إن القيام بالثورة مهمة دائمة، و كما تقول الفلسفة الثورية الماوية، “انما يبدو في مرحلة معينة متجانسا هو في الواقع متناقض، إن الواحد ينقسم الى اثنين، والديمقراطيين الجدد، ينقسمون الى برجوازيين جدد، و الى جماهير مستغلة. لكن لكل اضطهاد مقاومة، و الحق دائما إلى جانب من يثور “ان الفرد هو في الان نفسه سهم الثورة وهدفها، إن المسألة مرتبطة بما تنطوي عليه سيرورة التطور من مضمون” .. فهل مكنت ثورة الريف 21سبتمبر الجماهير من امتلاك عملها الفردي و الاجتماعي جماعيا؟ .. ام ان تلك السيرورة ستقلد الزعامة لفئة من الخبراء.
لا يمكن الآن تتزايد عزلتهم عن الجماهير يوما بعد يوم؟ و إذا ماقدر لهذا الاحتمال الثاني أن يتحقق، فإن العلاقات السلعية ستتوسع وإطارات الحركة.
انصار الله والمؤسسات الاقتصادية، سيغرقون في البيروقراطية و يتحولون الى استغلاليين بأتم معنى الكلمة، و يصبحون مجرد موظفين يديرون عملية تكديس رأس المال المستتر، أي يتحولون بكل بساطة الى بورجوازيين أي الى “بورجوازية في صلب الحركة”.
و هناك من يتوهم انه لامجال للحديث الان عن ثورة اجتماعية، لأن هذا الفكر انتهى زمنه، يعني يريد ان يقول لك، انتهى عصر الثورات الاجتماعية، و كأنه لايوجد لدينا طبقات متناحرة متناقضة تناقض عدائي، طبقة عليا غنية مترفة غارقة بالملذات وهم اقلية معدودة بالأصابع تركزت بأيديهم ثروات الشعب و كسبوا تلك الثروات من توليهم سلطة الدولة على مدى عقود متقادمة، و اغلبية فقيرة بائسة، محرومة من كل شيء، و كأن الناس خرجت تثور ترف و ليس بسبب الفقر والبطالة وانعدام الخدمات الاساسية.
و بالتالي نحن من الدول الاسكندنافية دول الرفاة، الحديث عن العدالة الاجتماعية طوبا وكلام فارغ، انتهازيتكم واضحة وافكاركم مبتذلة انانية.
الثورة في القلب منها اجتماعية، بعد ان غرقت اغلبية الشعب اليمني في الفساد و الفقر والجوع والاملاق والبؤس و الحرمان.
التعليم اليوم لأبناء الاغنياء فقط، يدرسون في المدارس الخاصة، و فتحوا لهم جامعات خاصة، من اموال الشعب و تمارس الفساد، و تبيع الامتحانات و تمنح الطلاب المترفين شهادات بأموال ابائهم الذي سرقوها من مال الشعب، و هم فاشلين صعاليك، و المنح لأبناء الذوات الاغنياء، أما الفقراء لايدرسون، و إن درسوا في المدارس العامة التي دمروها الفاسدين لمصلحة المدارس الخاصة، فإنهم يفترشون الارض ولايجدون الكتاب والدفتر، و محرومون من التعليم الجامعي والعالي، لأن الجامعات فتحت باب النظام الموازي و رسومها باهضة. محال ان يستطيع دفعها الفقراء، و الاغنياء هم من يستطيعون تدريس ابنائهم بالموازي.
ماذا تبقى من ثورتي سبتمبر واكتوبر، اللتين وفرتا التعليم المجاني للجميع، و يمها كان يدرس في مدارس الدولة ابن الرئيس والوزير والشيخ والقاضي، الى جوار ابن الفلاح والجندي والعامل. نريد ثورة اجتماعية تلغي التعليم الخاص وتوفر تعليم مجاني لكل ابناء الشعب اليمني.
نريد ثورة تؤمم المستشفيات الخاصة اللذي فتحها اللصوص من عرق الشعب، وتوفر تطبيب مجاني لكل اليمنيين.
نريد ثورة تعيد الملكية للدولة في القطاعات الاقتصادية الكبرى، التي استولى عليها كبار اللصوص، كاالاتصالات و النفط و الغاز النقل… الخ.
نريد ثورة تحاكم اللصوص والفاسدين والخونة والعملاء، و تصادر ثرواتهم المسروقة من عرق الشعب للدولة. و ليس ثورة سياسية برجوازية مائعة، تتسامح وتتصالح مع الفاسدين والمفسدين، و تتقاسم معهم السلطة، و تحصنهم و تزيد الشعب فقرا وبؤسا وحرمانا. و هم يزدادوا غنا، و نحن نزداد فاقة.
اذا لم ينجز انصارالله الحوثيين ثورة اجتماعية، و ذهبوا لتقاسموا السلطة مع قوى الفساد والاجرام، فسينتهوا كمن سبقهم.
و الثورة الاجتماعية قادمة، بتوافر شروط ثلاثة، حزب ثورة ينتمي للطبقات المسحوقة، و قيادة ثورة متسلحة بالوعي العلمي الثوري، تمتلك مشروع سياسي وطني ثوري، سيلتف حولها الشعب المفقر الكادح، وستنجز ثورة اجتماعية تستولي على سلطة الدولة، و تحاكم العهد البائد، و تطوي صفحته و تفتتح عهد جديد.
و من يتطلع للعودة للسلطة من قوى الثورة المضادة واهم ومغفل ولايقراء التاريخ.