطق التي يفقد نفوذه فيها، ولا يزال يخطط لأن تكون ورقة ضغط للحصول على مكاسب تحفظ الكيان السري لجيش الإخوان النافذ في الدولة، ومكاسب سياسية في ملفات اخرى.
اكثر من ذلك أن التنظيم رفض الاتفاق بعد ساعات قليلة من إعلانه، لما راعه من سحب الرئيس هادي البساط من تحت مشاريع التنظيم في الجنوب بعد المبادرات التي قادها للتقارب مع فصائل من قوى الحراك الجنوبي، وهي الخطوة التي أربكت تماما مشروعه في المحافظات الجنوبية.
قادة التنظيم في الخارج ثم الداخل شعروا بخطأ قبولهم اتفاق وقف النار الثاني، فتعهدوا ليلا بإجهاضه عبر مسارين.
الأول دفع جناحه العسكري إلى اشعال المواجهات من جديد بقصف العديد من المناطق عشوائيا، بما يضمن العودة ميدانيا إلى المربع الأول وهو ما حصل تماما في عمليات القصف التي استهدفت منتصف ليل الأحد العديد من القرى في عمران بمدفعية ودبابات مسلحي الإخوان ومليشيا الجنرال.
اما المسار الثاني فكان اعلامي، تعهده بعض ممثلي تنظيم الإخوان في لجنة الوساطة الرئاسية، الذين انهالوا بالتصريحات التي سحبت بساط الشرعية عن الاتفاق بالقول أن ما نشر لم يكن اتفاقا وأن ممثلي الاخوان في اللجنة لم يوقعوا عليه بصيغة اتفاق بل رؤية عمدها وزير الدفاع.
هذا الدور لم يقم به أي من رموز العمل السياسي أو الطابور الخامس للإخوان، بل تعهده زميلنا العزيز مراسل الذراع الإعلامية للتنظيم الدولي للإخوان قناة “الجزيرة” احمد الشلفي، ولعل ضيق الوقت لدى مطبخ الأزمات في الدوحة هو ما جعلهم يركنون على الشلفي الذي تعهد اخذ التصريحات ونشرها في وسائل الإعلام وصفحات الفيسبوك.
من ذلك نقله تصريح عضو اللجنة الشيخ عبد الرحمن الصعر وهو قيادي في الفرع اليمني لتنظيم الإخوان، ونفى فيه توقيع الاتفاق أو حضوره أو علمه بالاجتماع الذي تمخض عنه بالإضافة إلى اعتباره الاتفاق خيانة لله والوطن والشهداء.
كذلك نشره تصريح عضو اللجنة عن تنظيم الإخوان احمد البكري الذي نفي أن تكون اللجنة الرئاسية توصلت إلى اتفاق وأن ما حصل كان رؤية عمدها وزير الدفاع وانه تحفظ على بعض بنودها، والادهى من ذلك أنه لا يزال يعتقد أن الحرب تدور بين الحوثيين والجيش وأن الطرفين لم يوقعا عل الأتفاق.
قال ذلك بعدما كان مهر توقيعه على الاتفاق بتاريخ 22 يونيو !!!!
مبادرة مراسل الجزيرة في صنعاء احمد الشلفي لم تكن الوحيدة بل واحدة بين مئات المبادرات التي ظهرت منتصف ليل الأحد، دفعة واحدة ولعل أكثرها قبحا وفجاجة وقذارة أيضا التعليق أو التهديد الذي نشره القيادي في التنظيم الدولي للإخوان والمذيع في قناة الجزيرة علي الظفيري صاحب برنامج في العمق .
هذا الإرهابي المستتر، كتب نقلا عن مصدر عسكري( ربما في الجيش السري للإخوان) إن مشاورات تجري حاليا لإعلان جماعة الحوثيين جماعة إرهابية، بسبب ارتكابهم خروقات وأن هذا التوجه جاء بعد مشاورات اجرتها قيادات عسكرية وسياسية مع الدول الراعية للمبادرة الخليجية، هو يقصد طبعا لقاءات الجنرال واليدومي مع بعض السفراء والتي لا يكفون فيها عن النعيق بهذا المطلب.
سيلقنكم اليمنيون الشرفاء يوما درسا لن تنسوه.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى