فضاء حر

النكتة السياسية بداية الانعزال

يمنات
من يصل الى السلطة يجب ان يتعامل مع النكتة السياسية بمنتهى الجدية وخاصة في اليمن.
فالنكتة السياسية مؤشر قوي لصعود وهبوط القوى ومدى انعزالها عن المجتمع.
اتذكر مثلا ان النكات تركزت لفترة ما حول الشيخ عبد الله الاحمر وهي كانت مؤشر لم ينتبه له الاصلاح جيدا في ذلك الوقت لبداية انعزال الاصلاح عن قاعدته الجماهيرية.
بعد ذلك اصبح الرئيس السابق علي عبد الله صالح هدفا مباشرا للنكتة السياسية في السنوات اتي سبقت انهيار حكمه في 2011.
ثم اصبح هادي هدفا لموجة من النكات السياسية اتي تكثفت في الشهور الاخيرة لسقوط صنعاء وسقوطه اسيرا في يد الحوثيين. ورغم هربه ولجوئه الى عدن الا ان النكتة السياسية لا زالت تلاحقه. وبالنسبة لهادي فان شهادة وفاته السياسة قد وقعتها النكتة السياسية اليمنية منذ 2013.
اما النكتة السياسية التي يتعرض لها الحوثيون حاليا فهي غير مسبوقة من ناحية السرعة و الكم او الكيف. الحديث الاخير لزعيم الحوثيين حول “احجار الزينة” اثار موجة سخرية سياسية متعددة الاشكال من النكتة الى الكاريكاتير الى المشهد الدرامي والقصيدة والاغنية بل وساهم فيها مختلف شرائح المجتمع من الناشطين والمثقفين الى عمال البناء والبائعين والسائقين والمغتربين.
النكتة السياسية في اليمن مؤشر ان الشارع بدا يغضب وان هذه القوة السياسية اصبحت معزولة. ولو كنت مسئولا في اي سلطة قادمة لشكلت قسما لتوثيق النكتة السياسية وتحليلها ومعرفة النبض الحقيقي للشارع من خلالها.
احذروا من اليمني عندما يسخر .. فهو مؤشر غضب لا مؤشر استرخاء .. واتذكر ان الوالد – رحمه الله- كانت لحظات السخرية عنده تسبق لحظات الغضب وتتنبأ بشكل لا يخطئ بقدومها العاصف.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى