وكالة تكشف تفاصيل عن مقتل شاب في عدن على أيدي متطرفين وتورد رواية لطريقة قتله
27 أبريل، 2016
1٬581 8 دقائق
يمنات – AFP
اقدم مسلحون متشددون على قتل الشاب عمر باطويل ورموه في احد شوارع مدينة عدن بجنوب اليمن، بحسب ما افادت مصادر امنية ومقربون منه الاربعاء 27 إبريل/نيسان 2016، في جريمة يرجح ان سببها الانتقادات الحادة التي وجهها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لرجال الدين والمتطرفين.
و تشهد عدن منذ اشهر تناميا في نفوذ الجماعات المسلحة وبينها التنظيمات الجهادية التي تسيطر على مناطق في المدينة وتفرض فيها قوانينها، وسبق لها ان نفذت اغتيالات وهجمات وتفجيرات.
و افادت التنظيمات الجهادية من النزاع المستمر منذ اكثر من عام بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والحوثيين وحلفائهم، لتعزيز نفوذها خصوصا في جنوب اليمن.
و عثر على باطويل (18 عاما) مساء الاثنين الماضي، ملقى على الارض ومصابا بطلقات نارية في الرأس والصدر في منطقة الشيخ عثمان وسط المدينة.
و افادت مصادر مقربة من العائلة ان مسلحين “قاموا بخطف عمر من احد الشوارع الفرعية القريبة من منزله، ثم قتلوه ورموا جثته”.
و اكدت هذه المصادر، اضافة الى مصدر امني في عدن، ان المسلحين كانوا من “المتشددين الاسلاميين”، من دون تحديد الى اي جهة ينتمون.
و نقل باطويل لمستشفى تديره منظمة “اطباء بلا حدود” في الشيخ عثمان.
و اكدت المتحدثة باسم المنظمة في اليمن ملاك شاهر لفرانس برس ان باطويل نقل الى المستشفى قرابة الساعة العاشرة ليل الاثنين (1900 تغ)، وكان “مصابا (بطلقات نارية) في الوجه والصدر”.
و في حين قالت مصادر محلية وامنية ان باطويل كان فارق الحياة لدى العثور عليه، قالت شاهر انه توفي بعيد وصوله المستشفى، مشيرة الى ان والديه اصيبا “بحالة اغماء” لدى وصولهما لتسلم الجثة.
و اكدت مصادر محلية ان قتل باطويل يعود الى انتقاداته الحادة لرجال الدين والتطرف الاسلامي عبر صفحته الخاصة على موقع “فيسبوك”.
و يعود آخر ما نشره باطويل على الصفحة الى صباح 23 نيسان/ابريل، حينما كتب “عندما يعرفون الفرق بين العالِم والكاهن سيستعيدون عقولهم!!”، علما انه استخدم مرارا مفردة الكاهن للحديث عن رجال الدين المسلمين.
و أبرزت منشورات باطويل انتقاداته لرجال الدين وتصميمه على قول رأيه.
ومما كتبه مؤخرا “من الممكن ان تحصل على تبرير لفرض ارادتك على الآخرين، كل ما عليك فعله هو ان تسميها +ارادة الله+. وهذا ما يفعله الكهنة”، و”الأنبياء ينسبون نفسهم للناس، والكهنة ينسبون نفسهم لله!!”.
وفي 22 نيسان/ابريل، قال “نكتب حتى نحطم تلك الخرافات التي في عقولكم التي انهكت حياتنا ودمرت بلداننا نكتب حتى تعودوا الى رشدكم سنكتب ولن نتوقف حتى يعيش الجميع بسلام وحب وحرية”.
و انهالت التعليقات على صفحة باطويل بعد انتشار خبر قتله.
و في حين اتهمه البعض بانه “ملحد” و”مرتد” وصولا الى حد “مباركة” قتله، دافع آخرون عنه، متهمين قتلته بـ “الجهل والتخلف”.
و تشهد عدن، ثاني كبرى مدن اليمن، تناميا في نفوذ الجماعات المسلحة وبينها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية، منذ استعادتها القوات الحكومية مدعومة بالتحالف في تموز/يوليو من العام الماضي، بشكل كامل من الحوثيين.
و كان باطويل كتب قبل فترة “احوج ما تكون عدن اليوم لذلك الخطاب الديني الوسطي والمعتدل الذي لا يقصي الناس بل يقربهم .. الخطاب الذي لا يشتت الناس بل يجمعهم .. الخطاب الذي لا ينتهي بتفجير الناس بل بالحفاظ عليهم وصونهم وتعظيم حرماتهم”.
للاشتراك في قناة موقع “يمنات” على التليجرام انقر هنا