الخليج واليمن تكمن العلاقة بينهما وفق الادارك والوعي لمنطق الجغرافيا بدلالاتها سياسيا واستراتيجيا، ثم وفق محددات اجتماعية وثقافية ارتبطت بالجغرافيا أيضا وبدون هذا الوعي تظل العلاقات بينهما واهية ومحل تجاذبات نزق سياسي تحكمه عوامل اللحظة وانفعالاتها وتوجهات شخصية وفقا لمحددات الصراع داخل كل نظام.
هنا تغيب الرؤى الإستراتيجية التي تعتمد مؤشرات موضوعية في تقدير المواقف والمصالح. فاليمن يعتبر اهم فضاءات المجال الحيوي بالنسبة لدول الخليج ومصدر هام لاستقرارها او اثارة القلاقل والصراعات وفق استقطاب اقليمي يتجاوز دول الخليج.
و عليه يجب الادراك بأهمية اليمن واطلاله على ممرات بحرية هامة للتجارة الدولية وتجارة النفط الخليجي وباعتباره منفذا لانقاذ نفط الخليج حال صراعات قادمة تغلق مضيق هرمز .. واليمن بعمقه التاريخي وكثافته السكانية وفاعلية طبقته العاملة والمنتجة ووفق مصالح سياسية مشتركة يكون داعما للخليج ومتوافقا سياسيا حال النظر اليه – إلي اليمن- كدولة مستقلة ذات سيادة دون التعامل معه من بوابة رموز – جهوية او طائفية او حتى حزبيا – بائسة تبيع وطنها وتفرط بسيادته.
اليمن له شخصية اعتبارية كشعب ذو حضارة تمتد الى سبعة الف عام وليس طارئا او مستحدثا لكنه واقع في ظلم سياسي من قياداته في الداخل نجم عنه انها شوهت صورته وشوهت تاريخيه وقللت من دوره ومكانته وقيمته السياسية والاستراتيجية واظنه حال مؤقت سيزول بحضور حركة شعبية تكتسب وعي وادراك كاملين باهمية اليمن وقيمته الحضارية والاستراتيجية وستفرز في اطارها نخبة وطنية تعيد الاعتبار لليمن وللشعب. ننتظر حضورها مع شعب صبور ومناضل ستتحق طموحاته وهو امر تاريخي تحكمه الجغرافيا وبأس الفاعلين في ارضها حتى لو تأخر قليلا..؟