مايحدث في عدن يؤكد عدم قدرة التحالف وهادي على ضبط الاوضاع
13 مايو، 2016
620 9 دقائق
يمنات
صلاح علي صلاح
منذ فترة ليست قصيرة لا توجد لدي الرغبة او الحماس للكتابة في السياسة؛ الا انني اجد نفسي مضطرا لكتابة هذه السطور خصوصا وان عملية استهداف ابناء المناطق الشمالية العاملين في الجنوب لا تزال مستمرة؛ وهي ليست فقط حملات أمنية اعتيادية كما يصورها البعض، فقد ابلغني عدد من الاصدقاء (شماليين وجنوبيين) بأنه تم ترحيل عدد من التجار والعمال الشماليين الموجودين في الشيخ عثمان والمنصورة والسيلة ودار سعد من عدن بعد اجبارهم على اغلاق محلاتهم وترك بضائعهم هناك ولن يستطيع أحد الآن ضمان حقوقهم او سلامتها.
اعتقد ان ما يحدث اليوم في عدن وغيرها من المناطق الجنوبية له عدد من الدلائل أهمها من وجهة نظري هو التأكيد على ان المناطق المحررة (كما يحلوا للبعض تسميتها) ليست فعليا في يد الشرعية كما يقال ويزيد من مصداقية هذا الاستنتاج البيان الهزيل الذي صدر عن رئيسها هادي والذي اعلن فقط من خلاله عن “ادانته واستنكاره ورفضه” لما يحدث في صياغة مهزوزة لم يستطع في اعتقادي من أصدرها التفريق بين المواقف التي من المفترض صدورها من رئاسة الجمهورية “رأس السلطة التنفيذية والدولة” وبين المواقف والبيانات المفترض صدورها من منظمات المجتمع المدني او الناشطين الحقوقيين الذي يبدوا ان هادي صار يعتقد نفسه واحدا منهم.
ادانة واستنكار الشرعية الممثلة في الرياض ايضا يؤكد على عدم صحة ما يتم ترويجه من قبل البعض الذين يحاولون تغطية هذه الممارسات واخفائها تحت ذريعة الاجراءات الأمنية لانه لو كانت كذلك لما تم انتقادها واستنكارها من قبل رأس الشرعية التي من المفترض انها هي من يسيطر على عدن او هكذا تدعي.
ما حدث ولا زال يحدث في عدن يؤكد على عدم قدرة التحالف وهادي على ضبط الاوضاع في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم كما هو معلن على الاقل ويعزز ما يتحدث عنه خصومهم الميدانيين والسياسيين من سقوط المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف في الفوضى وسقوطها في يد عدد من الجماعات الغير منضبطة والمتعددة الارادات التي لم يستطع التحالف وشرعيته على ادارتها طوال الاشهر الطويلة السابقة.
ايضا هذه المرة لن تكون عملية اتهام بقايا النظام وصالح والحوثيين مجدية فعليا وستكون ان تم التصريح بها مستدعية للسخرية اكثر من قدرتها على جلب التعاطف او التصديق حتى من اشد معارضي الحوثي وصالح.
عدم انزلاق اليمن الى مربعات الفوضى الكامله هي واحدة من أهم النقاط المؤثرة في خيارات وقرارات القوى الاقليمية والدولية الساعية للحفاظ على مصالحها والتي من المؤكد ايضا انها صارت تدرك تماما مدى هشاشة وضعف هادي وشرعيته والمتحالفين معها وهذا قد يفسر او يشير على الاقل للسر وراء تغير عدد كبير من المواقف والتصريحات خصوصا منذ بدء انعقاد مفاوضات الكويت وحتى اليوم والتي من الواضح ان تصريح الجبير وزير الخارجية السعودية الأخير لن يكون آخرها.
في العادة تكون الاسباب جالبة للنتائج والنتائج تتحول الى اسباب جالبه لنتائج اخرى مستقبلا وهكذا فان الايام القادمة في اعتقادي سيكون مليئة بالمفاجئات الغير متوقعة لدى الكثيرين ولن استغرب إذا تحول ما حدث ويحدث في عدن وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف الى سبب جوهري لتحول المشهد السياسي والميداني بشكل كامل في اليمن لصالح خصومهم وسيكون التحول هذه المرة مدعوما بحالة من الرضى الشعبي والموافقة الدولية ايضا .. في حال حدث هذا فلن يكون أمام هادي حينها الا الاستمرار في ممارسة وظيفة الناشط الحقوقي التي يبدوا انه لا يجيدها ايضا كعدم اجادته الواضحة لوظيفة رئيس الجمهورية.