سنين طويلة ونحن في الجنوب نكتب عن المؤسسات الجنوبية الناجحة اللي دمروها “الشماليين” بعد حرب صيف 1994 .
كتبنا – سرقونا – نهبونا – دمرونا.
عمرنا ما توقعنا اننا نجي على زمن فيه جنوبيين كثير “اسوأ” بكثيييييييييييير من حيتان الشمال.
من بين الأشياء الجميلة اللي كتبنا عليها بدماء قلوبنا كان “مملاح عدن” اللي ممكن نقول عنه ثروة قومية ومدخل رزق لا ينضب.
أكثر من 46 حوض مائي يدر عليك دخل بملايين الدولارات في العام الواحد.
كل اللي تعمله افتح ممرات الماء وأغلقها وبعد شهر – شهرين بتلاقي بيدك اطنان من “الذهب الابيض” هو أجود أنواع الملح في العالم.
صحيح بعض الشماليين نهبوا الجنوب، دمروا مؤسسات ناجحة، أضرونا كثير..
بس المؤسف اننا شفنا بعد الحرب “جنوبيين” قرطوا رأس المال..
باعوا “الأصابع” وخلوا الجسم للديدان.
قبل يومين التقيت بعامل بمؤسسة الملح بعدن اللي يعرفها الناس كلها بالمملاح. اشتغل الرجل بالمؤسسة لأكثر من 37 عام..
شكا الرجل حال مؤسسة “الملح” اليوم..
قال يا فتحي: “اكتب عن حال المملاح اليوم .. اذا استمر حاله على ما هو عليه.. بعد سنة من اليوم ما عاد بتلاقوه وبيكون اثر بعد عين..!
قلت له ايش اللي حاصل: ” قال يا ابني دافعنا عن المملاح اللي لنا فيه أكثر من 37 سنة نشتغل .. حاولوا بعد 1994 تدميره وصمدنا في وجههم وظل المملاح يشتغل رغم انه مش هداك الشغل بس يشتغل ويغطي مصاريف عماله ويورد ملايين الدولارات إلى حسابه بالبنك.
قلت: “اكمل..
قال: “كنا نشتغل طبيعي حتى اندلعت الحرب وانتهت رجعنا إلى المملاح شفنا وجوه جديدة، ناس مانعرفهم ولايعرفون المملاح ولا أرضه ولا هويته ولا تاريخه..
من انتم..؟
– قالوا نحن مغاويركم اللي حميناكم بالحرب نحن “المقاومة الشريفة” ومن اليوم نحن من سيدير المملاح.
قال قلنا لهم: ياعيالنا مايستويش هذه مؤسسة وإدارة وإنتاج وعالم انتم ماتعرفوه ابداً..
قالوا لا ارحلوا .. فليرحل العهد البائد القديم هذا عهدنا نحن.
رحلت الإدارة القديمة بكل موظفيها و ادارييها وبقيت الوجوه الجديدة، حتى المحاسب قالوا له اجلس بالبيت وهات السندات بس.
قلت: أكمل..
قال: “باعوا الأصابع يا ابني..
قلت: كيف..؟
قال الفاتحين الجدد وحامين الديار داروا بالمملاح كانت أول خطوة قاموا بها أغلقوا كافة منافذ المياه إلى الاحواض والى اليوم نريد ان نفهم ليش غلقتوا المياه .. هذا لا يعني إلا ان الاحواض بكرة سيتم الاستيلاء عليها وتوزيعها بقع واراضي على زعطان وفلتان.
ذهب الفاتحين إلى وقف عمليات الانتاج وعوضا عن ذلك باشروا أعمال البيع من مخزون الملح اللي عمره أكثر من 11 سنة مضت ولا مسه احد..
يااااااااااااااه
11 سنة
قال: “المملاح مش محتاج إلا تفتح المياه تعبي الاحواض وتجيب شيول وقلاب وتكسب ذهب..
تنهد تنهيدة عميقة وتابع بالقول: “اليوم جالسين يبيعوا من المخزون القديم .. وكل العمال والموظفين قالوا لهم اجلسوا بالبيوت ومن اللي نبيعه بانجيب لكم مرتبات!! طيب وبعدين لما يخلص المخزون..؟؟ ايش عاد بيكون معنا..
عمرها ما حصلت في تاريخ المملاح حد يبيع المخزون الاحتياطي إلا اليوم.
قال: “في بنك اليمن والكويت فرع (عدن) وديعة مالية قدرها 40 مليون ريال يمني تعاقبت الإدارات السابقة ولا مخلوق قرب لها او فكر يسحبها وهؤلاء الجدد حاولوا ويحاولون سحبها اليوم.
رصيد المملاح المالي في البنك المركزي مليار ريال يمني وقد تصل اليه ايادي العبث هذه..
شكا وشكا وبكى..
قال: “يا ابني حراسة ما بعد الحرب تأخذ كل شهر 450 الف ريال حق ايش..؟؟ حاميين ايش ايش فيه المملاح تحرسوه روحوا شوفوا اللي جالسين يبسطوا على الأطراف الشرقية فيه .. قلنا لهم تحركوا قالوا نحن هنا بالبوابة الرئيسة مالناش دخل نشتي حقنا.
قال يا ابني: “المملاح ثروة لا تقدر بثمن ومنع الماء عن الأحواض يعني بكرة يقطعوه أراضي .. ارجوكم تكلموا صيحوا افتحوا المياه خلوها تمر هذه عدن وهذه ارض عدن وخير عدن اللي أعطاها الله لها ليش يمنعوه.
على الاقل المياه بتحفظ المملاح من الضياع إلى ان يفك الله هذه الكربة..
يا ابني المملاح بيضيييييييييييييييييييع
قلت له يا والد والله اننا نعرف ان ما يحدث مؤلم وسنكتب وهانا انا اكتب..
يا ابناء عدن يا منظمات يا حقويين يا عالم يا هوه تحركوووووووووا انقذوا ما يمكن انقاذه هذه ارضكم وهذا حقكم.