مع تقادم الايام في الحروب الاهلية وظهور قيادات ميدانية ومجاميع مسلحة لها فاعلية في محيطها مع ميل بعضها او جميعها لتلقي تمويل خارجي، ايا كانت وجهته. فإن الحوارات والمفاوضات لاتتم على اساس دولة ووحدة ومجتمع .. بل، على اساس محاصصة ومساومات لتوزيع الوطن كغنيمة وفيد.
و لهذا لاتنجح الحوارات لاختلاف مطالب ومطامع القيادات وممثليها في تلك الازعومات الحوارية. و قد تظهر قيادات وطنية لكن بعد حين من الاقتتال.
هنا يبداء تكتل الوطنيين في الانتشار والحضور في الداخل ويبلور رؤاه تجاه الوطن والدولة وفقا لدروس الاقتتال الاهلي ومانجم عنها من اضرار جسيمة لم يعد المجتمع يتقبل المزيد منها. خاصة وان هذا الادراك والوعي يتضمن ادراك ووعي اخر بصعوبة الانتصار النهائي من طرف على الاخرين.
هنا تتزايد مساحة الالتقاء وتكون الحوارات مؤهلة لانهاء الاقتتال والعودة نحو التوافق السياسي واعادة بناء الدولة .. لكن .. ما بعد هذا الاقتتال ليس كما قبله في شكل الدولة وفاعليتها وفي سيكولوجية الافراد ومجالات الانتماء للوطن..؟