كل تحقق ، ويقين ، واكتمال ، وتأكيد ، و وضوح ، و نصر ، ونجاح ، و اصطفاء ..الخ مستويات لغوية تقف على سطح كل منها ما يلغي الآخر ، ويضيق بما دونه ويعطيه حق إطلاقي في طريقه لتحقيق قداسة تجتذب مفاهيم استبدادية يدخل الناس منها منعطف آخر و جديد من العبودية، التي الآن تقدم تطميناتها بغلبة تجعل من اتباعها خيارا وحيدا لكنه يحمل تشككات تجعل من العيش روتين تبقى ايامه بطيئة ﻻ تنفذ.
يتعالى مع اشتداد الحرب كل شيء ، اللغة والتفكير والكتابة ، والتأمل الآخاذ الى العقل وفرص النجاة والسلم يتقهقر بفعل اصتدام الذاتية ومصالحها الماضية بعجل لملئ شهوانيتها ، بمنطق الموضوعية والحوار اللذين يُدفع بهما تجاه العزلة والنفي ، نفس سلوكيات وطبائع حروب التاريخ التي تتسم بحضور قوي لتلك الأقطاب ممن يبيعون و يثرون منها، يضعون الزيت على النار صباحا ومساء ، العزة والكرامة والصمود، والوطن والوطنية، وكل تلك المفردات المذكورة بداية هذه الكتابة تصبح في محك الاستغلال الأمثل لتجار الحروب وما على الناس سوى التحاسد والتباغض، والتلامز، والتلاسن، والتحريض … ثم يصب كل هذا للمزيد من اشتعال أفئدة الصراع و استلذاذ يعبق جهات الدم ويملئ شقوق اقاصي الأمكنة العزيزة ، وهنا فقط تلتبس الأشياء لا البكاء وﻻ الضحك ذات معنى قدر ما يعبر عن قدر سفك تم صباح او مساء المعركة ..
من العدوا ؟ وتستهل التعريفات قائمة منسدلة ترتجف بنقط حمراء في بياض عذراء غير معذورة ، ليس هذا وحسب.. تنقطع معاني الخطيئة من التنزل عن قصد عفيف في حادثة ليس لها أي صلة بالشرف .. الآن فقط للشرف تعريف جديد كالوطنية المباحة والمستباحة في تجلياتها المحرفة .
الوطن الدفين تتراصعه الأقدام العابرة لأننا توهمنا انه قطعة أرض ولم نتحسسه في صدورنا يوما لنجنبه احتذاء مفاهيمي شكلاني تحتله تخيلاتنا المادية .. عندما نتنهد…… ذلك هو الوطن ، ذلك هو المعنى والدلالة التي لم تأخذ منا تَبصّر يَحول دون هذا الدمار و التحافه و احتكاره بمجموعة التقاويل و بالقدرة على افشاء الصفحات الإعلامية وتلطيخ سمعته بنشرات تلفزيونية وحوارات جدلية مقتبسة من نيرونات و دراكولات السفك في ليل يطبق كل صباح جفن جديد منه بأكثر ظلمه.