مهدي طاهر عبد الرحمن النهاري .. صاحب أول مكتبة في كلية التربية بمدينة ذمار .. في الخمسينات من العمر, و لم يحظى بغير الشهادة الإعدادية, لكنه رغم ذلك يتمتع بروح الشباب و البحث الدائم عن الجديد في عالم الأوراق.
كما هي بدايات الكثير من الشباب اليمني في سبعينات و ثمانينات القرن الماضي, كان الاغتراب هو البداية .. اغترب في السعودية.
كان هذا الرجل يمتلك معمل خياطة “خياط الأمراء” .. مع أزمة حرب الخليج الثانية عاد إلى اليمن, و فتح بوفية و مكتبة في كلية التربية بذمار، و هي الكلية التي كانت نواة جامعة ذمار حالياً.
من هناك بدأ طريقه نحو عالم المكاتب و الأدوات المدرسية ليظل لسنوات حتى الآن ملك الأدوات المكتبة في ذمار.
بدأ بآلة تصوير صغيرة, في متجره الصغير بكلية التربية, و كان لسنوات طويلة وجهة المئات من الطلاب و الباحثين و الأكاديميين لنسخ و طبع أوراقهم و محاضراتهم, ست سنوات في مكتبة كلية التربية, ما لبث أن توسع نشاطه التجاري ليفتح مكتبة متكاملة في خط صنعاء تعز .. لتبدأ من هذا المكان رحلة ألف ميل في مجال القرطاسيات و الأدوات المكتبية, وثق به الآخرين لثقتهم أن هذا الرجل عصامي و جدير بثقة التجار في اليمن وخارج اليمن.
يعرف مهدي النهاري, بين كل الاسواط في مدينة ذمار, و بات ارتباط اسم “النهاري” بعالم المكتبات و القرطاسيات و الأقلام, هي تجربة تستحق الكثير من البحث والتنقيب, فالرجل الريفي و المثابر دائما بات اسم و علم من أعلام ذمار, و رقم يزاحم النخب الذمارية.