العرض في الرئيسةفضاء حر

نحن العبيد اخوة مروان الغفوري

يمنات

فارس العليي

كيف يمكن لأخ حر السماح بأن يصبح اخوته عبيدا ؟ ثم ياللغرابة العائلية “يتنابزهم” بالعير والسخرية !

ليس فقط مروان الغفوري وحده ممن دأبوا على شيطنة و تسفيه آبائنا و إخراجنا معهم عن بكرة ابينا من مناخ المواطنة الصالحة، هناك كتيبة من الكتاب والصحفيين والنشطاء لتمثيل هذا التوجه المأساوي الفادح ، هدفه تكريس ثقافة تعقيدات تاريخانية في مسألة شبيهه بما تمر به العرقيات الأوروبية ، و التي يستشهدها الغفوري في كتاباته لإثبات تجلط الأخلاقية وسلوكياتها الإنسانية في كروموسومنا الشمالي .

في الحقيقة من الجيد أن يكتب مثل مروان وهو الواسع المعرفة وان يسلط الضوء من إطلالاته كيمني تليد ظالع بعمليات التحول الاجتماعي والسياسي والثقافي ، ضمن تصويبات وظائف المثقف و شعوره الوطني تجاه وطنه و اخوته …. لكن كما ترون ﻻ اظن أنه اعتقد الكتابة بثمة اخوة ﻹفصاح التجاوزات والتخلي عن مفردات الوجع التي تخسع ما تبقى من إنسان في حواشينا القبلية ، على رغم ما تأمله الميثولوجيا في مجتمعات التخلف التي تتمثله جهاتنا اليمنية شديدة الفقر والبطالة وتنامي حدة الأمراض ومؤشرات النمو الغير صحية لدى الأطفال.

لو تشوف يا دكتور مروان كيف يعش هؤﻻء الذين تسخر منهم وما الذي تجرعوه من جمهوريتك ، ومن جور شخوصك ذات الكرفتات الأنيقة وممارستها الإستبعادية القهرية لمعظم مشاريع التنمية في كل هذه المناطق التي تسخر منها، و حرمانهم من الخدمات الأساسية بما في ذلك ان مستشفى عام فقط يادكتور الإنسانية ، اقول مستشفى واحد في كل محافظة لا تنطبق عليه حتى اي مواصفات فنية او طبية او تقنية ، من تلك التي تتيح لكم تصنيف المرافق الصحية والطبية لمطابقة المعايير الدولية الأدنى ، لو تعزف عن شطحاتك وتتخلى عن التنقل في سراديب فنادق الخمسة نجوم وتقبل اليهم لتقدم واجبك الإنساني والوطني لمساعدة المرضى ، تدري يا مروان مازلت الى الآن اتذكر كربون “السراج ” و “الفانوس” الذي كانت ليالي ريفنا الشمالي تشعله ومازالت تفعل للحظة . حتى اننا في هذه المناطق “المستعبدة” – كما يحلوا لك تسميتها – لا نستطيع ان نشير لثمة فرق بوجود الحوثي او هادي او صالح ، لكننا نستطيع تذكر الحمدي بالطبع .

قرأت إدوارد سعيد و كيف ان فرويد بطبع ” يهودي ” في النهاية نتيجة منوية سلالية ايضا، و بذكاء ساري المفعول في احتيال آثاري تطورت تكدساته بحثا عن مفقودات الأسلاف ، من عظام و كسرة فخار و … فأصبح هاجس ضرورة تأسيس الدولة اليهودية يدفع لدرجة ان غدى فضل تأسيس وتطوير علم الإركيولوجيا لصيق بعباقرة يهود ، تاهوا بحثا عن المعثورات لإثبات احقيتهم بأرض فلسطين ، ثم يشرح إدوارد سعيد سيكولوجية يهودية لدى فرويد رغم كل محاوﻻته التنكر لها ، لكنه يا عزيزي مروان على الأقل قدم النصيحة لقومه وكيف انه يصبح وجودهم المهني و التأهيلي ضرورة يحتاجها العالم والعلم الحديث كخيار وحيد حفاظا على عرقه من الإندثار ، و هو ما حدث بالفعل وهاهم الآن يحكمون العالم ، ﻻ يذكر انه تعففهم او تنكر بطريقة ما لحظة أن كان موقفا يهوديا منه في النمساء كفيل بقتله !

المناطقية التي تستبعثونها و تطلقونها لتسميد المستنقع الخليجي داخل اليمن و تغديقه و تسمين الجماعات المتطرفة في الجنوب والعمق المسمى “بالشرعي” تتحملون انتم مسؤوليته التاريخية، إذ أن كل عملية تنظيف تكفلت كتاباتكم وتصريحاتكم الإعلامية والتسييس المستمر لتغطية العورة ، التي تكاثرتموها بمعية التخلف العربي بقيادة آل سعود و آل نهيان وتدمير اليمن ارضا و إنسانا كان فداحتها أكبر من جرم تحالف صالح/ الحوثي الذين يتناهشونا من جهتم ايضا، وﻻ مبررات هنا سوى هذا الإلتفاف الحاذق التي تمتعنا به اسلوبية كتاباتك تفكيكا و بناء ، حداثة وما بعدها ، الإ انه ليتها كانت ﻷجل اليمن كل اليمن و هذا الخطاء لست انت الوحيد الذي تركتبه كما قلت سابقا، فما ترك من خيار لهؤﻻء الشماليين العبيد المتخلفين المتبردقين الرعاة المتسخين ..الخ الكلمات التي يكملها العامة ممن حفزتموهم انتم كلا من مكانه ، فتصريحات هادي لم تذهب سوى لهذا المستنقع الطائفي و المناطقي ، لدرجة انه لم يعلن صعدة او حجة منكوبتين مع باقي المدن المعلنة مع ان مدنهما يمكن وصفها ” بالمحروقة” و بدلا من تقديم مشروع وطني قال سيقاتل اليمنيين الأثنى عشريين ! ثم مر تصريح آخر لسعادة رئيس حكومة الشرعية قائلا انهم لن يذهبوا الى جنيف الا بعد انسحاب الحوثيين الى يريم ، وكان الباقين شياطين و عيال ستين كلب وﻻ يمدون لليمن بصلة ! ثم جاء القومي والناصري العتيق الأستاذ المخلافي قائلا انه سيذهب الى جنيف من أجل تعز وختموها ملاقفة وسباب داخل مؤتمر جنيف مع زميله بن دغر الذي وصف المخلافي بالعنصري نتيجة التحيز المستظهر .

بكيتم يا مروان و اطبقتم الدنيا عندما قام شايع بترحيل المئات من ابناء تعز فيما لم يتحرك احساسكم عندما اختطفت القاعدة المئات من الجنود من ابناء شمال الشمال والذين مازالوا في علم الله الى الآن، هكذا جعلتم حتى التضامن الإنساني بهذا الشكل الفادح ، استظهرتم الشرخ و وسعتموه بمنشوراتكم الطائفية والمناطقية والقروية أكثر من اليمنيين العوام البسطاء المغلوبين على امرهم بين مطارقكم وسنادينكم انتم و “الحوافيش”.

شتمتمونا وفعلتم كل قواميس التحقير ضد أبناء هذه المناطق وانتم تقتسمون ثمن الوطن وتذاكر السفر الدولي تحف جيوبكم بطيران انحاء العالم ، وتمارسون عويلكم المسيس على بلاد تتجرع الويل بضمير لم يجزع سوى ﻷرصدة تراكمونها على انقاضهم .

اعرف انك ككاتب و روائي بارع قادر على تغطية و تعويض موقف رهيب كهذا ، لكن للتاريخ نزقه الاخلاقي علاوة على انه في زمن التحديث والعولمة لم يعد من إمكانية لطمس الأثر.

لسنا هنا بصدد مناقشة التاريخ اليمني لأن ذلك يحتاج لشعب من الوعي ما يجعله تواق لتغيير مستقبله مستفيدا من نقد ماضيه ، ذهب اليساريين ليتحولوا كأي مليشيات مسلحة في لحظة تاريخية كهذه وبدأوا قبل العامة بعث المناطقية والطائفية ، وكم كنا لحظتها بحاجة للسلم ، لذا سنؤجل التأريخ قليلا وﻻ داعي للطريقة التي تجتزء مفردة اجتماعية وسياسية وثقافية لسكلجة سردياتك الحلزونية ، ﻻ داعي الإشارة للمناطق في فقرات معينة من سردياتك الماهرة والسطحية معا ، ارجوك كيما يبقى لنا وطنا ، ايها المحلق في سماوات العالم اترك ورفاقك لنا سماء وطننا البائس ، دعونا نقرر شأنا نتحمل تبعته وان ذهب بنا حتى الى الجحيم و ثق ان لدينا سرديات غمرتها الفطرة والطيبة والنقاء وﻻ نملك الكلمات المتسخة الألفاظ.

اكتبوا لهادي واعوانه عن اهمية الخياطة والتطريز في تطوير اقتصاد المنزل تبعا لحمية تقشف قد يحتاجونها عما قريب، هذه مهنه شريفة على فكرة وجدير بك الا تزعل من إرشاد مواطنيك والعمل على تأهيلهم لخفض مستوى البطالة بين شعب “الشرعجية” المهاجرين خارج اليمن ، وسنكتب في الذكرى السنوية كيف أنهم خاطوا تقشفاتهم ، وعاشوا من الإبر والأقمشة ومكائن التطريز والحياكة وما الى ذلك من اشغال يدوية تعني بها الألفية ، في مواجهة جشع الرأسمالية الممزق للروابط الإجتماعية ضمن سمات ثقافة مابعد حداثية ، الذي تؤمن بتاويلها في تمزيق المسافات الاجتماعية بإحداث الصدمة المخضرية لتفعيل معامل الإرتكاز المعرفي …

اخيرا إن كنت معترف بأننا جميعا اخوة يمنيين كيف يمكن أن يكون لك – وانت الحر – اخوة عبيد ؟ أين كنت يا اخانا عندما استعبدنا هؤﻻء الظلمة طيلة مئات السنين؟ إن كنا يامروان العبيد المتسخين فما الضير ايها الأنفولنزيين ولماذا تحتاجون الى تلك الكمامات وقد اصبحتم انتم العدوى التي يجب توخيها و إتقائها .

زر الذهاب إلى الأعلى