يستمر اليمنيون باحتراف الانتظار ونسج الامال وتعظيم التعويل على مفاوضات الكويت بين وفدي الرياض وصنعاء .. رغم كل المؤشرات الحاكية عن اخفاق آت تسبب به وفد الرياض في المشاورات. لا زال اليمنيون على امل خافت يلوح في الافق يمنون النفس .. و بكل الاسف اقول: لم نتعد مرحلة الاماني وعلينا ان نتقبل الحقائق كما هي.
علينا ان ندرك ان كلا الطرفين لا يريد التعرض لنقمة المساءلة اذا تسبب في تعليق المشاورات، ولكن كيف نفسر كل العراقيل التي تشهدها الجلسات التي لم تتقدم قيد انملة على مستوى النتائج منذ انطلاقها..؟ .. كم كثيف من العبارات السياسية الغامضة المحتاجة الى معاجم علم الكلام لايضاحها ينضح عن كل جلسة وترى التهيب والحذر من كل جانب في تثبيت موقف او اعلان تنازل ملزم وما الى ذلك وبين ضوضاء السياسة المترددة هذه .. تمر غارة سعودية معادية فتقتل من تقتل وتجرح من تجرح .. ثم يتبعها سيل من التحذيرات باستمرار تلك الاعمال العدائية فماذا انتفع الشعب من اناقة وتنميق العبارات والاصطلاح السياسي المستعمل في البيانات..؟
على احد ما لا تعتريه لعنة التردد تلك ان ينهي المهزلة الحاصلة هناك .. على احد ما يملك من الغضب الحكيم قدرا كافيا لاقتطاع المشهد بالعودة الى الميدان .. وفي النزال تعرف الرجال.
يا ايها الوفد الوطني كفاكم شرفا شرف المحاولة ان تنقذوا البلاد الا ان اكرام اللئيم يحثه على التمرد .. لا شك عندي وعند الشعب باكمله ان مجهودا عاليا بذل في سبيل انجاح المشاورات غير ان نية التفلت لدى القوم ثابتة لم يزعزعها كل ذلك الدم الذي اهرق على مذبح الوطن.
عودوا الى قواعد وميادين الشرف فان التعفر برمال مأرب والجوف ونهم وغيرها خلال المواجهات الضارية انجع بكثير من تجاذب الاتهامات في قاعات الجلسات الفخمة بدولة الكويت.
دعوا اولئك النمور في الجيش واللجان يقطعوا النزاع على طريقتهم فلم يكن هناك من تفاوض اصلا لولا بسالتهم العالية و لله درهم .. قاتلوهم واعيدوا عقارب الساعة الى الربوعة وجيزان ونجران .. ارهبوهم بلغة القاهر والكاتيوشا والصرخة .. و اقتلوهم حيث ثقفتموهم .. ليس هناك من وعظ يردع المستكبرين الا كلم النار الذي لا يحرف عن مواضعه. والسلام