ما الذي حدث في معاشيق..؟ هل استقال اليافعي وعرب أم أنهما لا يزالان محتجزان في القصر الرئاسي..؟
23 فبراير، 2016
1٬037 11 دقائق
يمنات – عدن الغد
لا تبدو تفاصيل عملية إيقاف مسئولين اثنين من ابرز مسئولي الحكومة الشرعية في قصر معاشيق الواقع بالمدينة القديمة بكريتر واضحة المعالم.
بعد أكثر من 24 ساعة على نشر خبر عملية الإيقاف التزمت كل الأطراف حالة من الصمت في حين ساد الإرباك والغموض حول تفاصيل هذه الواقعة.
تبدأ تفاصيل الواقعة في الـ 12 من ظهر يوم الأحد 21 فبراير 2016 حينما تبادل مسئولون محليون رسائل نصية قصيرة وأخرى عبر برنامج الواتس آب تفيد جميعها بان قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء احمد سيف المحرمي و وزير الداخلية حسين محمد عرب منعا من الخروج من قصر معاشيق.
بعد ساعات من نشر الخبر تم تأكيده من قبل مسئولين آخرين لكن الأنباء تضاربت حول أسباب عدم خروجهما من معاشيق. و فيما إذا كان الأمر متصلا بضرورات أمنية أم ان الأمر لها وجهات نظر مختلفة.
رواية رسمية لما حدث
مساء الاثنين أجرت صحيفة “عدن الغد” اتصالا بمدير مكتب رئاسة الجمهورية د. محمد امارم الذي أكد في رده على سؤال الصحيفة ان بقاء هذه القيادات في معاشيق اعتيادي جدا ويأتي ضمن عمليات روتينية لبقاء هذه القيادات في القصر الرئاسي بسبب غياب الرئيس هادي ونائب الرئيس “خالد بحاح”.
و رغم التأكيد الحكومي على عدم وجود مشكلة. إلا ان مصادر خاصة تحدثت لعدن الغد كاشفة عن تفاصيل جديدة وخاصة حول ما حدث في معاشيق لكن تضارب الروايات جعل الوصول إلى حقيقة ما حدث أمر بالغ المشقة.
يقدم القسم السياسي بصحيفة “عدن الغد” عدد من الروايات شبه الموثوقة لما حدث ويقدم تحليلا قصيرا لتداعياته.
الرواية الأولى استقالة مرفوضة وتوتر
أولى الروايات التي تحصلت عليها “عدن الغد” عبر احد المسئولين الحكوميين الذين على صلة بالمسئولين في قصر معاشيق.
و تتضمن هذه الروايات تأكيدا على ان “بن عرب” و “اليافعي” توجهوا إلى قصر معاشيق والتقوا بمدير مكتب رئاسة الجمهورية د. محمد امارم وابلغوه أنهم قرروا الاستقالة من مناصبهم.
و في حديث مطول بين الجانبين بحسب الرواية فقد استعرض بن عرب واليافعي المصاعب التي تواجههم وبينها ضعف الاعتمادات المالية وغياب أي خطة حقيقة لدعم قوات الجيش الوطني وقوات الأمن المحلية.
و أشار المصدر إلى ان مكتب رئاسة الجمهورية ابلغ بدوره الرئيس هادي الذي أمر بضرورة إبقائهم بداخل القصر الرئاسي خوفا من مغادرتهم إلى خارج البلاد وطلب من المسئولين الآخرين بذل جهود إضافية لإقناعهم بالعدول عن هذه الاستقالة.
و بحسب هذه الرواية فقد اضطر القائمون على قصر معاشيق لإبقاء بن عرب واليافعي بداخل القصر ومنعهم من الخروج.
الرواية الثانية: جلسة مصارحة ومحاسبة
بحسب مصادر أخرى تحدثت لعدن الغد عن ان قيادات من قوات التحالف ومسئولين بالرئاسة استدعوا بن عرب واحمد سيف اليافعي إلى قصر معاشيق حيث عقد اجتماع مغلق ومطول واستمر لأكثر من ساعتين.
و أشارت المصادر إلى ان الاجتماع عرضت فيه كل الأطراف ما قدمته خلال الأشهر الماضية من اعتمادات مالية و تعهدات حيث تمت مسألة بن عرب واليافعي عما تم انجازه في قطاعي الأمن والدفاع.
و قال المصدر لـ”عدن الغد” ان الاجتماع شهد حالة من التوتر بين الجانبين و وصل الأمر حالة من التجاذبات العنيفة انتهت باتخاذ قرار لمنع اليافعي وبن عرب من الخروج تخوفا من اتخاذهما قرار بالاستقالة يمكن له ان يؤثر على الأوضاع العامة بعدن.
عصر يوم الاثنين وبعد أكثر من 24 ساعة أعلن رسميا عن تمكن اليافعي وبن عرب من الخروج من قصر معاشيق صوب منزليهما.
أجرت “عدن الغد” عدد من الاتصالات ببن عرب وقائد المنطقة العسكرية الرابعة “احمد سيف اليافعي بهدف معرفة فيما إذا كان فعلا قد قدما استقالتهما من منصبهما لكن وحتى الثامنة من مساء يوم الاثنين لم يتسنى لعدن الغد التأكد من صحة هذه الانباء.
الحدث من زاوية أخرى
تكشف هذه الواقعة عن حالة من الارباك السياسية والادارية تعيشها الحكومة اليمنية الشرعية وادارتها المحلية بمدينة عدن.
يرى الكثير من المراقبين ان الأداء الحكومي للقيادات الشرعية وقوات التحالف في عدن على حدا سوى يحتاج إلى الكثير من المراجعة.
يؤكد متابعون ان الكثير من الأداء الحكومي خلال 7 أشهر من العمل منذ تحرير مدينة عدن بحاجة إلى مراجعة واسعة النطاق.
يحبس قطاع واسع من الجنوبيين انفاسهم في انتظار ما ستسفر عنه التحركات السياسية خلال الفترة القادمة ويرى كثيرون ان هذه التحركات يمكن لها ان تحرك مياه ملفات راكدة كثيرة بينها ملف الأمن والمقاومة والخدمات في المحافظات المحررة.