أخبار وتقارير

عقب تبشير اليدومي ب”دواعش اليمن” .. اعلام الإصلاح يروج لجيش قبلي في اقليم “سبأ” لمواجهة التمدد الحوثي يستدعي صراعا مناطقيا طائفيا مع اقليم أزال

يمنات
تحدث اعلام الإصلاح، و خاصة الالكتروني منه، عن نشوء تحالف قبلي، في محافظات “اقليم سبأ” – مأرب – البيضاء – الجوف- لمواجهة ما اسموه التمدد الحوثي.
و أشار اعلام الإصلاح، عن تكوين ما اطلق عليه “الجيش الشعبي الكبير” الذي يهدف لقتال الحوثيين، ووقف مشاريعهم التوسعية وحروبهم الطائفية في محافظاتهم، حسب مواقع اخبارية إصلاحية.
و كشف اعلام الإصلاح أن أكثر من 500 سيارة محملة بقرابة الف مقاتل من رجال قبائل مارب والبيضاء، وصلت مساء أمس الخميس، إلى محافظة الجوف، لعقد مؤتمر قبلي، نعته ب”الاضخم” بين قبائل اقليم سبأ.
أهداف الجيش الشعبي
و حسب تلك المواقع الاخبارية، خرج الاجتماع القبلي الكبير، بعدد من القرارات الهامة، لتشكيل خارطة طريق، للتحالف القبلي في المستقبل.
و أشارت إلى بعض منها، و هي: “أدوا القسم بالله من الجميع حماية اقليمهم من اي عدوان خارجي” و “بعث رسالة الى الحوثي وانصاره لايقافه عند حده، و أنهم سيحمون الاقليم من اعتداءاته ويحملونه المسؤولية، عن كل ما جرى على ارض اليمن من سفك للدماء ودمار وتخريب وتشريد..
مطالبة الدولة بالدعم
كما قال اعلام الإصلاح، أن الاجتماع القبلي، وجه بيان هام الى رئيس الدولة ووزير الدفاع، يضمن حماية افراد وقادة الجيش والامن والاهتمام بهم وان لا يتخلوا عنهم وعن الشرف العسكري.
دعوة للقتل وسفك الدماء
كما أعلنوا عن تكوين جماعات مسلحه متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله و دفاعا عن الحالات التي باح الاسلام القتل فيها، في إشارة واضحة و صريحة للقتل و اباحة دم الأخر المختلف معه.
و زادوا بأن قالوا، سيشرف على جماعة “حافظ لكتاب الله وفاهم لسنة رسول الله”، ما يشير إلى استخدام الورقة الدينية و توظيفها لاضفاء شرعية دينية لقتال الحوثي، تمكنهم من استقطاب المقالتلين، غير أنهم استدركوا بالقول: “وان لا يبدأوا القتال وان يكونوا في حالة دفاع واذا خلا سبيلهم الحوثي فلا شان لهم به، بهدف اظهار الحوثيين معتدين و ارسال رسالة للمجتمع المحلي، بضرورة الوقوف معهم و القتال في صفهم ضد الحوثي المعتدي.
استدعاء النعرات القبلية
و تضمن ما خرج به الاجتماع: “ايجاد صلح قبلي بين القبائل وان يعطي كل واحد للأخر الامان وان عدوهم واحد وواضح والكل يد واحده ضده”، ما يشير إلى محاولتهم تأليب المجتمع القبلي و تحريضه لقتال الحوثيين.
كما طالبوا الدولة بدعم التحالف القبلي، و هو ما يسعى إليه الإصلاح منذ حروب صعدة الستة، لاظهار أن القتال بين الدولة و متمردين، غير أنهم استثنوا وزير الدفاع، الذي يهاجمه حزب الإصلاح و اعلامه، ما يوحي بأن “الإصلاح هو من يقف خلف التحالف القبلي والداعي له”.
و جاء في البيان: “وعلى الدولة اذا ارادت دعم التحالف القبلي بان تكون نيتها صادقة وان تتمثل بالأخ معالي رئيس الجمهورية ولا تتدخل فيها وزير الدفاع فيبيعهم مثل ما حل بالتخلي والتهاون مع القشيبي”، غير أن البيان استدرك، بالقول: “اعلنوا الحرب ضد الحوثي وان لا دخل لجماعة او حزب او فئة او دولة فيه فهو حرب قبيلي مدافع عن بلاده”، لإعطاء الحرب نكهة قبلية، و أن الحوثي ليس جزء من النسيج الاجتماعي القبلي في الاقليم، رغم أن من يقاتلهم هم قبليين مواليين للحوثي.
و لإضفاء ذلك، جاء في البيان: “وانهم يحملوا الحوثي كل ذلك واذا حدث شيء فانهم سوف يطالبونه بكل ما هو معروف ومسن بالقبيلة وانه الغريم ومن قتل اخوه او ابنه او ابوه ( فان الطارف الذي يحمل شعار الحوثي غريم) كائن من كان (وان دم القبيلي لا يسقط بالتقادم او بالزمن فانهم سوف يتوارثونها جيل بعد جيل………)، في إشارة واضحة، لاستدعاء الثأر القبلي، الذي يتوارث في العرف القبلي.
اسطوانة الخيابة
ووصف اعلام الإصلاح، الاجتماع القبلي، ب”الانتفاضة لأبناء وقبائل اقليم سبأ” للحفاظ عليه مما سموه “الاختراق والخيانة” مذكرين بما حصل في حاشد وعمران وهمدان، و التي كان الإصلاح و مليشياته يقاتلون فيه قبليين من تلك المناطق مواليين للحوثي.
دعوة مناطقية
و وقع اعلام الإصلاح و كاتبي البيان في هفوة قد تثير أبناء اقليم أزال عليهم، حين قال: “أكد المجتمعون ان لا مكان للخيانة والخونة بينهم وان “سبأ” ليست “ازال” في إشارة لمحافظات صعدة و عمران و صنعاء و ذمار، التي يتكون منها اقليم “ازال”. و تلك دعوة صريحة للمناطقية.
و زادوا على ذلك بالقول: ” وهي اشارة واضحة للخيانات التي تسببت بتسليم حاشد للحوثي وكذلك ما يجري حاليا في همدان” في ايحاء بأن أبناء تلك المحافظات خونة.
قتال الغريب
و لتبرير حروبهم الجديدة في الجوف و التي قد تتسع لمأرب، اشاروا صراحة، بأن الحوثي غريب و معتدي قادم من صعدة، و كأنهم يبررون وجوب قتاله، كنوع من الاستدعاء للعرف القبلي، الذي يمجد محاربة الغريب المعتدي، حيث ختم الخبر المتداول بالقول: “احد الوجهاء اكد بقوله: يا لواء مارب مع الجوف والبيضاء عار علينا يبقي في اقليمنا حوثي، وان هذا هو شعارنا الذي نلتقي حوله لحماية بلادنا واهلنا واملاكنا ومساجدنا ومدارسنا، من ان ينال منها الحوثي القادم من صعدة لاحتلال بلادنا، و ذلك لتذكيرهم بما يعمله الحوثيين من تفجير لمواقع الطرف الأخر و منازل القياديين، التي يتوجب الدفاع عنها، بالتحالف معهم ضد الحوثي و محاربته.
فزاعة اعلام الاصلاح
و يرى مراقبون أن الخبر، دق لطبول حرب جديدة تحمل النفس الطائفي المذهبي، ستدور رحاها في اقليم سبأ، الذي يبدوا أن الإصلاح توجه إليه، لتصفية حساباته مع الحوثيين، بعد انتكاسات و هزائم متتالية.
و حسب متابعون، سبق أن روج اعلام الإصلاح، لذات الجيش الشعبي، قبل اسبوع من سيطرة الحوثيين على عمران، حيث بشروا بجيش شعبي من أبناء حاشد لاجتثاث الحوثي، من عمران، غير أن الأمور سارت باتجاه السقوط و لم يظهر الجيش الشعبي الموعود.
و اعتبروا إن حديث اعلام الإصلاح، هو ذات الفزاعة التي فشلت في عمران، و تهدف في الأساس لترميم المعنويات المنكسرة لدى انصارهم و لإعطاء جرعة أمل قادمة.
و أشاروا، أن اعلام الإصلاح بات يخوض معاركه في عالم افتراضي حالم بالانتصارات لتعويض الصدمات المتتالية التي تركتها في نفسياتهم المنهزمة.
اعلام ممزق وهادم
و أكدوا أن اعلام الإصلاح، بات يمارس دور الاعلام “الهادم” و “الممزق للنسيج الاجتماعي” و استدعاء النفس الطائفي و المناطقي، بين أبناء الاقاليم المفترضة، التي قسمت البلاد إليها، و عابها أن قسمت وفق نفس طائفي يحيي النعرات و يستدعي الصراعات، التي بات اعلام الإصلاح، مبشرا بها، و أولى خطواته، استدعاء الصراع بين اقليمي “سبأ” و “ازال”.
ادانة الاصلاح
و اعتبروا أن هذا الخبر، الذي يروج له اعلام الإصلاح، إدانة صريحة لحزب الإصلاح “إخوان اليمن” الذي بات يتجه لإحياء الطائفية و المناطقية، خاصة و أن التبشير بحرب جديدة في الجوف، جاءت عقب تبشير الرجل الأول في تجمع الإصلاح – اليدومي- بميلاد “دواعش اليمن”.

زر الذهاب إلى الأعلى