وضع المملكة يشبه الى حد ما وضع الاتحاد السوفيتي في أيامه الأخيرة، لكن من دون جرباتشوف سعودي.
و يتلخص الشبه بأنهما نظامان اقتصاديان ريعيان مع وجود فوارق أخرى، حيث بدأ الاتحاد السوفيتي في العهد الجرباتشوفي يعي حقيقة الأزمة البنيوية لاقتصاده.
و في أكثر من مناسبة نوه جرباتشوف الى هذه المعضلة، لا بل كان يكرر بأن التعامل مع هذه الثروات من دون مسئولية، سلوك غير اخلاقي سيحاسبنا المستقبل عليه، وهي ثروات ليست ملك لهذا الجيل، أنها ملك لأجيال المستقبل أيضا، ولأنها ثروات ناضبة؛ فأننا بحاجة الى تصرف مسئول معها، نؤسس بها لاقتصاد ما بعد النفط.
هذه واحدة من معضلات عديدة دفعت الاتحاد السوفيتي إلى تبني بروسترويكا اقتصادية بهدف الخروج من أزماته، ولكن مع الأسف كان الوقت متأخرا، ولذلك أنهار النظام.
اذا كان الاتحاد السوفيتي أنهار وتفكك الى جمهوريات مستقلة أخذت تنهض بالاعتماد على قاعدة بشرية وعلمية ضخمة كانت تعاني من شيخوخة ، واستمر تعافي مجتمعاتها عقدين من الزمن ، فهل لدى السعودية خيارات تساعدها على التعافي من اقتصاد الريع، وتأسيس لاقتصاد ما بعد النفط..!؟