ما فيش حد بايطلع مستفيد من هذا كله، وبدون أية خسائر، إلا خالد بحاح..
حتى المحكمة الجزائية المتخصصة بدأت أمس النظر في دعوى بالـ”خيانة العظمى” ضد “هادي” وبعض من مساعديه ليس من بينهم بحاح!
المحاكمة أيا كانت قيمتها، إلا أنها رمزية وتنطوي على عدد من الرسائل السياسية .. لعل أهمها أن بحاح “مربِّط” فعلاً مع الحوثيين كما أشيع عن ذلك مؤخراً وبكثافة..
هي أرزاق مش على “الوطنية” ولا “الخيانة”:
مربط مع السعودية وهي التي عينته نائبا للرئيس (أما هادي فلا يطيق بحاح و لا يشتي بحاح)..
مربط مع الإمارات وأصبح محسوباً عليها بشكل مباشر..
مربط مع المجتمع الدولي، وفي كل المفاوضات يشير الجميع إليه كبديل أكيد لـ”هادي”..
مربط مع الجنوبيين و بيرفع علم الجنوب عيني عينك..
مربط مع الحضارم وهو صاحب دعوة: حان إعادة الاعتبار للحضارم وحضرموت..
مربط مع رأس المال ومحسوب على بقشان..
مربط، بدون تربيط، مع عديد كتاب وسياسيين يتحدثون عنه باعتباره “رجل دولة” و “مهدي منتظر” ( لديهم حق جزئيا فيما يخص أنه سيكون حل وسط عند أية تسوية، بس من فين جت وسطيته وهو ضلع ضليع في تحالف الحرب السعودية؟!)
هي أرزاق مش على التربيطات:
يبدو انفصالياً ويدعمه الوحدويون
يبدو وحدوياً ويدعمه الانفصاليون!
يبدو وطنياً و “يدفع” له و”يديره” السعوديون
يبدو خائناً وينسق معه الحوثيون (وأكيد صالح والمؤتمريون)!!
قد يبدو بحاح، في هذه الصورة، الرجل المثالي المطلوب لقيادة هذه المرحلة الانقسامية في اليمن، إذ لا شيء تحتاجه مرحلة كهذه إلا رجلا “توافقيا” ومقبولا من الجميع كإياه.
ولكن دعونا نتذكر:
لو عدنا بعقارب الوقت إلى مطلع 2012، وحذفنا اسم بحاح من المقطوعة السابقة ووضعنا اسم هادي بدلا عنه؛ لصح الكلام وانطبق على هادي حرفياً.
لقد كان هادي مدعوما من الجميع، ومربطا مع الجميع، حتى اتهمه كل طرف بالولاء للطرف الآخر..
وماذا كانت النتيجة؟!
قد انتم شايفين
أتمنى أن أكون مخطئاً وأن يكون الآخرون، بما فيهم قاضي الجزائية، مصيبين في رأيهم عن “بحاح المنتظر”..