العرض في الرئيسةفضاء حر

الثورات وقصر النظر للواقع الراهن

يمنات

محمد المشرع

ما احوجنا اليوم الى ثورة شعبيه حقيقية .. لاتقلب نظام الحكم .. وانما ثورة اخلاقية ثقافية فكرية معرفية تغيرنا من الداخل.

لا فائدة من تغيير الحاكم طالما ان الشعب مليء بالحقد والطائفية والجهل والمناطقية والأنانية وعدمية الوعي،

لا فائدة من وضع افضل نظام حكم في العالم طالما ان الشعب مُسير من الخارج أو من أعداء مصالح الوطن والشعب في الداخل دون القدرة للشعب على الاختيار مقيد باالاحزاب و الحركات أو المنظمات وهي شمولية او دينية ترفع شعارات المذهبية كبرنامج لها لكسب الجماهير فيفعل الشعب ما يطلب منه لا أكثر ،

لا فائدة من الخروج في مظاهرات مليونية وانت لا تحترم رأي شخص آخر من داخل اسرتك يسكن معك تحت سقف واحد، فمابالنا بشخص غير قريب..

لا تحتاج لتطبيق الشريعة وانت تجبر ابنتك او شقيقتك على الزواج من شخص لا تريده مع ان الاسلام يقول ان موافقتها شرط للزواج،

لا تحتاج للصلاة اذا كنت تسرق وتقتل وتكذب بعد ان تنتهي من صلاتك،

لا تحتاج لتشكيل الاحزاب اذا لم تكن تملك القدرة على التفكير واتخاذ القرارالوطني الذي يخدم بلدك وليس الذي يخدم مصالح الخارج متناسيا مصالح الوطن العليا ووجودك الحزبي في حماية مكتسبات الوطن ومقدراته وكرامته،

لا تحتاج للكتب والصحف اذا كنت تستعملها للف السندويتشات، او تعلقها في رفوف مكتبتك..

لا تحتاج للدين اذا لم تكن تحترم الانسان،

ثمة مفاهيم خاطئة سيطرت على عقولنا سواء في الدين أو السياسة، جعلت منا أساطير متحركة إلكترونيا تحرك بريموتات عن بعد وبما يخدم جهات لانعلمها وإن علمناها تجاهلناها وأبدينا عدم الأسف بها،

هناك قصور عقلي في النظرة للواقع والوقائع. هناك إنحراف في الحكم على الأشياء بماهيتها ، هناك تغيير للمفاهيم والمصطلحات حيث أصبحت غطاءات دوارة يمكن تركيبها على أي فوهة متى مااحتجنا لذلك رغم أن المصطلحات لاتنطبق إلا على مسمياتها فقط، نحن بحاجة إلى قراءة الأحداث من مناظير عدة مثل المنظار الوطني والجغرافي والإقتصادي والسياسي والمائي والتاريخي ، يجب أن نفكر ونفكر ونفكر في كل الأشياء ذواتنا ماهيتنا كوامنا نقاط قواتنا ونقاط ضعفنا جوانبنا ومحيطنا الإجتماعي.

مايتوجب علينا اليوم فعله يا أبناء اوطاننا وشعوبنا هو الصحو جيدا والنهوض من الغفلة والسبات الذي سنذهب إلى مكان مجهول إذا لم نتنبه لذلك ، إن العالم يشهد أضطرابات جمة ويشهد تكتلات كبيرة وتصارع على المصالح والنفوذ وليس كما نظن تعاطف للمشاعر ووفاء للإبتسامات الجذابة ، علينا أن ندرك موقعنا وعلاقتنا مما يحدث وسيحدث ، علينا كشعوب وطنيةو عربية وإسلامية الإستفادة من أختلاف الخارج لبناء الداخل وإعمارة لا لجر تصارع الخارج وربطة بمشاكلنا الداخلية فالخارج لايهمه أمرنا بقدر ما ينفذ أجندته ويحمي ويوسع مصالحه على حساب مستقبلنا وتطورنا ومكانتنا بين الأمم، إن ذروة القول هي مدى قبولنا ببعضنا رغم تغير أشكالنا وأنسابنا ولهجاتنا يجب أن تعايش مع كل هذا الأختلاف الغير معتبر يجب أن تسود ثقافتنا الثورية والوطنية عقول الجميع ومنطق الجميع ولانختلف من أجلها أبداء سوى تقديم الرأي الأفضل فالأفضل لبناء الوطن الواحد وللحفاظ على الجسد الواحد فأنتم خلقتم أحرار لتكونو أحرار بدون تبعية ولا وصاية لمن يعبث بعواطفكم بمسميات مذهبية أو مناطقية أو تمزيقية لبيع الوهم لنا وإقناعنا بأن تمزيق بلداننا وتقسيمة سيكون مصدرا للسعادة كلا ثم كلا أن يحدث ذلك ففصل ذراعك ورجلك لن يحقق قوة لجسدك في كل الأحوال ومن يفهم القول سيدرك حجم المخاطر والمؤامرات التي تحاك علينا كمجتمع يمني ومجتمعات عربية.

زر الذهاب إلى الأعلى