رحيل اخر يهود اليمن الى اسرائيل مؤشر يثير الهلع لمرحلة قادمة سيعيشها اليمنيين.
هؤلاء اليهود دمهم يمني و هويتهم الوطنية و التاريخية يمنية .. هم من طينة هذا التراب الذي أكل سواعد أجدادنا حين شيدوا ممالكهم القديمة.
جينات دمهم هي نفس جينات دمنا .. دم كرب إل وتر و شمر يهرعش و سيف بن ذي يزن.
لقد ظل يهود اليمن مخلصين لتاريخهم و حضارتهم و هويتهم اليمنية، أكثر من اخلاصهم لديانتهم اليهودية. و الا لما تحملوا النبذ و التمييز و الدونية المجتمعية، في الوقت الذي يمكنهم ان يسافروا فيه إلى أفضل دول العالم و يعيشون هناك اسياد مجتمعهم، فيما نحن تخلينا عن حضارتنا و هويتنا لصالح ديانتنا.
لا امتدح هؤلاء اليهود لدينهم بل لوفائهم لهويتهم اليمنية و تاريخ اجدادنا .. أنا حزين جدا لمغادرتهم و مرعوب من الآتي..!!
– اليمن بداء فعليا يفقد التنوع و التعايش المجتمعي بين الديانات و المذاهب و النظريات، لصالح اعادة فرز طائفي عصبوي ينال من واحدية الهوية اليمنية..!!
– اليمن يجرف ذاكرته التاريخية و يقتل محفزات عطائه الحضاري لصالح التحول الى مرحلة استلابية تعيد إنتاج كينونة اليمني على اساس نفعي تفريقي اقتتالي ضدا عن تاريخه و هويته و تراكماته..
– الدم اليمني ينزف و يتخثر .. فيما لازال المحتربون يجهلون نتائج ما يقومون به دام و هم يرون أن التاريخ و الموروث المتراكم و الانسان و التراب و الشجر و الحجر هو السلطة السياسية لا أكثر..