لماذا تتدافع دول الخليج للسقوط في المستنقع المتسعود في اليمن..؟ هل حقاً يموت الإماراتيون دفاعاً عن شرعية هادي وأحلام تعز ، وهل جاء البحرينيون والكويتيون لإنقاذ حكومة بحاح وبخور عدن ، وهل ينتحر القطريون لرفع العلم الجمهوري عالياً في سماء شبه الجزيرة الملكية!
إن كانت الإجابة ، نعم ، فليس العقل أكثر من جنون يمتلك لسان ، وليس المنطق إلا سخافة عابرة للقارات ، وليست السياسة إلا بعرة تدل على حماقة البعير في درب التبانة..!
الخليجيون أثرياء بما يكفي لرفض الوقوف الطوعي العاري في مزاد النخاسة السعودي ، خلافاً لفقراء (الدامعة) العربية وحقراء (الذمم) المتحدة ، وهذا يُسقط فرضية الإرتزاق من قائمة الدوافع الممكنة لهكذا سقوط..
هل تشعر دويلات الخليج بالتقزم الجغرافي والسياسي قياساً إلى ضخامة التورم المالي ، فسعت إلى تقاسم كعكة الأرض اليمنية مع البلطجي السعودي..؟
إن كان هذا دافعها ، فهي بلا شك أكثر غباء من الغباء ، فاليمن ليست كعكعة بل مقبرة ، هكذا يقول التاريخ ، كما أن البلطجي ، مهما بدا ودوداً خلال النهب المشترك ، لا يحب المائدة المزدحمة بالصغار عند الإحتفال ، هكذا تقول كليلة ودمنة..!
ما يزال الأمر غامضاً والدافع مستتر إلى حد كبير..
مهلاً.. صحيح أنهم أثرياء لكنهم ضعفاء ، كذبابات الخريف ، فهل حقاً يمتلكون ثرواتهم وقرارهم في هذا العالم المحكوم بالأقوياء وكبار البلاطجة.؟ أليس ثرائهم أكذوبة لها بريق التسوق الخانع ، وأليسوا دمى تحركها قسراً تلك الأصابع الغليظة التي ترسم ملامح العالم وخرائط الدول وحدود الشعوب.!
هل يسقطون في اليمن لأنهم يريدون ، أم أنهم يفعلون ما يؤمرون ، وأنتحارهم هذا ضريبة البقاء اللازم على حافة الثراء المهين؟
أنصتوا جيداً لهذا الصوت الهامس في أذانهم بلكنة أجنبية آمرة ، جائت من خلف المحيط والهيكل البعيد: جروا مؤخراتكم الثقيلة بالنفط ، وأذهبوا إلى اليمن.. أقتلوا كثيراً وموتوا قليلاً ، ليحيا ربنا في السماء ، ويولد شرقنا الأوسط الجديد..!