السياسة عامة و في بلادنا العربية تتضمن امور سيئة يخطط لأن تكون كذلك لأنها تعبر عن قيادات انتهازية و بائسة.
من هنا يصح القول بتأكيد طرفي الصراع على العبث السياسي و تعميم الفوضى باعتبارها عمليا افضل الطرق للوصول نحو مساومات تمكنهم من مغانم و محاصصة في اطار مساومات لانهاء الاحتراب الاهلي و العدوان الخارجي، مع ان كل مظاهر العدوان على الشعب و تدمير المجتمع تتطلب اخراج كل المتسببين فيها من الشأن السياسي.
لكن … لن يتم ذلك .. لأن قوى الداخل منهكة و البديل السياسي غائب و الخارج الاقليمي لم يعد راغب في الاستمرار بالقتال لما يجره نحوه من مشكلات و تكاليف اقتصادية .. و لا يهمه من يكون في ادارة السلطة نزيها او فاسدا وطنيا او تابعا للخارج، المهم يحقق له مصالحه.
و هنا بؤس السياسية و تفاههة السياسيين الذين يبيعون بلادهم ليكونوا وكلاء للخارج و تابعين له. (انظروا الى من يسكنون فنادق خمس نجوم و تصريحاتهم البلهاء و وجوههم المنتفخة كالدببة).
من هنا نفهم التلاعب بمجريات الميدان العسكري في تعز (لن يصل دعم حكومي اليها و لا سعودي ولن يكف الطرف الاخر عن حصارها وقصفها) و كل الجبهات الاخرى مأرب وصنعاء .. كلها لن يتم الحسم فيها لأن الخارج كما قوى الداخل تريدها ميدانا لاختبار القوة و لكسب وقت اطول في المساومات.
و يبقى الخيار الشعبي وحده بخروجه من حسابات القيادات الحزبية و العسكرية و المليشاوية لينتصر للشعب و الوطن و دون ذلك ستبقى كل المدن في حالة من الفوضى و تعميم العنف، فلا عدن و لا تعز و لا صنعاء بمنأى عن التدمير الممنهج و الفوضى المخطط لها من الخارج و الداخل..؟