العرض في الرئيسةحوارات
سلطان عزعزي: ثمة عمق ثقافي مخزون يشكل ذاكرة اليمنيين عبر التاريخ
يمنات
سلطان عزعزي..متوزع الاهتمام يكتب الشعر والنقد ومهتم بالشأن الثقافي ومن الأصوات الشعرية في المهمة في المشهد التسعيني .. حاصل بكالوريوس فلسفة واجتماع… ودبلوم واجازة في الاستشارات الهندسية..واب لستة اطفال…له مجموعة شعرية بعنوان نهارات منخفضة ومجموعة اخرى تحت الطبع.. وكتاب في النقد الأدبي.. وكتاب عن ثقافة المكان
*كاتب عمود ثقافي وادبي في صحيفة الثقافية.. وعمود في صحيفة التجمع.
*له عدد من المقالات والأبحاث المنشورة في صحف ومجلات يمنية وعربية.
*عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
*عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب.
حاوره / عزالدين العامري
*ماهي طقوس كتابة الشعر لديك?
*ليس ثمة طقس محدد في كتابة الشعر لدي… فالنص الشعري حين يتقمصني يستغرقني ويمضي بي بعيدا.. اشبه بحالة اختطاف عن ما هو حولي… انه ذهاب مضني ولذيذ للتجول في رحاب الرؤيا وغابة اللغة انه غياب مؤقت وربما اشتباك لحظي يطول او يقصر في الاقامة للإحساس والحدس للخيال والواقع على حواف لحظة انفلات للوعي.. والطواف الحر الطليق في متاهاته. انه اشبه بعزلة تستدعي حضور الاشياء بصورة مغايرة لحضورها المألوف.. مفارقة وافتراق وتجلى مختلف لصور العالم الثابت.
*ما هو الشعر ولماذا الشعر ومن هو الشاعر؟
*لا نستطيع القبض على اجابة متيسرة لما هو الشعر… فكل تجربة شعرية تنفرد بخصوصية ما. واذا ما افترض ان ثمة اجابة عن ما هو للشعر فربما نجد اجابات بعدد الشعراء… اذا نحن امام التباس من نوعا ما.. تنحبس في تفاصيله الاجابة عن الشعر تبعا للخصوصية التي تتركها وتطرحها تجارب الشعر… فالشعر هو لصيق الخصوصية او قل البصمة الخاصة يشبه الاصبع الى حد ما….ان الشعر هو خلخلة لحواس اللغة واشتغال على ازاحات مستمرة للمعني المستقر داخل المفردة استيلاد وتفجير طاقتها الدلالية الى اقصى حد.. وداخل هذا البعد تأتي الوظيفة الجمالية للشعر وأهميته كحاجة جمالية انسانية كحاجة الانسان للعب الحر وإشباع حاجة نفسية تتقاطع مع حاجة انسانية اجتماعية وظيفية…. والشاعر هو اشبه بالمنجم الذي يغوص عميقا ليظفر بلؤلؤة النص الشعري الذي يبعث على الادهاش ويترك الأثر الجمالي في نفوس القراء. اما الشعراء الذين لا اهمية لهم فسيبقون على السطح لا يغوصون عمقا لانهم يستسلمون لرؤية ما يطفو ويلمع على السطح. …
* ماذا عن تجربتك الشعرية الأولى ( نهارات منخفضة ) ؟
**نهارات منخفضة هو تجربتي الاولى المطبوعة.. واصداري الاول… وهي تجربة متواضعة…حاولت من خلالها رسم ملامح وتفاصيل الاحلام والانكسارات التى عبرت وزملائي من شعراء التسعينات نهر تجربتها.. وكانت حافلة بالممرات القاسية و الحادة والموجعة احيانا لكنها كانت متوهجة بالأحلام والتطلعات الانسانية والفردية… لقد كانت نهارات… وان اتسمت بالانخفاض احيانا .
*بين الكتابة الشعرية والنقدية اين يجد سلطان عزعزي نفسه؟
يبدو ان التنقل الحر الهاوية المتخفف من ضغط الاحساس بواجب وظيفي ما إزاء الكتابة الشعرية والنقدية.. جعلني لا اجد سور صيني يذكر بين كتابة الشعر والنقد وكل منهما. يشبع حاجة ووجود ما لي على الاقل وان كان لكتابة النص الشعري أثرا اجمل وقع بالنسبة لي وأجده اشد حميمية تتحقق من خلاله شيء من ذاتي… غير ان هذا الوجود في النص الشعري يظل متحفزا للامتلاء لملء فراغات ثقوب الإخفاق الذي أتحسسه في الكتابة الشعرية ايضا.. كوني مقل كتابيا وغير شغوف كثيرا بالنشر وثمة تردد ما إزاء النشر يشبه الكسل او قل الشعور بغياب محفزات وبواعث قوية للنشر سيما في ظل غياب شبه كبير مؤسسي داعم المشتغلين في مضمار الابداع الأدبي.
*من هم الشعراء الاقرب اليك عربيا وعالميا ?
*لا استطيع تحديد مؤثرات التفضيل لتجربتي القرائية وتحديد اسماء نهائية… لكني اجد قرابة إزاء اسماء كثيرة من رموز الشعر محليا وعربيا وعالميا.. يمكنني القول انني اجد صلة وقرابة من نوع ما…لا يخلو من الاعجاب بشعر المتنبي قديما.. كما أجدها حديثا الدكتور عبد العزيز المقالح وعبد الله البردوني وسعدي يوسف ومحمود درويش.. وامل دنقل ومحمد الثبيتي وقاسم حداد وعبد الكريم الرازحي وتوفيق الزكري وعدد من للشعراء الشباب الذين اخشى ان اذكر بعض اسماء وانسى اسماء واقع في فخ الملامة والحساسية و وبأسماء عدد من الشعراء الشباب العرب من الجنسين الذين يكتبون النص الجديد وبأسلوب يبعث على الادهاش وبتقنية فنية مبتكرة…. كما يحضرني من الشعر العالمي جاك بريفير.. واخرين لا تسعفني الذاكرة استدعاءهم هنا.
*ماهي اخر قصيدة كتبتها؟
*سأستجر ما قاله ناظم حكمت يوما… اخر قصيدة لم اكتبها بعد. .وعموما انا بعد اصداري الاول نحوت الى حد ما باتجاه النص القصير..او ما يعرف بقصيدة الومضة… لهذا اطلقت تسمية قصائر -بالراء وليس بالدال على نصوصي بعد المجموعة الاولى.. و اخر ما كتبت:
احيانا انسى
اين انا،
فافتش عني بجواري.
*ماذا لو اصبحت وزيرا للثقافة ؟
*لو قدر لي ذلك أعتزم الاشتغال على الثقافة اليمنية نفسها فثمة عمق ثقافي مخزون يشكل ذاكرة اليمنيين عبر التاريخ لكن للأسف لم يعطى هذا الجانب حقه.. من الاهتمام والبحث عن بعض الإشكاليات التي تلازم الشخصية اليمنية في الوقت الراهن وترشح للصراع السياسي المتكرر… والذي في تقديري ينبع من الانساق الاجتماعية التي تبدو وكأنها متعارضة وهي ذات جذر ثقافي واحد لكنها تحتاج الى تسوية او قل مقاربة قرائية اكثر حياد بعيدا عن الافتئات السياسي من نوع ما لتبعث على التصالح والتسامح والتعايش والتي عبر انجازها يمكنها الاسهام بشكل اكثر حيوية في المستقبل إزاء هذه المفاهيم… كما انني سأعمل لو انني –وزيرا للثقافة كما افترض سؤالك– على بعث وإحياء دلالة المكان وذاكرته الانسانية والثقافية ودوره على صعيد التشكلات الثقافية والوعي للإنسان اليمني والجزيرة العربية.
* كلمة أخيرة ؟
*ليس من كلمة اخيرة سواء إسداء الشكر والتحية لك عزيزي المبدع عزالدين وللعزيز المبدع وضاح عبد القادر منحي هذا الهامش للحديث والدردشة.
المصدر: المستقبل اونلاين