حين يجد المقاومين أنفسهم ضحايا لصراع كانوا فيه مجرد أدوات
30 ديسمبر، 2015
541 5 دقائق
يمنات
بعد دخول الحوثي صنعاء وإعلان تحالفه مع صالح ثم تمدد سيطرتهما على المحافظات وصولا إلى عدن وشبوة بعد تشكل شبه إجماع لدى غالبية اليمنيين ضد الحوثي وصالح ورفضهم التام لسيطرة المليشيات على المحافظات ومرافق السلطة. لكنهم بعد ذلك و بسبب النخب والأحزاب السياسية أخفقوا إخفاقا كليا حد الانتحار في تحديد واختيار أدوات وطرق ووسائل مواجهتهم ومقاومتهم للحوثي وصالح.
و بدلا من أن تكون تلك الأدوات وطنية ونابعة و منبثقة من مكنات ومعطيات الداخل اليمني بمجمل تفاعلاته تم استحضار أدوات لا وطنية هدامة وغشومة ابتداءا من مساندة العدوان السعودي و الارتهان له ثم الاتكاء على الجماعات الارهابية بما فيها تنظيم القاعدة ثم مؤخرا الزج بالمجتمع بما هو كتلة سكانية في معترك الحرب وتحويله إلى معطى قتالي.
هذه الأدوات التي استحضرها معسكر الشرعية المتهالك واستنطق مفاهيمها الخطيرة تحت مسميات دينية وجهوية للاستعاضة بها كبديلا عن أدوات المقاومة الوطنية. أدت بدورها إلى تعقيد المتتاليات السياسية واضافة بعدا مركبا ذات خطورة عالية على الدولة والمجتمع، اضافة لخطر الحوثي. وفي الوقت نفسه أدت إلى تزايد شعبيه صالح وتعافي حاضنه الاجتماعي سيما في مجتمع الشمال القبلي.
أن ما يعتمل اليوم في تعز ومأرب تحديدا من مقاومة وتحريب ضد صالح والحوثي عن طريق القاعدة ومحسن وبلاگ ووتر الامنية وبعض مرتزقة القبائل لن يؤدي حتما إلى القضاء على الحوثي وصالح سواء في تعز أو صنعاء وإنما سيقود إلى استمرار توسع الإطار الوطني المنعدم اصلا وتنامي الحواضن المجتمعية مع الحوثي وصالح بل وتعزيز فرصهم السياسية مستقبلا، بينما سيكون اليمنيون بما هم شعب ودولة وقودا أكثر لهذا التحريب القذر وستجد في النهاية هؤلاء المقاومين المأجورين أنفسهم ضحايا لصراع كانوا فيه مجرد أدوات دمرت كل المحددات الوطنية، و ألقت بما تبقى من تلك المحددات ليلتقطها الحوثي وصالح.
عموما لن يتمكن التحريبيين المقاومين من تحقيق أي انتصار حقيقي ضد صالح والحوثي في صنعاء أو تعز. و إنما سيستمرون في مضاعفة انهاك اليمنيين وتفويت أي فرص لانبثاق مسارات سياسية تفاوضية جادة.