فازت هيلاري كلينتون الليلة الماضية الثلاثاء/الأربعاء (15 يونيو/ حزيران 2016) في الجولة الأخيرة والأكثر رمزية من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي والتي جرت في العاصمة الأميركية واشنطن لينتقل التركيز على المواجهة مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب في السباق نحو البيت الأبيض.
وأوردت وسائل الإعلام الأميركية أن كلينتون فازت ب79% من الأصوات في 21% لمنافسها بيرني ساندرز بعد فرز غالبية الأصوات تقريبا في واشنطن. وشكل فوز كلينتون نهاية محبطة لحملة سناتور فيرمونت الذي حشد تأييد الليبراليين والمستقلين بدعوته إلى “ثورة سياسية” شكلت تحديا لم يكن احد يتوقعه لكلينتون.
لكن ومع انتهاء أكثر موسم للانتخابات التمهيدية إثارة للجدل منذ عقود كان تركيز الشعب الأمريكي والمرشحين في مكان أخر: مواجهة تبعات اعتداء اورلاندو الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة منذ هجمات أيلول/سبتمبر. وبدلا من الاحتفال بنهاية هذا الموسم التاريخي من الانتخابات التمهيدية، يتبادل ترامب وكلينتون اتهامات قوية ويعرض كل منها مقاربة متناقضة تماما لمكافحة الإرهاب بعد الاعتداء الذي استهدف ملهى ليليا يقصده مثليون في فلوريدا.
واقترح ترامب الاثنين إجراء تغييرات جذرية في سياسة الهجرة المعتمدة حاليا قائلا انه وفي حال انتخابه رئيسا سيقوم ب”تعليق” الهجرة من المناطق التي لها “تاريخ من الإرهاب”. كما انه أوحى بان الأميركيين المسلمين متواطئون في الهجمات لأنهم لم “يبلغوا عن الأشخاص السيئين رغم علمهم بهم”.
في المقابل، حافظت كلينتون وزيرة الخارجية السابقة على موقف أكثر رصانة ودعت الأميركيين إلى “الوقوف معا” من اجل التصدي للإرهاب. لكن عندما المح ترامب في مقابلة تلفزيونية إلى أن الرئيس باراك اوباما يتعاطى بليونة مع الإرهابيين، شنت كلينتون حملة قوية ضد منافسها محذرة من أسلوبه “الخطير” و”المخالف للقيم الأميركية”.
الانتخابات التمهيدية في واشنطن كانت شكلية لان كلينتون جمعت منذ الأسبوع الماضي العدد المطلوب من المندوبين لكسب تأييد الحزب الديمقراطي. ومع أن كلينتون دعت إلى توحيد صفوف الحزب بسرعة للتركيز على المعركة المقبلة امام ترامب، إلا أن ساندرز رفض الإقرار بالهزيمة. لكن موقفه ازداد مرونة في الأيام الأخيرة وقد التقى كلينتون للتباحث حول برنامج عمل الحزب قبل المؤتمر العام المقرر في فيلادلفيا في تموز/ يوليو المقبل.