العرض في الرئيسةفضاء حر

الميزات بين حكام صنعاء وحكام عدن وتعز هي من تقف خلف محاولة اغتيال الصحفيين سبيع والمدي

يمنات

محمد المشرع

أخبار سيئة تداولت إلى مسامعنا عند علمنا بمحاولة اغتيال الصحفيين الوطنيين عبد الكريم المدي و نبيل سبيع.

أولا يجب قبل أن نحلل الحادثة ان ندعو اللجنة الثورية الحاكمة والأجهزة الأمنية بتحمل مسؤلياتها و القيام بالتحقيق الدقيق وكشف الجناة ومن يقف خلفهم وعمل تدابير إحترازية مستقبلا لأي أمر يحدث من قبيل ذلك. فمحاولة إغتيال الصحفي الوطني نبيل سبيع هو اغتيال لصوته ورأيه وقلمه وحياته في آن واحد، رغم أن قلمه لايمثل دمار شامل، و لكنه ربما أخطر من ذلك على العدوان السعودي، لأنه رأي ثالث وبديل للذين يناهضون أنصارالله وحلفائهم وبنفس الوقت لايستعينون بغزو خارجي ينفذ أطماعه على حساب الوطن والشعب بأكمله، و من هنا تجدر مواقفه لأنه يعزز الوعي الوطني والإدراك بكيفية معارضة الداخل بعدم الإستعانة بالخارج.

هذا الصحفي يقف ضد العدوان السعودي بموقف موحد وبنفس الوقت له موقف مناهض لأنصارالله كتيار حاكم وليس معارض لهم بالوجود الإنساني والسياسي، و ما يقلق العدو السعودي هو أن يقوم هذا الشخص بموقفين مقاومة العدوان السعودي ومعارضة أنصار الله، وهو يسكن في صنعاء في ظل حكم أنصار الله وشركائهم من القوى الوطنية، ونجاحهم و الأجهزة الأمنية والعسكرية واللجان الشعبية، أمنيا وعسكريا في حماية وتأمين العاصمة والذي يظهر لأنصار الله والمؤتمر أيضا ميزة حماية معارضيهم وقبولهم بالرأي والرأي الآخر ووجود الأمن و الأمان في الأماكن الذين يسيطرون عليها، كلما تريده السعودية هو إنقسامنا إلى رأيين أبيض وأسود دون وجود للرأي الثالث، لأن المعادلة ستكون رأيين ضدها مقابل رأي معها، لإنها تريد كل من يختلف مع انصارالله او المؤتمر يقف على الفور في صف سلمان.

لكن ماذا لو كان سبيع او المدي رافضين للعدوان او مؤيد لأنصارالله وهو يسكن في عدن أو المواقع التي تحت سيطرة المقاومة في تعز ؟؟ الإجابة هي أن عمره سيصبح قصير جدا لأنه سوف يتعرض للسحل والصلب والقتل والمصادرة ونهب بيته وممتلكاته.

هذا مايحدث للشماليين في عدن وتعز، هذة الميزة إن لم يتداركها المسيطرين على العاصمة ويؤمنون معارضيهم قبل مؤيديهم فإنهم سيفقدوها وأخص بالذات تأمين القيادات الجنوبية وغيرهم من أبناء تعز من السكان والصحفيين والشحصيات المشهورة، لأن العدو يريد ردة فعل لما يحدث اليوم لأبناء الشمال البسطاء في عدن وتعز ليتحقق العزلة والإنقسام الإجتماعي وتتحقق الأقلمة بالواقع وأختيار السكان.

أما لو كان سبيع والمدي يسكنان في السعودية فسيتم أستهدافهم بالسيف من السلطة بصفة رسمية وهذا الفارق بين ذا وذاك.

زر الذهاب إلى الأعلى