أخبار وتقارير

المفكر عبد الباري طاهر يكشف عن صراع الحكام منذ ثورة سبتمبر واحتكارهم للحكم والمعارضة و خلق صيغ حزبية اقصائية تضمان سيطرتهم

يمنات

أعد المادة للنشر: مروان القباطي
قال المفكر عبد الباري طاهر، إن نظام الحكم الذي خرجت الثورة الشبابية ضده في العام 2011م، انقسم على نفسه، و ظل يتحارب و يحكم.
و أوضح في حديثه لبرنامج المشهد الذي تبثه قناة الساحات، يوميا الساعة التاسعة و النصف من مساء كل يوم و يعاد الثالثة فجرا، هؤلاء أقويا الأن في مواجهة الشعب من خلال خلق الأزمات و الحروب، غير أنهم ضعفاء جدا في فرض هيبة الدولة و فرض النظام والقانون، وارساء حكم ذو طبيعة مدنية وعصرية وحديثة.
استمر الحروب والصراعات
و اعتبر أن استمرار حكمهم، يعني المزيد من الحروب و تدمير للكيانات والقدرات و المزيد من الاغتيالات و تفشي الإرهاب وانتشاره في اكثر من مدينة، و هي الحالة التي نعيشها اليوم.
و أكد طاهر، أنه بدون ايجاد معالجات في رأس الحكم، بصنع نظام مدني عصري وحديث و الالتزام بما تم التوافق عليه، خاصة فيما يتعلق بالجنوب و صعدة و البدء بإيجاد حلول حقيقية، لقضايا الناس، سيظل النظام القديم يعالج قضاياه الخاصة، بتقاسم الكعكة، و سيظلون هم من يحارب و هم من يعارض و هم من يحكم.
صراعات الحكام ينقلونها إلى مختلف المناطق
و أعتبر أن ما يحصل في البلاد بشكل عام، و بخاصة ما يحصل في سيئون أو في حجة أو في تهامة أو في أي منطقة من مناطق اليمن، للحكم ضلع فيه.
و أوضح: هذه القوى التي تتصارع في الحكم تنقل صراعاتها إلى مناطق مختلفة، و ينعكس هذا الصراع على الجيش و الأمن، و التي تكون مردوداته خلل في الحياة العامة.
حكام ومعارضون
و أشار إلى أن المؤتمر الشعبي العام وحلفائه أو شركائه، موجودون في الحكم، و هم نصف الدولة، و مع ذلك يقودون مظاهرات و احتجاجات، و هم طرف في انقسام الجيش و الأمن، و طرف في الفتن.
و أضاف: و نفس الطريقة “الإصلاح والمشترك” يمثل نصف الحكم، و هم أيضا يشتركون في المعارضة ويشتركون في كل ما يحصل في البلاد من جرائم وفتن وحروب.
و تابع: هناك أطراف مشتركة مع الطرفين، و هي الجماعات المسلحة ذات الطابع القبلي و الطائفي، و هم مشتركين في المشهد البائس والدموي.
خلل كبير بحاجة لاحتجاجات مدنية
و قال: كلهم يتحملون المسؤولية لأنهم وهم يحكمون يتقاتلون و يقومون بدور المعارضة، معتبرا أن ذلك خلل كبير جدا لابد ان يعالج.
و أكد: لابد أن يصل الناس إلى حالة من الاحتجاج المدني، الاحتجاج الذي كان قبل ثورة 11 فبراير لإيقاف هذه القوى، التي تلعب هذا الدور المدمر وهي في رأس الحكم، و تستولي على الفضاء.
فساد يهيئ لاحتراب
و وصف الحكم الذي كان قبل الثورة الشبابية، بالفساد الاستبدادي، الذي أفرز الحالة القائمة اليوم.
و حذر طاهر مما يحصل اليوم في البلاد، معتبرا أنه يهيئ البلاد لاحترب شامل، كونه نظام الحكم الحالي هو “الابن الشرعي” للنظام القديم، و امتداد للنظام القبلي، و صيغة جديدة من صيغ نظام “علي عبدالله صالح”، غير أنه أصبح اكثر تفلت و أكثر وحشية و أكثر فوضى.
ركائز نظام صالح
و قال: نظام “علي عبدالله صالح” قام على ركيزتين: القبيلة والعسكر المتحالف مع الإسلام السياسي.
و أشار إلى أن هذا التحالف الشرير بين ثلاثة اطراف لا يزال هو المهيمن، حيث اجتذب الى جانبه قوى كالاشتراكي و الناصري، غير أنهم لا يزالون مثل “بهارات الطبخ” و ليس “الطبخة الأساسية” معتبرا أن الطبخة الأساسية لا تزال هي “القوى الحاكمة الأتية من رحم القبيلة و العسكر و الطائفية.
تعيينات السلال ثورية
و قال: التعينات في عهد الرئيس السلال كانت لها شرعية ثورية، مسنودة بشعب منتفض و ثائر، حيث كانت القوى الجديدة، هي صانعة القرار، و القوى القديمة اصبحت بمستوى معين في الهامش.
و أضاف: القوى الجديدة كانت هي قوى الثورة، و كانت تحصل بالفعل تجاوزات وتسويات، و لكن ليس بالصورة القائمة الأن.
و أوضح: كان يحصل مراعاة لكبار المشائخ، و كبار الضباط و كبار الوجاهات، لكنهم لم يكونوا الكل في الكل.
و تابع: هؤلاء اليوم أصبحوا مصدر الخلل ومصدر الحروب ومصدر الفتن، فهم من يتقاتلوا و يحكموا و يفسدوا.
و اعتبر أن الصورة، أصبحت أكثر بشاعة مما كان عليه، في أي وقت مضى.
أيام الارياني
و قال: أيام القاضي الارياني، حصل اصطناع لمراكز نفوذ، وكان المشائخ في الأساس مع مجموعة قليلة من الأحرار اليمنيين من كبار الضباط يتقاسمون البلاد، و لكن ليس بهذا الدمار و الفساد و الاقتتال.
و أضاف: كان بالفعل هناك فساد و استبداد، و لكنه كان في مراحله الأولى ومراحله الباكرة جدا.
و تابع: الأن صرنا بلا ثروة و أصبحنا نموذج للفشل و الفساد والاستبداد، و في صدارة السلم العالمي من حيث التخلف و الفقر و الأمراض و الاحتكار و تهريب الاطفال و السلاح و احتكار السلاح و العنف.
و أوضح: وصلنا إلى حالة مزرية لم تصل إليها اليمن في أي فترة من الفترات.
طموح الشعب و غباء الحكام
و أشار إلى أن شعب اليمن الأن يطمح إلى ما هو اكبر مما كان أيام السلال و القاضي الارياني و مما كان أيام إبراهيم الحمدي، الأن نحن بعد ثورة شعبية.
و ابدى أسفه أن حكام الأمس، ما يزالون هم الحكام الجدد بعد هذه “الثورة الشعبية” التي يتنكروا لشرعيتها ويقصونها ويلغونها.
طموح الثورة الشبابية
وقال: الثورة الشعبية طموحها الخروج باليمن من العصور الوسطى و بناء دولة اتحادية ديموقراطية عصرية وحديثة، و مشاركة أبناء اليمن في الحكم و رفض التقاسم والمحاصصة و إعادة بناء الجيش وهيكلته و بناء دولة للنظام والقانون تقوم على النزاهة والكفاءة والاستقلالية، وليس على أساس الولاء لهذا الحزب أو لهذا الشخص او القبيلة.
و أضاف: الطموح يجب أن يليق بتضحيات الشعب اليمني، فالشعب اليمني قدم تضحيات كبيرة في الجنوب والشمال، وقاد ثورات وهو مؤهل لان يلعب دور كبير جدا في هذا القرن.
و تابع: طموح الشعب اليمن اكبر من غباء الحكام، و للأسف هذا البلد دائما حكامه ابلد من أي مواطن، حكامه متخلفون و جهلة.
و أوضح: الشعب يمتلك وعي و يمتلك ثقافة و يمتلك قدرات هائلة جدا، تتجاوز وعي الحكام ووعي صناع القرار.
حكم الاشتراكي
و قال: الحزب الاشتراكي أقام حكم على أساس الحزب الواحد، اقصاء الأطراف الأخرى “جبهة التحرير” و “الرابطة”.
و أشار إلى أن الاشتراكي يومها ألغى القوى السياسة المختلفة، وهي كثيرة و منبعها الجنوب، سواء كانت قومية أو إسلامية.
انفرد الاشتراكي بالحكم فنقل الصراعات إلى داخله
و أضاف: انفرد الاشتراكي بالحكم، و كان هو مصدر الكوارث، و هذا الاحتكار للحكم من قبل الحزب الاشتراكي، ادى إلى نقل الصراعات من الحياة العامة والفضاء العام إلى صراعات داخل الحزب نفسه، و وقعت جولات للصراع، في 1972 و 1986.
المؤتمر الشعبي تجمع صاغه الحكام
و حول المؤتمر الشعبي العام، قال طاهر: المؤتمر الشعبي العام صيغة مختلفة تماما عن الصيغ الحزبية، هو تجمع صاغه الحكام لحاجتهم إليه، و للانفتاح بمستوى معين مع القوى التي يتصارع معها الحكام.
و أضاف: الصراع أيضا في المؤتمر الشعبي العام صراع حكم وليس صراع حزبي، هذا الصراع يحل بواسطة السلطة.
و تابع: هذا الحزب اصطنعته السلطة وخلقته و تستطيع السلطة أيضا ان تحل قضاياها داخل السلطة نفسها، بعيد عن الصراع بالمعنى الحزبي.
لمتابعة عبد الباري طاهر يوميا على قناة الساحات الساعة 9,30 مساء و تعاد 3 فجرا..
قناة الساحات، تردد 11680 أفقي H، ترميز 27500

زر الذهاب إلى الأعلى