أخبار وتقارير

صحيفة تكشف عن نتائج زيارة “بن عمر” الى صعدة وتفاصيل اجتماع مغلق جمعه ب”هادي”

يمنات
عاد المبعوث الأممي جمال بن عمر، أمس الجمعة، إلى صنعاء، بعد 3 أيام قضاها في صعدة، بمعية ممثلي الرئيس عبد ربه منصور هادي، للتفاوض مع زعيم جماعة “أنصار الله” عبدالملك الحوثي، حول الأزمة السياسية والعسكرية التي تعصف بالبلاد.
وطبقا لما نقلته صحيفة “الأولى” عن مصادر وصفتها بالمطلعة، فإن المبعوث الأممي عاد بمسودة اتفاق وافق عليها زعيم الحوثيين، وسيقوم بن عمر بعرضها على القوى السياسية، بعد عرضها على رئيس الجمهورية، وفور موافقة الجميع عليها، يتم توقيعها من الطرفين.
والتقى بن عمر برئيس الجمهورية، مساء أمس، في اجتماع مغلق، لإطلاعه على نتائج وساطته لدى جماعة الحوثيين.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، أعرب فور وصوله من صعدة إلى صنعاء، “عن أسفه البالغ لتدهور الأوضاع في العاصمة وصنعاء، ووصولها إلى حد استخدام السلاح في وقت تتواصل الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة”.
وشدد على “ضرورة وقف جميع أعمال العنف فورا، وأن يتصرف الجميع بحكمة”. وقال في تصريح لوكالة “سبأ” الرسمية، لدى عودته من محافظة صعدة إلى صنعاء، مساء أمس: “أجريت خلال اليومين الماضيين محادثات مع الأخ عبدالملك الحوثي، دامت الجولة الأولى 3 ساعات يوم الأربعاء، والثانية يوم الخميس نحو 7 ساعات، وإلى وقت متأخر من الليل”.
وأضاف: “حاولنا جسر الهوة بين مختلف الأطراف، واتفقنا على مجموعة نقاط تؤسس لاتفاق بين الأطراف المعنية، ليكون مبنيا على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني”.
ومضى المبعوث الأممي قائلا: “بعد انتهاء المحادثات في وقت متأخر من ليل الخميس، وجدت أن الوضع في صنعاء تدهور، ويؤسفني جدا وقوع هذه التطورات واستخدام السلاح في وقت نحاول أقصى جهدنا التوصل إلى حل سلمي للأزمة”.
واختتم تصريحه بالقول: “نشدد على ضرورة وقف جميع أعمال العنف فورا، وأتمنى أن يتصرف المعنيون بحكمة، وبما يحقق مصلحة البلاد العليا”.
من جهته، قال ل”الأولى” الناطق باسم جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، إن “المبعوث الأممي وصل إلينا، وقدم رؤية سياسية، وخلال جلستين تم النقاش على أساس أن يكون الحل حلا عادلا يضمن تنفيذ المطالب الشعبية التي خرج الشعب ليطالب بها في أكثر من مسيرة جماهيرية، وإيجاد ضمانات حقيقية تضمن تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه”.
وأضاف محمد عبدالسلام: “لهذا نستطيع القول إن المتفق عليه أكثر بكثير من المختلف، ولكن المشكلة تكمن في الإرادة الحقيقية للسلطة، لأنه سبق وتم الاتفاق على بعض نقاط الخلاف من خلال التشاور في الجلسات السابقة مع ممثلي السلطة”.
ونفى المعلومات التي قالت إنهم أرسلوا مندوبين عنهم للتوقيع على الاتفاق في صنعاء، وقال: “لم يتم إرسال مندوبين للتوقيع، ولما نحسم نقاط الخلاف بعد، فالمشكلة ليست في آلية التوقيع ومكان التوقيع، وإنما هي التوافق أولا على كافة النقاط المتعلقة بتنفيذ المطالب الشعبية الواضحة، وبشكل يؤسس لبناء الوطن وفق أسس الشراكة الوطنية العادلة، وبعد ذلك موضوع التوقيع لن يمثل عائقا، وسيكون خطوة طبيعية”.
وأشار عبدالسلام إلى أنهم أبلغوا أن المبعوث الأممي وصل أمس إلى صنعاء، وأنه لا يزال يعقد مع الرئيس هادي جلسة مغلقة لمناقشة الأمر.
وحول الاتهامات الموجهة للجماعة، بأنهم يسعون لفرض واقع على الأرض من خلال المواجهات المسلحة، قال عبدالسلام: “من يؤخر الوصول الى الحل هي السلطة، وهي التي تتحرك بأكثر من طريقة لإطالة الوقت، وكأنها تراهن عليه لإضعاف المد الشعبي والثوري”.
وتابع: “ولهذا قبل أيام كنا قد وصلنا الى حلول، وعلى وشك الانتهاء من نقاط الخلاف، ومن ثم نفاجأ بدخول جديد على مسار المشاورات سبق ووضحناه لصحيفتكم الموقرة في حينه”.
واعتبر عبدالسلام، أن “الصراع العسكري جاء نتيجة تعاطي السلطة مع الثورة الشعبية بشكل يخالف القانون والدستور، وما جرى من تحركات لعناصر تابعة لقوى الإجرام داخل السلطة في منطقة شملان، عندما تم الاعتداء على بعض المحسوبين علينا، إضافة إلى التحرك العدواني في أكثر من مكان في حزيز وأمام رئاسة الوزراء وشارع المطار، ونحن سبق وقدمنا وعدا للشعب أننا سنقف إلى جانبه في حماية الثورة الشعبية وحماية مطالبها وأهدافها”، حد قوله.
وفي التداعيات السياسية نفسها، استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، سفراء الدول ال10 الراعية للمبادرة الخليجية. وقالت وكالة “سبأ” إن رئيس الجمهورية وضع السفراء خلال اللقاء “أمام مستجدات الأوضاع الراهنة والتصعيد الميداني لجماعة الحوثي بتفجير الوضع في أمانة العاصمة وضواحيها، التي كان آخرها محاولة اقتحام مبنى التلفزيون، واستهداف عدد من المنشآت والنقاط الأمنية”.
وأشار هادي الى أن “هناك محاولات تصعيدية وانقلابية تقوم بها تلك القوى لإسقاط الدولة، وهو ما اتضح جلياً من خلال التصعيد الأخير”.
ولفت الرئيس إلى “أن ما يجري يؤكد أن الشعارات التي كانوا يرفعونها في بادئ الأمر تحت عناوين ومطالب شعبية، ما هي إلا غطاء، وقد كشفت اليوم الحقائق والنوايا المبيتة على الأرض”.
وتطرق الرئيس هادي إلى ما سماها “المحاولات التي تقوم بها الدولة للجنوح للسلم وتجنيب الوطن المآلات والمنزلقات الخطيرة، وذلك عبر اللجان المختلفة، وآخرها الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، في صعدة”.
وقال: “إن تلك القوى تريد تفجير الأوضاع، وهذا ما حاولنا مراراً وتكراراً تفاديه وتجنبه، لإدراكنا مخاطر ذلك، وتداعياته على البلاد اقتصادياً، وتأثيره البالغ على السلم الاجتماعي”.
واستعرض الرئيس هادي ما قال إنها “مراحل ومحطات الحوار الطويلة مع الحوثيين، والحرص على إشراكهم ضمن مكونات الحوار الوطني، واعتبار قضية صعدة من أهم القضايا الأساسية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، باعتبارهم أحد مكونات المجتمع، والذين لهم من الحقوق وعليهم من الواجبات مثل غيرهم من المكونات”.
وقال: “كانوا يشاركون في الحوار، وبالمقابل يمضون في تنفيذ أجندتهم الخاصة التصعيدية في كل المواقع، وتفجير الأوضاع في أكثر من محافظة ومنطقة، هروباً من التزاماتهم التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني، ومن أهمها تسليم السلاح للدولة، وهذا ما يؤكد أنهم يعملون على النقيض تماماً مما يرفعونه من شعارات استحقاقية، وهروباً من المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار”.
وحمل الرئيس السفراء “نقل مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية الى قادة بلدانهم، مثمناً مواقف الدول ال10 الداعمة لليمن في مختلف الظروف والأحوال”.
ونقلت “سبأ” عن السفراء تعبيرهم “عن تأييد بلدانهم الكامل لجهود الرئيس، والخطوات التي يتخذها للحفاظ على أمن ووحدة واستقرار اليمن”، معربين عن قلقهم من التصعيد الأخير لجماعة الحوثي.
وتحدثوا عن “دعم بلدانهم الكامل لإنجاح الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن المقرر انعقاده الأسبوع القادم في نيويورك”.

زر الذهاب إلى الأعلى