صدمة في السعودية بعد موجة تفجيرات انتحارية احدها غير مسبوق في المدينة المنورة قبيل عيد الفطر
5 يوليو، 2016
270 15 دقائق
يمنات – فرانس برس
هزت ثلاثة تفجيرات انتحارية السعودية الاثنين احدها غير مسبوق وقع قرب المسجد النبوي في المدينة المنورة ما اسفر عن مقتل اربعة من عناصر الامن السعودي واثار استنكارا شديدا في العالم الاسلامي.
وتاتي هذه التفجيرات فيما يستعد المسلمون للاحتفال بعيد الفطر هذا الاسبوع. ووقع تفجير المدينة المنورة خلال صلاة المغرب بعد الافطار خلال شهر رمضان الذي ينتهي الثلاثاء.
ولم تتبن اي جهة التفجيرات لكن تنظيم “الدولة الاسلامية” سبق ان دعا الى شن هجمات خلال شهر رمضان واعلن مسؤوليته او نسبت اليه مسؤولية موجة هجمات وتفجيرات في اورلاندو وبنغلادش واسطنبول وبغداد.
واعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان انه لدى حلول صلاة المغرب بالمدينة المنورة “اشتبه رجال الأمن في أحد الأشخاص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشريف عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار”.
واضافت “وعند مبادرتهم في اعتراضه قام بتفجير نفسه بحزام ناسف مما نتج عنه مقتله واستشهاد اربعة من رجال الأمن (…) وإصابة خمسة آخرين”.
وتزامن هذا الاعتداء مع هجوم انتحاري ثان وقع بالقرب من مسجد للشيعة في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية حيث اكدت الوزارة العثور على “أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص” لم يتضح في الحال ما اذا كانت تعود لثلاثة انتحاريين ام ان بينها جثة ضحية او اثنين.
وقالت وزارة الداخلية في بيانها انه “عند مغرب اليوم نفسه وبالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق مياس في محافظة القطيف، وقع تفجير انتحاري وتم العثور على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص يجري التحقق منها”.
وأكدت وزارة الداخلية أن “هذه الأعمال الدنيئة التي لم تراع حرمة المكان والزمان وحرمة الدماء المعصومة لتبين بشكل جلي مدى الضلال الذي بلغته هذه العناصر الضالة وما يدفعهم إليه فكرهم الظلامي، وقد خذلهم الله وخيب آمالهم وأفشل مخططاتهم”.
نفذ الهجومان الانتحاريان بعد ساعات على هجوم انتحاري وقع فجر الاثنين قرب القنصلية الاميركية في مدينة جدة على البحر الاحمر ونفذه بحسب الداخلية السعودية مقيم باكستاني.
وقالت الداخلية السعودية في بيان الثلاثاء ان الانتحاري الذي “فجر نفسه بحزام ناسف داخل مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه” القريب من القنصلية الاميركية في جدة “بعد اشتباه رجال الأمن في وضعه وتحركاته المريبة ومبادراتهم باعتراضه للتحقق منه” هو “المقيم عبدالله قلزار خان باكستاني الجنسية”.
واضافت ان الانتحاري يبلغ من العمر 35 عاما و”يقيم في مدينة جدة مع زوجته ووالديها بعد أن قدم إليها قبل 12 عاما للعمل كسائق خاص”.
ويعمل في السعودية ملايين الاجانب معظمهم من الدول ذات الغالبية المسلمة في الشرق الاوسط واسيا.
– عملية غير مسبوقة-
ندد مجلس الشورى السعودي بالهجمات الثلاثة.
وقال رئيس مجلس الشورى عبد الله الشيخ في بيان ان “العملية الانتحارية التي نفذها أحد الإرهابيين في محيط الحرم النبوي الشريف تعتبر سابقة في الفساد في الأرض”.
واضاف انها “جاءت لتعري ضلال هذه الطغمة الفاسدة وحقيقة حربها القذرة على الإسلام والمسلمين، حيث لم تراع حرمة الزمان ولا حرمة المكان واستهدفت الحرم الشريف وزواره على ساكنه أفضل الصلاة والتسليم”.
كما اكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أن التفجيرات “تؤكد أن هؤلاء الخوارج المارقين من الدين، والخارجين على جماعة المسلمين وإمامهم؛ قد تجاوزوا كل الحرمات، فلا يرعون حرما ولا حرمة، وليس لهم دين ولا ذمة”.
من جهته دان الأزهر بشدة “التفجيرين الإرهابيين بالمدينة المنورة وقرب المسجد في القطيف.
وجدد الأزهر في بيانه التاكيد على “حرمة إراقة دماء الآمنين والأبرياء، وحرمة بيوت الله وخاصة المسجد النبوي الشريف الذي له المكانة العظيمة في قلوب المسلمين جميعاً”.
– “لا خطوط حمر”-
اعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر باللغة الانكليزية “لم يعد هناك خطوط حمر للارهابيين. السنة والشيعة سيكونون ضحايا ان لم نتحد”.
وقال الناطق الجديد باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ان ايران “تدين بشدة الارهاب بكل اشكاله وفي كل مكان في العالم”. واضاف ان “الارهاب لا يعرف حدودا وليس هناك حل سوى التلاحم والوحدة الدولية والاقليمية ضد هذه الظاهرة”.
كما دانت الخارجية اللبنانية الهجمات في السعودية مؤكدة تضامنها مع المملكة.
وقالت في بيان ان الهجمات “هدفها إثارة النعرات الطائفية والمس بالمقدسات الدينية، وهي تعيد إلى الواجهة ضرورة تكاتف دول المنطقة إزاء مسلسل إراقة الدماء وجرائم الإرهاب المتربص شرا بها”.
من جهته دان حزب الله الشيعي اللبناني التفجيرات الانتحارية التي استهدفت المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي والمسجد في منطقة القطيف.
وقال في بيان ان هذه التفجيرات “التي استهدفت أقدس الأماكن في بلاد الحرمين الشريفين، في أقدس الأوقات، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هي مؤشر آخر على استخفاف الإرهابيين بكل مقدسات المسلمين”.
واعتبر ان ذلك يؤكد “أن هذا الوباء الخطير بات بحاجة إلى معالجة جدية ومختلفة وتضامن سياسي وشعبي واضح لاجتثاث هذا الورم الخبيث من جذوره”.
كما دان رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري هجمات السعودية معتبرا ان المحاولة الفاشلة لاستهداف المسجد النبوي تثبت “ان من يقومون بهذه الاعمال الجبانة لا يمتون للإسلام ورسوله بصلة بل انهم في حرب مفتوحة ضد ديننا الحنيف وعلى ارض حرميه الشريفين”.
ومن جانب اخر ندد العراق بالتفجيرات معتبرا انها “تبين انحراف وشذوذ الفكر الذي تحمله العصابات التكفيرية كداعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة” بحسب ما قال احمد جمال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.
ودان الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط التفجيرات معتبرا انها “تؤكد مرة اخرى على ان الارهاب ليس له دين او وطن خاصة وأن من قاموا بهذه الجرائم الشنيعة لم يراعوا حرمة شهر رمضان الكريم أو حرمة المقدسات”.
كما نددت الجزائر بالتفجيرات وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ان بلاده تدين “هذا العمل الجبان”.
من جهته قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم ان “الارهاب لا يميز بين الدين والشعوب والقيم المقدسة”.
ونددت حركة حماس بالتفجيرات معتبرة ان “استهداف المسجد النبوي هو تحدٍ لكل المسلمين في بقاع الأرض واستفزاز لمشاعرهم لما تمثله هذه البقعة الطاهرة من رمزية دينية كبيرة لكل المسلمين”، مؤكدة وقوفها الى جانب السعودية.
ومنذ اواخر 2014، استهدفت سلسلة من التفجيرات واطلاق النار تبناها تنظيم الدولة الاسلامية افراد قوات الامن السعودية والاقلية الشيعية في المملكة.
ووقعت معظم الهجمات في المنطقة الشرقية التي تسكنها غالبية من الشيعة في المملكة السنية المحافظة.