صدوح التراث وعازفه الأول, الرجل الذي بذل جل عمره في خدمة الفن والتراث و الإبداعي الصوتي, أهمل كثيراً من قبل الجميع, و يقضى أيامه بين ركام ذكريات الماضي.
قارون هو عازفه الشبيبة الأولى في اليمن, وهي أداة العزف المسماة عربياً (الناي), شبيبة الرعيان والمزارعين, حلم الصبيان للعزف لأول مرة والترديد خلف نغمات الشبيبة.
الشبابة – المزمار, و قارون حكاية تراث نقلها لنا هذا الرجل من وجدان التراث اليمني المتجذر في وجدان الأجداد و إرث الأبناء, ارتبط اسم قارون بهذه الآلة الموسيقية الشعبية, باسم اليمن في مشاركات خارجية مع الوفود اليمنية الثقافية في قارات العالم المتباعدة, و كان له شرف المشاركة في عزف لحن أغنية فريد الأطرش “أحبابنا ما هم معانا يا عين” المصرية, إلى جانب رائد العزف اليمني الموسيقار محمد احمد قاسم.
يحضر النغم القاروني في البرامج التلفزيونية و المناسبات والاحتفالات الشعبية و المناسبات الوطنية, لدى لحظات صدوح النغم القادم من شبيبة قارون ستجد الجميع يصفق لذلك الأثير المتناغم بتراث اليمن و ارضه.
هو قارون احد الأرواح المسكونة بالتراث اليمني الأصيل القادم من ترديد المزارعين لأناشيد مواسم الزراعة, و أصوات المراعي, “المعانة – لحن يمني أصيل” بنغمها الجميل هي شدو قلوب مرتبطة بالأرض والإنسان .. قارون بتهوفن ذمار, و سلم موسيقاه وسمفونية خالدة للتراث اليمني. الرجل السبعيني, داهمه المرض وخذله صوته, و وجد نفسه وحيداً بعد أن كان يحاط يوما ما بعشرات المعجبين. تخلى عنه رجال السلطة والنخب الثقافية والأدبية.