بلاغ الى كبير مفاوضي أنصار الله والى اسر الاسرى والمفقودين اليمنيين على خلفية غزو السعودية لعدن والمحافظات الجنوبية
يمنات
محمد محمد المقالح
الاخ محمد عبد السلام المحترم
ربما يا صديقي تعرف جيدا حجم وانسانية ملف المفقودين بالنسبة لأسرهم وذويهم وبالنسبة لي كانسان عاش معنى الاخفاء وعدم تقرير مصيره بالنسبة لأهله.
والحقيقة ان ملف مئات المفقودين من الجيش واللجان الشعبية في عدن والجنوب عموما ملف كبير ويؤرقني ويثقل كاهلي واحساسي العميق ان هذا الملف يؤرق كل بيت وكل اسرة يمنية لها مفقود ولا تعرف شيئا عن مصير ابنها المجاهد او زوجها او شقيقها.
و من الاخر يا صديقي فاذا لم يتحرك هذا الملف الان امام المفاوض السعودي وقبل ان نبت في ملف اسراه و مفقوديه او جثث جنوده وضباطه في حدوده الجنوبية فلن يحل هذا الملف ابدا ولن نتبين مصير المئات وربما اكثر من المئات من ابنائنا الابطال الذين لم يعد يعرف احد عن مصيرهم شيئا، منذ غزو السعودية وحلفائها لعدن .. وهل لازالوا اسرى وهو ما نتمناه ام قد تم اعدام بعضهم واخفاء جثثهم كما تعمل الجماعات الارهابية بين فترة واخرى بالعشرات من الاسرى والمخطوفين غير المتحقق من هوياتهم.
و لكن في الحقيقة فان هذا امر يخص السعودية ولن نتعامل ولا اسرهم الا باعتبارهم احياء واسرى لدى العدو ولا علاقة لنا بالمرتزقة او بالجماعات الارهابية التي قاتلت من اجل السعودية وبسلاحها ومالها وتحت قيادة ضباطها وحلفائها. و هي وحدها – اي السعودية – وحلفائها من تستطيع الزام نفسها ومرتزقتها بكشف مصير هؤلاء المفقودين الابطال، فضلا عن انها من نقلت العشرات او المئات منهم إلى اراضيها حسب معلومات شبه موكدة تناولتها عديد من الصحف والمنظمات الحقوقية.
و كما تأكد من تصريحكم الأخير يا صديقي بخصوص الافراج عن 100 اسير اشرت الى ان اسرهم تم في الجبهات الداخلية وهو بالضبط الملف الذي نتحدث عنه في هذا الخطاب.
من يتحمل مسئولية هؤلاء المفقودين والاسرى اذا هي السعودية التي قادت التحالف لغزو الجنوب المحتل اولا، و من قرر الانسحاب العشوائي من الجنوب المحتل، و هم القيادات الميدانية للجان والجيش، وهذين الطرفين فقط هما المعنيين في حل هذا الملف، و هذا ما يحملكم مسئولية خاصة باعتباركم تمثلون هؤلاء الضحايا وتمثلوننا جميعا نحن اليمنين في هذا الملف تحديدا.
و لا يجوز فصل هذا الملف الكبير عن ملف التهدئة في الحدود او تأجيله حتى تحقق السعودية مبتغاها فيما يخص قتلاها واسراها و مفقوديها في حدودها الجنوبية، مع ان جيشنا ولجاننا الشعبية لم يقاتلون في الحدود الجنوبية للسعودية بطرا. بل لكف العدوان السعودي على كل اراضينا وشعبنا.
و بالتالي لا فصل ابدا بين الاسرى في حدود السعودية الجنوبية والاسرى والمفقودين في حدودنا الجنوبية!
وقبل ان اودعك يا صديقي في هذه الرسالة المفتوحة مع عميق الاحترام والتقدير اوجه النداء ايضا الى كل انسان يمني له اسير او مفقود ان ارفعوا ايها الاعزاء الى المفاوض اليمني اسم اسيركم او مفقودكم وتاريخ اسره او فقدان مصيره واخر مكان كان فيه قبل ان تفقدون اخباره والى اين انتهى به المصير بعد ذلك.
عليكم ايها الآباء والاشقاء والابناء وفي هذه اللحظة بالذات ان ترسلوا كل هذه المعلومات والبيانات الى الاخ محمد عبد السلام والاخ مهدي المشاط والجهة المعنية بملف الاسرى والمفقودين في انصار الله، و ان تذكرونهم باستمرار بملف المفقودين اليمنيين حتى لا يتحول ملفا مثقلا فوق الجميع وفوق اسرهم اولا، و يعطل حياتهم وحركتهم ثانيا، وفوق انصار الله وعلى كاهل مفاوضيهم اولا وعاشرا..
انه ورغم علمنا وثقتنا بحرص المفاوض اليمني بهذا الملف وما الافراج عن 100 اسير منهم اليوم الا دليل على ذلك، و لكن لا تفترضوا ابدا انهم يمتلكون اسماء جميع المفقودين والبيانات الاساسية لهم، و لا انهم مهتمين بهم وبهذا الملف الانساني البالغ الاهمية لكم كذوي الاسير او المفقود، فلربما نسوا او اهملوا، مع علمنا اليقيني ان قائد الثورة يولي هذا الملف اهتماما خاصا، ولكن حتى هذا لا يعفيكم ان تتحركوا في هذه اللحظة المناسبة تحديدا..
اللهم فك اسرانا واكشف عن مصير مفقودينا انك على كل شيء قدير
والسلام عليكم
محمد محمد المقالح