العرض في الرئيسةفضاء حر

احراق مؤسسة السعيد احراق لقيم الحب والجمال

يمنات

نجيب الحاج

هذه قاعة مؤسسة السعيد الثقافية بتعز و التي ظل الادباء والمبدعين من خلالها يصدحون و يستعرضون و يتنافسون في قراءة و سرد كل ما جادت به قريحتهم من كلمات و أماني و قيم للحب و الخير و السلام، الى ان جاءت هذه الحرب فتوجت بشاعتها يوم امس بإحراق المنتدى الثقافي التابع للمؤسسة محرقة معها لقيم الحب و الجمال.

احرقت مؤسسة السعيد و دمرت قلعة القاهرة و حولت المدينة الى ركام من دخان و أشلاء متناثرة.

دمرت المدينة و تلاشت رسومات هاشم على من على جدران شوارعها و حل مكانها دخان و أثار خراب و دمار.

خفت صوت ايوب طارش و علت اصوات المدافع و كل آلات القتل و الخراب الذي طال تعز و كل مدن اليمن .. أحترقت يوم امس مؤسسة السعيد و لم يبقى منها سوى هياكل متفحمة لكتب و كراسي و أكوام من الفحم و الرماد و البارود..؟

إنها الحرب و بشاعتها و الدمار و الموت الذي قضى على كل شئ .. مناظر آثار الحرب في قاعة مؤسسة السعيد مرعبة و قاتلة و محزنة و شديدة الأسى..

أي إنسان؟ ذلك الذي لا ينظر إلى هذا الواقع المرعب و لا يستوعبه إلا بعد فوات الأوان، و بعد استحالة الرجوع الى ما قبله والانفكاك منه..

اذا كانت الاضرار المادية التي طالت البلد و الناس بسبب هذه الحرب كارثية و مرعبة بكل ما للكلمة من معنى! فكيف سيكون حال الاضرار المعنوية و الأحقاد التي غزت نفوس الناس جراء هذه الحرب و ما رافقها من شحن و تخندق و فرز صراعي..؟

ربما ذلك ليس بإمكاننا حصره او تقييمه او التنبوء به إلا في العقود القادمة – اللاحقه لصمت المدافع..

احراق مكتبة السعيد1

زر الذهاب إلى الأعلى