أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ، في احاطته لمجلس الأمن، الثلاثاء 23 ديسمبر/كانون أول 2015، عن أسفه كون المحادثات التي قام بتيسير إجرائها في سويسرا مؤخراً لم تسفر عن وضع حد للقتال في اليمن.
و قال: تلك المحادثات شهدت لقاءات بناءة بين الحكومة اليمنية ومعارضيها السياسيين والعسكريين.
و أوضح أن هذه المحادثات ركيزة صلبة لاستئناف المحادثات في المستقبل القريب ومحطة مفصلية لوقف متجدد ومعزز للأعمال القتالية.
و أضاف: المحادثات جاءت في فترة قاتمة جداً من تاريخ اليمن، و في ظل تدهور للوضع الأمني.
و أشار المبعوث الخاص، إلى إعلانه عن وقف الأعمال القتالية في الخامس عشر من ديسمبر كانون الأول. و قال: إن الأطراف اليمنية رحبت بالإعلان وتعهدت باحترامه.
و أكد أنه تم إنشاء لجنة للتنسيق والتهدئة تتألف من مستشارين عسكريين من الوفدين، وخبراء من الأمم المتحدة من أجل الحد من الانتهاكات.
و أوضح: تواصلت اللجنة مع القيادة العسكرية في اليمن من أجل المساعدة في تجنب المواجهات وأي تصعيد للعنف، وأحرز بعض التقدم في الأيام الأولى. و كان من المؤسف حقاً أننا لم نستطع الحفاظ على وقف الأعمال القتالية طوال مدة المحادثات.
و أضاف: وعلى الرغم من أننا لاحظنا تراجعاً في أعمال العنف في الأيام الأولى من المحادثات، فقد أبلغت اللجنة عن العديد من الانتهاكات في اليوم الثالث. و يبين عدم الامتثال لوقف الأعمال القتالية الحاجة إلى إبرام اتفاقات أقوى وإلى آليات أمتن لضمان التقيد بها.
و تابع: قد اتفق المشاركون في المحادثات على أن تواصل اللجنة عملها خلال الأشهر المقبلة مباشرة بعد نهاية هذه الجولة من المحادثات. كما تم الاتفاق على أن يكون مقر اللجنة في المنطقة وعلى أن تحظى بدعم الأمم المتحدة.
و لفت إلى إن هذا الأمر يعد نتيجة ملموسة وعملية لمحادثات سويسرا، وتمنى أن تتمكن الأطراف من خلالها من التوصل لاتفاق أكثر فعالية لوقف إطلاق النار في المستقبل القريب.
و ذكر المبعوث الخاص، أن المناقشات التي جرت في سويسرا أفضت إلى تفاهم مشترك حول إطار تفاوضي من أجل إبرام اتفاق شامل لإنهاء النزاع واستئناف حوار سياسي يشمل الجميع.
و أكد: كشفت المحادثات عن انقسامات عميقة بين الجانبين بشأن مسار السلام والشكل الذي سيتخذه اتفاق بهذا الشأن في المستقبل، ومازالت الثقة بين الطرفين ضعيفة.
و قال: هنا أشير إلى أنني خشيت خلال عدة أيام من ألا يتوصل المشاركون إلى إحراز أي تقدم بشأن القضايا المصيرية، لكن تبين في النهاية أن التزام الوفود أقوى من هذه الانقسامات.
و أوضح، أنه قبل انتهاء المحادثات اتفقت الوفود على الاجتماع مرة أخرى في الشهر المقبل باستخدام إطار مشترك سيساعدها على رسم إطار واضح وفعال نحو السلام وانتقال سياسي متفاوض عليه وشامل.
و شدد ولد الشيخ على أهمية الدعم المقدم من مجلس الأمن الدولي لضمان وقف إطلاق النار بشكل شامل ودائم يسبق الجولة المقبلة من المحادثات.