حكومة هادي والتحالف السعودي في طريقها لخسارة الجنوب لصالح التنظيمات المتشددة
9 فبراير، 2016
447 14 دقائق
يمنات – عدن الغد
لم تتمكن دول التحالف والحكومة الشرعية اليمنية من تحقيق انتصار سريع على القوات الموالية الحوثيين وصالح في مناطق الشمال مثلما تحقق في الجنوب لكنها في المقابل قد تذهب إلى خسارة الانتصار الذي حققته في مناطق الجنوب قبل أشهر لصالح تنظيم القاعدة الذي تمكن من السيطرة على مناطق هامة وإستراتيجية في جنوب اليمن خلال الأسابيع الماضية .
دفعت حالة من العجز الحكومية بعد 7 اشهر من تحرير مدينة عدن الكثير من التنظيمات المتشددة الى البروز على السطح كقوة مناوئة لقوة الحكومية الشرعية الهشة.
في الـ 18 من يوليو 2015 وبعد يوم واحد من تحرير مدينة عدن من قبضة ميليشيا الحوثي تعالت الدعوات التي نادت بسرعة دمج المقاومة الجنوبية بالقوات الحكومية وتشكيل قوات امنية وعسكرية حكومية يمكن لها ان تسد الفراغ الحاصل.
تحولت عدد من المعسكرات بعدن ومحافظات جنوبية اخرى الى مراكز لاستقبال الالاف من المجندين لكن دون خطة حكومية واضحة او منظمة.
تجاهلت الحكومة الشرعية هذه الدعوات وفي المقابل توجهت قوات التحالف لبدء عملية تجنيد المئات من المقاتلين بجزيرة عصب اﻻرتيرية .
حجم التحرك الحكومي لم يكن مناسبا لعدد المقاتلين الذين نزلوا الى الشوارع خلال فترة الحرب اﻻخيرة.
شهدت عدد من المعسكرات حالة من الفوضى واﻻحتجاجات وتبين ﻻحقا ان الكثير من المعسكرات اقيمت بجهود فردية وبطريقة عشوائية.
بعد اشهر من التدريب وجد الالاف من المتدربين انفسهم يدورون حول حلقة مفرغة انصرف الاﻻف الى شئونهم في حين تبقى المئات في اماكنهم.
شرقا من مدينة عدن عزز تنظيم القاعدة نشاطه بعدد من البلدات والمدن مستغلا حالة الفراغ اﻻمنية وسط حالة من التراجع للمقاومة الجنوبية التي تحولت إلى فصائل عدة.
قبل ايام اعلن تنظيم القاعدة سيطرته على بلدة عزان اﻻستراتيجية .
تقع عزان على طريق بحرية تربط بين زنجبار عاصمة محافظة ابين وعدن ومدينة المكلا التي يسيطر عليها التنظيم منذ اشهر.
وبعد ايام فقط من سيطرة التنظيم على عزان اعلن سيطرة مماثلة ورسمية على مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين.
كان التنظيم قد اعلن حضوره بشكل مبكر في زنجبار ومناطق عدة بابين عقب قتال عنيف مع قوات من اللجان الشعبية الجنوبية.
اتخذت الحكومة المحلية والشرعية موقف المتفرج في الصراع المسلح بين القاعدة واللجان والذي انتهى لصالح القاعدة.
في المحافظات اﻻخرى المحيطة بعدن وبينها لحج وابين وشبوة ﻻيمنع من اعلان تنظيم القاعدة سيطرته على هذه المناطق.
في عتق عاصمة محافظة شبوة يتمركز المئات من مقاتلي المقاومة الجنوبية برفقة عدد من القيادات العسكرية الجنوبية وسط عدد من المعسكرات.
لكن هذا التمركز يفتقد ﻻبسط عناصر الدعم الحكومية .
صباح كل يوم يقف القيادي في الحراك الجنوبي ناصر النوبة وسط المئات من المجندين .
يجاهد النوبة وعدد من القيادات العسكرية الجنوبية للسيطرة على مدينة عتق لصالح الحكومة لكن هذه السيطرة ﻻتزال هشة.
بعد اشهر من تحرير مناطق الجنوب من قبضة القوات الموالية للحوثيين وصالح ﻻيزال المشهد السياسي والعسكري غامضا ومرتبكا.
بطء التحرك الحكومي ودول التحالف في مواجهة عدد من الملفات اﻻمنية والعسكرية في جنوب اليمن يدفع بالأمور نحو المزيد من التدهور على كافة المستويات.
في مواقع عدة على اطراف محافظات جنوبية عدة بينها مكيراس وكرش وباب المندب وبيحان ﻻتزال قوات موالية للحوثيين وصالح تحاول التقدم جنوبا واستعادة المواقع التي خسرتها .
يرى الكثير من المراقبين ان تأخر تحرك الحكومة الشرعية ودول التحالف وحسم الكثير من الملفات اﻻمنية بمحافظات الجنوب المحررة من شأنه ان يسقط جميع هذه المحافظات بقبضة الجماعات المتصلة بالقاعدة.
يمكن لخسارة الحكومة الشرعية ودول التحالف لمزيد من اﻻراضي في محافظات الجنوب لصالح الجماعات المتشددة ان يقوض اﻻنتصارات التي حققت في مواجهة القوات الموالية للحوثيين وصالح.
تسعى دول التحالف ﻻحراز بعض التقدم في مناطق الشمال لكن اهمال مناطق الجنوب قد يؤدي الى بروز مخاطر تهدد المجتمع الدولي بشكل اﻻمر الذي قد يعزز حضور الحوثيين وصالح في مواجهة اﻻطراف اﻻخرى.
يستفيد نظام صالح والحوثيين من حالة الانفلات الامنية التي تشهدها مناطق الجنوب وبروز الجماعات المسلحة كون ان مثل هذه الوقائع تدفع قطاع شعبي وتمثيل دولي لدعم قوى الحوثيين وصالح خوفا من تمدد الجماعات المسلحة في مناطق الشمال.
حتى اليوم ﻻتزال الفرصة مواتية لدول التحالف والحكومة الشرعية في مناطق الجنوب وذلك عبر اﻻسراع في حسم الملف اﻻمني ودمج المقاومة بالجيش وتجهيز قطاعات امنية وعسكرية على وجه السرعة في مناطق الجنوب.
يمكن اﻻستفادة من حالة تأييد شعبية ﻻتزال موجودة حتى اليوم للحكومة الشرعية ودول التحالف لكن حالة التأييد هذه قد تتحول الى قوة صامتة في حال تزايد نشاط الجماعات المسلحة.
تتفق جميع اﻻطراف على ان التحرك عسكريا جنوبا هو المطلوب اليوم من قيادة دول التحالف والحكومة الشرعية اليمنية .
يمكن لهذا التحرك بان ينعكس بحضور حقيقي لقوات اﻻمن والجيش الوطنية في المحافظات المتحررة خصوصا مع استعداد الالاف من الشباب للانضمام لقوات الجيش واﻻمن .
يمثل استعداد وقبول الالاف من الشباب اﻻنخراط في صفوف الجيش واﻻمن حجر الزاوية التي يمكن لها ان تجسد حضور حقيقي للدولة في هذه المناطق.
وتحرك كهذا لن يحدث اﻻ في حال تحرك حقيقي للملكة العربية السعودية التي يبدو أنها باتت ﻻتهتم كثيراً بشأن المناطق الجنوبية المتحررة.
تتهم السياسات السعودية في المنطقة بأنها غالبا ماتتحرك في الوقت الضائع .
عقب اشهر من سيطرة الحوثيين على مناطق عدة بشمال اليمن وجنوبه اتخذت الحكومة السعودية قرارا بالتحرك .
كان يمكن لتحرك سعودي سابق على هذه السيطرة ان يمكن السعودية من مواجهة القوة المتصاعدة للحوثيين.
وفي الجنوب يمكن القول ان تأخر التحرك السعودي والحكومة الشرعية يمكن له ان يؤدي الى تكرار تجارب تدخل متأخرة سابقة وفاشلة.