هل ما يحدث في عدن من فرز مناطقي وإهانة لمواطنين بمبررات واهية- لا تمت لسلوك الدولة وانما لسلوك الميليشيا – يبهج الشرعية أم العكس..؟
هل تعتبرها الشرعية مثلا مجرد حوادث فردية تنبع من كائنات فضائية مجهولة سقطت فجأة على العاصمة المؤقتة للشرعية أم انها تستحسنها وتستمزجها كأعمال ممنهجة لابد منها ولأكثر من غرض..؟!
المعقول الوحيد المستساغ الآن من شرعية الغفلة هذه هو تحديد موقف واضح تجاه تلك التصرفات اللاشرعية ورفضها بحزم بدلا عن الصمت الغامض والفادح المستمر منذ شهور.
و أما في حال توجيه تهمة معينة للضحايا أو حتى ثبوت واشتباه تورطهم بجريمة ما فليخضعوا للقانون فقط لأن التهجير يمثل إدانة كاملة لشرعية خاوية وفضائحية تتقاعس وتتواطأ ضد إنصاف مواطنيها.
البارحة للأسف تم إنزال مسافرين من فوق الباص بنقطة سناح الضالع كانوا في طريقهم لعدن لإنجاز مصالحهم الإنسانية والعملية العالقة.
و هذا الأمر الذي يتكرر بإسفاف نوعي تنجم عنه مختلف عمليات ابتزاز ما بعد دحباشية السلوك ضد شماليين.
فهل الشرعية راضية عما يجري..؟
و هل صارت القضية الجنوبية بلا عقول راجحة و وازنة إلى هذا الحد!
أعتقد آن الأوان للشرعية كي تفصح عن إجابتها لأن السأم قد فاض من تحايلات التبريرات و التطنيشات المكدسة.
أما حكام الجنوب اليوم فإنهم جراء تنمية مثل هذه التصرفات المخزية يقدمون هدية استراتيجية للانقلابيين على الشرعية بإظهارها كشرعية صارت تنقلب على شرعيتها بالمقابل..!
و من المفارقات انه لم يحدث في صنعاء الخاضعة لسلطة الانقلابيين الاوغاد أي مساس يذكر بالناس وفرزهم والتنكيل بهم من منحى مناطقي رغم كل جرائم الميليشيا.
و حتى ان حدث مثل هذا الأمر فإنه لا يكون مبررا موضوعيا لارتكاب فعل مضاد.
بالتأكيد هذا لا يعني أبدا أن الناس سعداء بسلطة الأمر الواقع..
بل إنهم ينتظرون استعادة الدولة بالعاصمة صنعاء كما على كل تراب الجمهورية اليمنية.
لكن الدولة على ما يبدو هي آخر هموم الشرعية التي لم تستطع منذ أكثر من نصف عام إنفاذ سلوك الدولة وشرعيتها بالمناطق المحررة من الانقلابيين رغم ان حكام تلك المناطق اقسموا تحت ظلال الجمهورية اليمنية وعلى انهم يعترفون بالشرعية أيضا..!
المهم:
ليعلم الجميع في جنوب اليمن ان حق تقرير المصير لا يتطلب الإقدام على مثل هذه التصرفات الهوجاء..
فضلا عن انه ما فيش حاجة اسمها انفصال قسري يعتمد عليها متجاهلا كل الأولويات والإجراءات السياسية والقانونية الملحة.
و بالتالي تفرض الواقعية من الغوغاء أو البلهاء ان ينضجوا في التعبير عن القضية الجنوبية العادلة لأن المظلومية التي تمارس الظلم تعمل ضد نفسها في النهاية.
ما بالكم بمظلومية تتفوق على جلادها في الوعي والممارسة!