العرض في الرئيسةفضاء حر

اليمن واقع ومصير

يمنات

محمد محمد سفيان

بين واقع حرب ملتهبة في كل الجبهات ومرحلة عجز أطراف الصراع في تحقيق حسم عسكري تام أو إحراز تقدم نوعي يجبر الطرف الآخر على تقديم تنازلات توصلنا إلى حل سلمي للأزمة في ظل فشل الدبلوماسية الدولية والأمم المتحدة في إلزام أطراف الصراع بإيقاف الحرب والاتفاق على الحل السلمي تلجأ القيادة التابعة للرئيس السابق صالح والحوثيين إلى تعزيز التلاحم في الجبهة الداخلية وامتصاص غضب الناس على الوضع المتردي والتخلي عن التمسك بفكرة الحق الإلهي في الحكم والشعارات المذهبية وإلغاء المزاجية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية من خلال الغاء اللجان الثورية وتشكيل مجلس سياسي يدير شؤون البلاد والبحث عن شرعنة هذا المجلس عبر العودة إلى البرلمان.

و بغض النظر عن شرعية هذا الإجراء من عدمه لأن إجراءات البرلمان لا يلغيها أو يؤكد دستوريتها رأيا سياسيا أو إعلاميا وإنما القضاء المستقل المحكمة الدستورية العليا وهذا مستحيل لأن المحكمة إذا اجتمعت المحكمة بعدن ستحكم بعدم دستورية إجراءات البرلمان وان عقدت جلستها في صنعاء ستحكم بشرعية إجراءات البرلمان، و لا داعي لأن يزايد البعض بنزاهة القضاء لكن هذا واقع القضاء العربي ودول العالم الثالث الأمر الذي يجعل المجلس السياسي شرعي في المناطق التي يسيطر عليها وتحت نفوذه وغير شرعي في المناطق التي يسيطر عليها الجيش التابع لهادي وانصاره.

و من هذا المنطلق فإن كل طرف قادر أن يفوز بانتخابات الرئاسة بنسبة 100 % في المناطق التي يسيطر عليها، ولهذا فإن طرفي الصراع يرون إن واقع الميدان العسكري هو الذي يفصل في الخلاف ويضع حدا لهذه الصراعات.

ثانيا الوضع الاقتصادي وتلبية احتياجات المواطنين من الخدمات الضرورية الطرف القادر على تلبية احتياجات الناس والحفاظ على حقوقهم وحرياتهم هو الذي سينتصر مالم فإن الوضع سيزداد تعقيدا ومن الصعب إيجاد حل سلمي للحرب إلا بأن تقام دولة اتحادية من اقليمين وعاصمتهما تعز ويكون لتعز قانون خاص لا تتبع اي من الاقليمين تتبع الدولة الاتحادية فيما صنعاء وعدن عاصمتان للإقليمين، وربما يكون لمارب ايضاحكم محلي واسع الصلاحيات كمحافظة تاريخية سياحية وايضا نفطية وزراعية لأن أزمة الثقة منزوعة بين الطرفين ولا يمكن ان يصلوا إلى حل سلمي ولعلى هذا الطرح يعد بمثابة مبادرة لحل حقيقي ينقذ الطرفين وقابل للتنفيذ بعد الدمار الذي لحق بالبلاد وما تعرض له الشعب اليمني من قتل وهتك للأعراض ودمار لأن القوات التابعة للرئيس هادي ستضل في تباب نهم لفترة طويلة ومن الصعب اقتحام صنعاء. نعم من الصعب والجميع يدرك ذلك.

كما أن المجلس السياسي لا يمكن يحصل على الاعتراف به دوليا ابدا حتى ولو أحرز تقدما على الميدان والمعارك الدائرة في تعز لن تنتهي وستظل بين كر وفر ولن يستطيع أي طرف حسمها لصالحه فهادي قد مكن الحراك من حكم المحافظات الجنوبية إن بقي في السلطة فهو مع الوحدة وان ازيح سيقول للحراك لقد سلمتكم الجنوب وعليكم استعادة الدولة وهذا يفسرها توقف الجيش التابع لهادي عند النقاط التشطيرية، و كذلك ما تعرض له أبناء المحافظات الشمالية (تعز) من انتهاكات تعسفية وتزفير فوق ما تعانيه من حرب وقصف طيران ومدفعية وتلغيم وغزوها بجماعات متطرفة، فيما يحاول الحوثيون التمسك بما كان يعرف بالشطر الشمالي، وهكذا فان الطرفين يمارسان عملا تشطيريا ويتستران بتعينات وحدوية حتى لا يتحملان نتائج قرار التشطير وصعوبة تنفيذه في الوقت الراهن، فيما النخب السياسية اسيرة اشباع رغباتها في الفنادق السياحية. انه نضال من نوع فريد، و تعز تعاني الامرين، وبالتالي إما ان تكون هناك دولة مركزية لليمن إذا ما انتصر أحد الأطراف وهذا مستحيل بعد كل ما حدث وقد سئم الشعب الحرب وسفك الدماء ولن يسامح الاطراف وسيتحمل الطرفان نتيجة قيامهما بتنفيذ مخططات استعمارية لتقسيم اليمن إلى جزيئات متناحرة وتدمير مكاسب الشعب وسفك دماء الشباب والأطفال من أجل أن يثبت كل طرف انه الأقوى وعلى الدول الاستعمارية التعامل معه وكل طرف لديه نسخة من الدراسة التي أجرتها إحدى الشركات بكلفة مليار دولار حول تركز الثروات النفطية والمعدنية.

و هذا كلام أكده ثلاثة من مستشاري الطرفين بل إن هيئات الاستكشافات النفطية كانت قد أعلنت رسميا 47 حقلا نفطيا وغازيا في المنطقة الواقعة بين باب المندب وجزيرة جبل الطير جنوب البحر الأحمر وفجأة توقفت هيئة الاستكشافات عن مواصلة طرح هذا الموضوع بعد زيارات مسئولي فرنسا وجيبوتي لليمن في العام 2014 بالإضافة إلى ثروات بالإمكان أن تنقل اليمن إلى مصاف الدول الغنية جدا، لهذا سيتم تجزئة اليمن كأضحية عيد.

و الآن مطلوب ان تؤمن مناطق الثروة المعدنية في منطقة نهم و النفطية في الجوف فبرغم ان نهم ليست طريق سهل الى صنعاء وليس لهادي مناصرين في هذه المناطق لكنه اجبر على ذلك، ومهما يكون فان انتصر فريق صالح والحوثي سيكون هناك تدخل دولي واسع لتنفيذ القرارات الدولية وان انتصرت قوات هادي سيكون تدخل دولي لمحاربة داعش.

و لهذا سيكون المصير مظلم مالم يتم الاتفاق والحل السلمي وفقا لما تم الاشارة اليه مسبقا.

هذا رأيي ومن له رأي اخر فليطرحه مع خالص احترامي لكل من خالفني الرأي.

زر الذهاب إلى الأعلى