من الأمر المثير للسخرية في بلادنا وهي كثيرة ركود الاحزاب بل جمودها وفشلها في تحقيق اي تغيير داخل البلد او داخل تنظيماتها خلال العشرين عاما الاخيرة.
ففي بلاد فيها فوضى اقل مما لدينا تحركت قواعد الاحزاب تناقش وتنتقد القيادات، و الاولى ان يتجه شباب الاحزاب والقيادات من الصف الثاني والثالث في بلادنا الى عقد حلقات نقاش او مؤتمرات فرعية لسحب الثقة من القيادات التي اوصلتنا الى هذا الوضع او مناقشتها وانتقادها.
الاحزاب جميعها دون استثناء مسؤولة مباشرة عما آل اليه وضع اليمن، فالقيادات فاشلون في الحوار مع صالح قبل ثورة فبراير وهم فاشلون في قيادة التغيير وهم متأمرون على ثورة الشباب بقبولهم المبادرة السيئة في حين كان الشباب يملؤون الساحات قوة وتضحيات واصرار ولم يكتفوا بالمبادرة بل منحوا من قتل الشباب حصانة، ثم بعد ذلك ذهبوا الى مؤتمر فاشل منذ بداياته واعتمدوا منهج الغنيمة والمحاصصة فغاب الشباب الثوري ليحضر الانتهازيين ومن تم اختيارهم من اجهزة الامن ثم فشلوا في حكومة الانتقال و اوصلوا البلاد الى وضع هربوا من تداعياته وتركوا الشعب وحده لمصير العنف ثم العدوان من الخارج والداخل.
ألا يستدعى هذا الامر مناقشات بين شباب الاحزاب وقياداته الوسطية ومنظماته القاعدية ومساءلة تلك القيادات كنوع من العصف الذهني الذي يؤكد وجودكم كأفراد واحزاب مع العلم ان هذه الحوارات تتم يوميا داخل الاسرة الواحدة وبين جماعات الاصدقاء وفي المقاهي ومواقع الانترنت.
بل ألا يستدعي هذا الامر تأسيس احزاب جديدة في صنعاء وعدن وتعز وغيرها ام ان الجمود والبؤس اصبح ساكنا في عموم البلاد والشباب اصبحوا مدجنين في انتظار قيادات مأزومة هاربة بائسة لتستفيق من سباتها..؟