عندما تخلى (طالبين الله) اصحاب ما تسمى بالجمعيات الخيرية والإغاثية عن إغاثة النازحين في مديريتي الشمايتين و المواسط الواقعتان جنوب غرب تعز، وقف الشاب اسامه انور نعمان و رفاقه لمواجهة هذه المأساة الانسانية المتعاظمة يوم بعد آخر.
اسامه انور البالغ من العمر ١٨ عام، و هو يشاهد الاف البطون الجائعة التي نزحت إلى مديريته الشمايتين، و مديرية المواسط المجاورة، كان عليه أن يبادر و يصنع شيء لهؤلاء المساكين الذين شردتهم الحرب من بيوتهم في عدن، وتعز، وصنعاء.
في البداية عاش اسامه لأيام مشتت التفكير، قلق، مضطرب..! كيف بمقدوره وهو الشاب الصغير ان يساعد هذا الكم الهائل من البشر على تخطي محنتهم وتوفير ما يحتاجونه من مساعدات وغذاء.
يقول اسامة: “بداية كنا تائهين ولم نعرف مالذي يجب علينا عمله تجاه هؤلاء الناس الذين لم يلتفت اليهم احد، و بعد مرور حوالي اسبوع من التخبط، اقترح علينا الناشط عبد الرحمن نعمان عمل مبادرة شبابية يكون اسمها (وئام)، و قال انه سيتواصل مع بعض الناشطين في المنظمات الحقوقية و الانسانية لمساعدتنا”.
هذا المقترح مثل طوق نجاة لاسامه الغارق في التوهان، فتلقفه، و بدأ بتجميع زملائه من حوله، والعمل على تحويل المقترح الى واقع عملي يمد يديه للنازحين ويخفف من معاناتهم.
اتخذ اسامه الدور الثاني من منزل والده مقر لمبادرة وئام، و استطاع ان يحشد من حوله 15 متطوع ومتطوعة، و باشر معهم العمل بعد ان وزعوا المهام فيما بينهم.
في تاريخ 11 مايو 2015م خرجت مبادرة وئام إلى الضوء، ومن يومها بدأ فريقها بالنزول الميداني لحصر اسر النازحين، و تلمس احتياجاتهم، داخل مراكز الايواء في كل من مديريتي الشمايتين و المواسط.
و خلال عشرة ايام من العمل الميداني المتواصل، استطاع فريق وئام ان يحصر 4 ألف اسرة نازحة تتوزع داخل 20 مركز ايواء و بعض المنازل في عزل المديريتين.
يتحدث اسامه عن صعوبات واجهها فريق وئام اثناء النزول الميداني لمراكز ايواء النازحين، حيث يقول: “كنا نخرج صباح كل يوم ونقطع المسافات مشيا على الاقدام لأننا لا نملك تكاليف المواصلات، و نعود الى منازلنا قبل المغرب. هذا عندما كنا نحصر النازحين في مدينة التربة والعزل المجاورة لها التابعة للشمايتين، و عندما انتقلنا لحصر النازحين في مديرية المواسط، كنا نطلب تكاليف المواصلات من اقاربنا الذين لم يقصروا معنا، و كان بعضهم يعطونا سياراتهم نتنقل بها”.
اسامه الذي اصبح مسؤول العلاقات العامة في مبادرة وئام، بعد ان تم و فريقه حصر اسر النازحين، تواصل مع موظفي المرصد اليمني لحقوق الانسان في صنعاء، ومع اقاربه ميسوري الحال، و بعض رجال الاعمال لتوفير ما يحتاجه النازحين.
و بمساعدة موظفي المرصد و اقارب اسامه و رجال الاعمال نفذت وئام الخطوة الأولى من عملها الانساني، في تاريخ 14 يونيو 2015م مستهدفة اسر النازحين في 8 مراكز ايواء وبعض المنازل بمدينة التربة، و وزعت عليها 200 فراش، و200 بطانية، و200 ملاية، و200 مخدة، و50 ناموسية.
و في تاريخ 8 يوليو 2015م قامت مبادرة وئام، و بتمويل من منظمة سول للتنمية بتوزيع 638 سلة غذائية على النازحين في كل من: التربة، ذبحان، شرجب، المشارقة، الأكاحله، الاصابح، العزاعز بمديرية الشمايتين، و في عزلتي الايفوع، و بني حماد بمديرية المواسط.
و في تاريخ 18 سبتمبر 2015م وزعت وئام بتمويل من منظمة سول ايضا 300 سلة غذائية على اسر النازحين في بعض عزل الشمايتين، و عزلتي الايفوع و بني حماد بالمواسط.
و في عيد الفطر عملت وئام على توزيع كسوة العيد لـ 130 طفل نازح في 3 مدارس بذبحان والاصابح، و كانت هذه الكسوة على نفقة معلمة مدرسة، و أحد الأطباء.
و في عيد الاضحى وزعت وئام كسوة العيد على اطفال النازحين في جميع مراكز الايواء بالشمايتين و المواسط، مستهدفة 450 طفل و طفلة، و كانت هذه الكسوة على نفقة مجموعة من التجار.
كما عملت وئام على توزيع اضحية عيد الاضحى على جميع اسر النازحين في المديريتين، مقدمة من نادي الاسرة السعيدة، و منظمة سول، و أحد رجال الاعمال.
و شارك فريق مبادرة وئام و بفاعلية كبيرة في حملة تنظيف شوارع و حواري مدينة التربة التي كانت في تاريخ 12 اكتوبر 2015م.
و في 6 نوفمبر 2015م نفذت وئام حملة باسم “حملة شتاء دافئ” للنازحين و الفقراء، حيث قامت بتوزيع 1200 بطانية على اسر النازحين في المديريتين؛ ساهمت منظمة سول بـ 1000 بطانية منها، و البقية كانت على نفقة اثنان من التجار.
لم تتوقف مبادرة وئام الشبابية هنا، و إنما واصلت نشاطها الانساني النبيل لمساعدة الناس، و في سبيل ذلك قدمت مؤخراً مشروعين إلى منظمة سول للتنمية؛ المشروع الأول 500 بطانية سيتم توزيعها للمرضى في مستشفى خليفة بالتربة، فيما المشروع الثاني هو مشروع الحقيبة المدرسية، و سيستهدف 3510 طالب و طالبة في مدارس الشمايتين و الموسط.