ترددت كثيرا حول الكتابة بشكل مباشر عن بعض ممارسات فصائل المقاومة.
و كان دافعي ودافع كثيرين أملنا أن تطور تلك الفصائل خطابا وطنيا وممارسات أخلاقية على أرض الواقع تخلق بديلا للمشروع (الحوثي- الصالحي).
لكن الأحداث أثبتت أن السكوت عن الخطأ خطيئة لا تغتفر لأنها تغطي على الخطأ السابق وتشجع المفلتين من العقاب على ارتكاب خطأ جديد.
سمعت اسم “ابو العباس” كثيرا ليس كقائد مقاومة فقط وإنما كمسؤول عن اقتحام مؤسسة السعيد الثقافية و كمشتبه في إحراق المؤسسة فيما بعد.
كما تردد اسمه كثيرا في عمليات فرض اتاوات على التجار والاستيلاء على منازل مواطنين وتصفية الشاب انور الوزير على خلفية كتاباته عن العلمانية.
تردد اسم ابو العباس مع اسم حمود المخلافي في “غزوة سامسونج” و “غزوة شارب” وفي عمليات نهب محلات ومنازل وفرض اتاوات.
كان المجتمع التعزي قد لفظ حمود المخلافي بعد 2011 بعد مشاكل نهب الأراضي والمنازل التي فاحت رائحتها آنذاك واحرجت حتى حزب الإصلاح الذي تردد كثيرا في إدانة الميليشياوي المغامر.
اعتدت ميليشيا ابو العباس على الصحفي محمد القاضي وطاقم سكاي نيوز، وقبله خطف فصيل آخر للمقاومة الصحفي حمدي البكاري مع طاقم قناة الجزيرة وفاجأنا حمدي برواية تحمل الحوثيين مسؤولية ما حدث!
ولو توقف الأمر عند الممارسات الميليشياوية لكان أهون. لكن خطاب “حماية العقيدة والانتصار للصحابة” الذي يحول المعركة إلى مواجهة طائفية يجعل الوضع أخطر.
ظننا، و بعض الظن إثم، أن المعركة ضد (الحوثي – صالح) يجب أن تؤجل كل المعارك الأخرى.
لكن تحول الكثير من قادة المقاومة الى أمراء حروب وقادة طوائف وسلطات قمع وتنكيل بالمواطن المقهور لا تترك لنا ترف التبرير ولا خيانة السكوت.