يبدو الصراع الآن في تركيا صراعا إسلاميا – اسلاميا وليس صراعا إسلاميا – علمانيا كما تشي العناوين الظاهرة.
منذ الساعات الأولى للمحاولة الإنقلابية في تركيا أعلن أردوغان ان “الكيان الموازي” وراء الإنقلاب.
الكيان الموازي هو المصطلح الذي يستخدمه اردوغان وفريقه لوصف تيار فتح الله كولن وامتداداتهما داخل مؤسسات القضاء والصحافة والجيش والإعلام والتجارة والشركات.
كان كولن قد استخدم التواجد القوى لأنصاره داخل القضاء لتحريك قضايا الفساد ضد أردوغان ورجاله.
كما يمتلك كولن مؤسسات صحفية مهمة ضاق اردوغان ذرعا بتركيزها على اخطاء حكمه وفساد فريقه. وله قاعدة جماهيرية واسعة وخطاب متصالح مع الغرب.
كان كولن في السنوات الأخيرة الخصم الأقوى لاردوغان بعد تحالف وصداقة لم تدم طويلا.
لم يقدم أردوغان ولا رئيس وزرائه أي أدلة على تورط كولن في الانقلاب.
في الحقيقة ليس ضروريا أن يكون له أي دور. المهم أنها فرصة اردوغان للقضاء على أقوى الخصوم مستفيدا من تداعيات فشل الإنقلاب وتوظيف خطاب شعبوي فاشي للانتقام.
إختراق الإسلاميين الأتراك لمؤسسات الدولة والجيش تضع تركيا أمام واقع جديد يجد العلمانيون أنفسهم خارج حلبات الصراع.
ولا يبدو أن حزب العدالة والتنمية يتجه نحو تعزيز التقاليد الديمقراطية التي كانت السبب في فشل الإنقلاب وبقائه في الحكم.