في حرب صيف 1994م كان الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني السيد علي سالم البيض يمتلك الشارع اليمني في الجنوب و الشمال مقابل تراجع حاد في شعبية صالح في الشمال قبل الجنوب.
كان ذلك حتى التوقيع على وثيقة العهد في عَمان و رفضه العودة الى صنعاء و الذهاب بدلا من ذلك الى الرياض.
لم يغفر له الشارع اليمني عموما و في الشمال خصوصا تلك الهفوة و لم يدرك هو ان كل ما كان يقوله عنه كذبا نظام صالح قبل الرياض سيكون له مصداقة بعد الرياض و لو بأثر رجعي، بما في ذلك تهمة الانفصال و التأمر على وحدة اليمن!
* في 2011م ذهب المشترك و المؤتمر الى الرياض للتوقيع على المبادرة الخليجية فخرج الشعب بمظاهرات واسعة ترفض المبادرة، و من تلك اللحظة خسر المشترك بعد ان خسر المؤتمر بالثورة و عرف الشعب ان الثورة قد سرقت!
* و في 2014م كانت احزاب المشترك و غيرها تجد حضورها في الحوار مع انصار الله في صنعاء، و كان لها حضورها في الشارع ايضا حتى ذهابها الى الرياض و تأييدها للعدوان على بلدها حينها خسرت كل شيء و ربما الى ما لا نهاية في صنعاء.
و في السياق ذاته لو قبل انصار الله الذهاب الرياض و شاركوا في مؤتمر الرياض الذي كان مقررا له قبل الحرب كما كانت ترغب السعودية ربما لما قامت الحرب اصلا، لكن انصار الله كانوا سيخسرون كل شيء في شعبيتهم الكاسحة و يتحولون الى فصيل سياسي يساوم على بلده من اجل مصالح شخصية او حزبية او طائفية كما يعمل الاخرون.
السؤال هو: لماذا من يذهب الى الرياض يخسر كل شيء في صنعاء..؟
الجواب ببساطة لأن الناس في صنعاء يعون بوعيهم الجمعي ان السعودية لا تعترف باستقلال بلدهم و ان من يذهب اليها في المنعطفات الحادة المتعلقة بمصير هذا البلد لابد وانه سيساوم على اليمن و سيادتها و استقلالها من اجل مصالحه هو أو مصالح جماعته.