القيادي الجنوبي ناصرالخبجي: ثورة الجنوب بجناحين والبيض يحظى بالشعبية الأكبر في الجنوب وهادي الحلقة الأضعف
يمنات – صنعاء
التقت “عدن تايم” بالقيادي البارز في الحراك الجنوبي ونائب رئيس المجلس الاعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب ورئيس مجلس الحراك الثوري في محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي للوقوف على مجمل التطورات السياسية الراهنة ورؤيته الخاصة للمستقبل السياسي في البلاد.
فيما يلي حصيلة الحوار:
ماذا يحدث في الحراك ألان؟ كيف تقيم الحراك منذ الحرب الأخيرة؟
الحراك قوة شعبية متواجدة على ارض الجنوب ومن مكونات الحراك الجنوبي انطلقت المقاومة الجنوبية وذلك يعتبر شيئا جديدا على الحراك، وصارت الثورة التحررية الجنوبية بجناحين هما جناح سلمي وجناح عسكري (في إطار المقاومة الجنوبية).
هل له قيادات جديدة تم تأهيلها إذا كان كذلك من هم أهم القيادات ولماذا؟
أكيد هناك قيادات جديدة برزت في الميدان وأثبتت وجودها كقيادات عسكرية وسياسية وهذا رافد جديد لثورة الجنوبية وتجسد ذلك من خلال التلاحم الكفاحي لشعب الجنوبي ومن ابرز تلك القيادات شلال علي شائع , عيدروس قاسم الزبيدي من الضالع عادل الحالمي , عمر سعيد الصبيحي من عدن وغيرهم كثيرين من الشباب في المحافظات الأخرى إضافة إلى القيادات الميدانية والسياسية التي كان لها دور في حشد الناس للمشاركة في مقاومة الاحتلال.
هل أصبحت الحركة أكثر توحدا أم لا؟
نعم أكثر توحد على هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة.
هل تؤمن الحركة بالعنف لتحقيق الانفصال؟
لا نؤمن بالعنف كوسيلة لحل المشاكل السياسية , لكن حق الدفاع عن النفس مشروع والحرب الاخيرة فرضت علينا وأنتجت لنا مقاومة جنوبية ولكن يضل العمل السلمي والسياسي هو الخيار الاستراتيجي وتضل المقاومة خيار شرعي للدفاع عن النفس إذا فرضت علينا الحرب.
هل أهداف الحركة وتكتيكاتها تغيرت؟
لم يتغير الهدف الاستراتيجي المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة ولكن من حيث التكتيكات هناك تعاطي مع واقع الجنوب بعد رحيل القوات الشمالية خصوصا وان هناك اراء متباينة وهي قليلة يرى البعض بأن نذهب إلى خيار الاستفتاء المباشر والفوري لشعب الجنوب بين اختياره للفيدرالية المزمنة من اقليمين أو الاستقلال الكامل وهناك رأي أخر يرى بان يستمر النضال بكل الخيارات وصولا إلى التفاوض الندي بين الشمال والجنوب.
من هم أهم اللاعبين العسكريين والسياسيين في الجنوب حاليا؟
الوضع اختلف بعد الحرب الاخيرة لم يعد هناك تأثير للأشخاص ولشخصهم بقدر ما هو التأثير في المواقف التي وضعوا انفسهم فيها مثلا الرئيس البيض موقفه مع خيار شعب الجنوب التحرير والاستقلال الناجز, وصموده وثباته على هذا الموقف جعل شعب الجنوب يلتف حوله يقدره ويحترمه طالما هو مع خيارهم, اضافة إلى موقفة الواضح من جماعات الحوثي وطهران ومغادرته بيروت هو رفضه و عدم قبوله لطلب الايراني في مساندة أنصار الله ويكون في إطار الحلف الايراني ضد الخليج، وهذا الموقف عزز من ثقة شعب الجنوب في الرئيس البيض والشخصيات الأخرى العطاس صالح عبيد هؤلاء حسموا خيارهم إن يكونوا إلى جانب هادي ومع مشروع الدولة الاتحادية الفيدرالية وتم تعيينهم مستشارين لرئيس هادي وهذا التوجه منهم اضعف شعبيتهم ودورهم عند قوى الحراك والمقاومة الجنوبية وهذا ينطبق على الرئيس علي ناصر ومحمد علي احمد هما مع مشروع الدولة الاتحادية اقليمين مع تقرير المصير وهما أكثر قرب إلى الحوثية. ومشروعهم وعداء لهادي لم يكن تأييدهم واضح لعاصفة الحزم والتحالف العربي و هذا يدل على انهم اقرب إلى اجندة الحوثي وإيران وان لم تكن معلنة وواضحة. وهذا الموقف ادى إلى تراجع شعبيتهم وتناقضوا مع مواقف مؤيديهم الداعمين لتحالف العربي والرئيس هادي وعبد الرحمن الجفري هو الاخر لم يكن موقفة مستقر مع شعب الجنوب في مواقف سابقه، لكن هو مع استقلال الجنوب ومؤيد لتحالف العربي وكمان مع هادي كجنوبي بعكس البيض ينظر إلى هادي كرئيس احتلال لا يجوز التعاون معه او تأييد مشروعة الستة الاقاليم. لكن الجفري ينصح بالتعاون مع هادي كعمل تكتيكي على ما اعتقد وحسب تصريحاته هو مع خيار الاستقلال ولهذا اعتقد شعبيته تأتي بعد الرئيس البيض، وحسن باعوم كان الشخصية الاكثر شعبية في الداخل لكن مواقفه في الفترة الاخيرة وظروفه الصحية وموقف ابنة فادي القريب من علي ناصر والحوثي وطهران وزياراته إلى بيروت اعتبروا إن موقفة هو موقف ابنة فادي وقبل ايام تم اعفائه من قيادة المجلس الاعلى للحراك الثوري نتيجة لوضعه الصحي وموقف ابنه وعدم الوضوح من موقفهم من الغزو الحوثي والتحالف العربي. كل قيادات الداخل المعروفة هي مع الاستقلال ومع التحالف العربي كشريك اقليمي وليس كتابعين.
والقيادات العسكرية التي كان موقفها إلى جانب الجنوب مع انها محسوبة على الشرعية والموالية لهادي مثل قائد المنطقة الرابعة احمد سيف اليافعي واللواء فضل حسن و عبد الله الصبيحي وجواس هؤلاء مع الشرعية ومواليين لهادي لكن هم مع توجهات وأهداف الحراك ولهذا عملية التأثير حسب الموقف السياسي للقائد عسكري أو سياسي المتوافق مع طموحات وتطلعات شعب الجنوب الذي ينشد الحرية والاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة.
هل يعتبر الحراك كفريق واحد ام مجموعات مختلفة بحسب المناطق والزعامات؟
نعم من حيث الهدف الاستراتيجي وعبارة عن مكونات من حيث الوصول إلى الهدف.
هل للإصلاح داعمين كثر أو أهمية؟
الاصلاح حزب سياسي لكن اغلب أعضائه مع توجهات أهداف الحراك وبذات القاعدة الشعبية.
نفس الشيء للسلفيين والقاعدة وداعش؟
السلفيين لهم حضور في المقاومة والجزء الاكبر منخرطين في إطار مكونات الحراك, اما القاعدة وداعش إذا وجدوا فهم أفراد ولم يعلنوا عن أنفسهم إلى العلن نشاطهم غير معلن.
هل لدى الرئيس هادي مجموعة من الداعمين؟هل لديهم نفوذ قوي؟ ومن اين هم؟
الرئيس هادي هو الحلقة الاضعف من حيث الشعبية والموالين له هم لهم مصالح مع الدولة.
مع أي مجموعة تعمل حاليا؟
المجلس الاعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب.
هل تدعم الرئيس هادي وعودة الحكومة إلى عدن؟ بالرغم إن هدفهم هو حكم اليمن كاملا؟
ليس بالضرورة إن ندعمها لكن قد لا نكون ضدها في هذه المرحلة وبالذات الوزارات المسئولة عن توفير الخدمات ومتطلبات الحياة للمواطنين وبالأخص الوزارات التي يقودها وزراء من ابناء الجنوب هناك كثير من الملفات يجب إن تكون هناك جهة مسئولة عنها مثل الملفات الخاصة بالجانب الأمني والصحة والكهرباء والمياه والاتصالات والإغاثة وإعادة الاعمار وغيرها لكن نحن نرفض إن تستمر تلك القيادات التي كان لها دور في تدمير الجنوب وهي امتداد لنظام علي عبد الله صالح، يجب ابعاد تلك القيادات واستبدالها من العناصر الجنوبية المخلصة والنزيهة ولديها قدرات وكفاءات .. كذلك اشراك قوى الثورة الجنوبية والمقاومة في القرارات المتعلقة بالجنوب وإدارته وحمايته وإعادة الإعمار.
كيف ينظر الجنوبيون إلى هذه الحكومة؟
ينظر ابناء الجنوب لهذه الحكومة هي حكومة احتلال وامتداد لمنظومة الاحتلال الذي احتل الجنوب في 94م وكذلك هادي هو رئيس بدولة الاحتلال, لكن نحن ندرك إن قضيتنا سياسية وحسمها يأتي من خلال المفاوضات الندية بين الجنوب والشمال وقد تكون الظروف الحالية غير مهيأة طالما الحرب بين أطراف منظومة الاحتلال نفسها وعملية الخوض في حل قضيتنا في ظل عدم وجود الطرف الشمالي الذي معه ممكن يتم التفاوض ككيان سياسي وممثل للشمال لكن هذا يعود إلى الاطراف الإقليمية والدولية ليس من الحكمة إن يترك الجنوب إلى إن يتفقوا الاطراف الشمالية قد تطول الحرب في الشمال, الجنوب شبة محررة والشعب متمسك بهدف استعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة واعتقد الاطراف الدولية هي التي تعيق عودة دولة الجنوب لان لها حسابات خاصة.
هل تدعم تدخل التحالف السعودي العسكري في اليمن؟ولماذا؟ولماذا لا؟
من حيث المبدأ نؤيد التحالف العربي ودعمناه طالما إن هناك هدف مشترك يجمعنا وهو الخلاص من القوات العسكرية والأمنية لمليشيات الحوثي وعفاش التي كانت مهيمنة على كامل الجنوب لكن لا يعني إن الاحتلال قد رحل من الجنوب بل منظومته السياسية والثقافية والاجتماعية لازالت قائمة يجب الخلاص منها وإعلان استقلال الجنوب.
ما هو الدور الذي يلعبه الإماراتيين حاليا في الجنوب؟ وماذا يجب عليهم إن يعملوا في المستقبل؟
الإماراتيين هم أكثر فاعلية على الأرض في الجنوب من حيث التواجد العسكري والأمني وإعادة الاعمار والإغاثة من خلال الهلال الاحمر الاماراتي. عليهم اعمار ما تم تدميره وبناء الأجهزة الأمنية والعسكرية ومساعدة ابناء الجنوب فى عملية التأهيل وإعادة التأهيل للمؤسسات والأشخاص وإقامة الشراكة الفعلية مع قوى الثورة التحررية والمقاومة الباسلة وتمكين ابناء الجنوب في ادارته.
هل تعتقد إن الاماراتيين والسعوديين سوف يدعمون استقلال الجنوب؟
اعتقد في الوقت الحالي قد لا يدعموا ذلك لان لديهم اولوية في الأهداف , وأول اهدافهم المعلنه هو إعادة الشرعية للدولة اليمنية والقضاء على مليشيات الحوثي وصالح وتدمير الترسانة العسكرية التي امتلكوها بعد ذلك ممكن تبدأ العملية السياسية.
ما هي الخيارات لحل القضية الجنوبية الان؟
اعتقد إن خيارات الحل في إطار الدولة الواحدة غير مقبول والحل الممكن هو استعادة دولة الجنوب المستقلة سلمياً من خلال التفاوض الندي بين الشمال والجنوب.
كيف كانت اهمية المقاتلين السلفيين في الانتصار على الحوثيين في عدن؟
طبعا هذه العناصر ومشاركتها كانت على اساس عقائدي ضد الحوثي الشيعي والسلفيين هم سنة وسبق وان حاربوا الحوثي في دماج وصعدة وانتصر الحوثي عليهم ولهذا كان عامل العقيدة والانتقام من الحوثي هو الدافع لتحريك مشاعرهم ودفعهم للقتال ومن حيث العدد هم قله مقارنه بالحراك وما يميزهم هو التنظيم والطاعة العمياء للقائد السلفي اضافة إلى امتلاكهم المال الذي من خلاله استطاعوا شراء وتخزين السلاح وتمويل الجبهات بعكس المقاومة التي عناصرها من الحراك لم يحصلوا على المال ولا السلاح من أي جهة حتى دعم التحالف من المال والسلاح كان يأتي عبر السلفيين والتعامل مع تلك العناصر.
وهل هم من الجنوب أو من مكان اخر؟
السلفيين الذي شاركوا في الحرب من ابناء الجنوب واغلبهم شاركوا في حرب دماج و تغيير مواقف الكثير منهم والسبب هو عندما طلبوا من السلفيين في الشمال يشاركوهم الحرب في الجنوب أو في مناطقهم ضد الحوثي لم يحصلوا على اية استجابة وهذا الموقف السلبي من سلفيي الشمال دفع بالكثير من سلفيي الجنوب إلى الوقوف إلى جانب خيار الاستقلال , خيار شعب الجنوب لكن البعض من سلفيي الجنوب وبالذات المنتميين لحزب الاصلاح وحزب الرشاد والذي اصولهم من الشمال لم تكن مشاركتهم فقط في الجنوب , البعض منهم ذهب إلى تعز بشكل فردي والبعض مع المقاومة الموالية لهادي لكن هم قلة قليلة لكن العدد الاكثر توقفوا على الحدود بين الشمال والجنوب ولم يريدوا التقدم في مناطق الشمال يعتبروها حدود دولية تخص الاحتلال.
وهل هم على علاقة بالإصلاح ام لا؟
نعم الكثير منهم على علاقة تنظيمية حزبية بالإصلاح والرشاد والبعض مناصرين وداعمين لتوجهات حزب الاصلاح والرشاد.
وكيف هي علاقتهم الحالية مع الحراك؟
علاقة السلفيين بالحراك علاقة طبيعية منطلقة من الانتماء الجغرافي كجنوبيين ويجمعنا وطن جنوبي واحد وقضية وتامين الجنوب وحمايته يهم الجميع لكن قد نتباين حول وجهة نظر الوصول إلى الاستقلال البعض منهم يعبر عن روية الاصلاح ممكن الدولة الاتحادية أو اقليمين هي الحل وبعد فترة تقرير المصير حق الاستفتاء طبعا عملية التعايش مع السلفيين ممكنة وخاصة مع العناصر التي ليس لها علاقة بالتيارات المتطرفة دينيا والتي لا تميل إلى الإرهاب والعنف, لكن إلى أي مدى يستمر هذا التعايش هذا يعتمد على توجهاتهم لأننا نلاحظ إثناء الحرب وبعد الحرب هذه الجماعات حُضيت بدعم واهتمام من قبل قوى محلية وإقليمية ممكن هذه القوى تريد الدفع بهم إلى تصدر المشهد السياسي في الجنوب من خلال تواجدها في المقاومة الشعبية وحصولها على الدعم من المال والسلاح قد يقود ذلك إلى صراع في إطار المقاومة وممكن مع الحراك.
ماهي اهم اثنين أو ثلاثة سيناريوهات تراها مناسبة للجنوب والشمال خلال السنة القادمة؟