عبد اللهيان يكشف عن ارتباط حرب السعودية في اليمن بالخلاف الايراني السعودي وأسباب الحرب على اليمن
2 سبتمبر، 2016
747 9 دقائق
يمنات – صنعاء
كشف مستشار رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان عن بعض مما دار بينه و بين وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أثناء زيارته إلى مدينة جدة، غرب السعودية، قبل عام حين كان يشغل منصب مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والافريقية.
و أشار عبد اللهيان، في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن السعودية لا تنسجم في أفعالها في السنوات الأخيرة مع الإطار السياسي المعروف.
و اعتبر عبد اللهيان، أن التدخل العسكري السعودي في اليمن، كان قرارا خاطئا واصفا اياه بـ”الحماقة الواضحة”.
و قال: السعودية كونها أغنى دولة في العالم العربي تهاجم الدولة العربية الفقيرة والضعيفة وعلاوة على ذلك فهي جارتها.
و أضاف: لا تزال البنى التحتية العسكرية والمعدات في اليمن تتعرض للهجوم، و لا زال المدنيون والنساء والأطفال يقتلون.
و نوه إلى أن السعودية هي الأخرى تعرضت لخسائر بشرية ومالية جراء الحرب في اليمن، عوضا عن معاناة البلدان التي دعمتها السعودية في هذه الحرب من خسائر بشرية ومادية.
و قال: مع كل ذلك لم نر أن الهجمات العسكرية ساعدت في حل المشكلة بين السعودية واليمن، مع أنه كان يمكن لها أن تحل الأمور بالوسائل السياسية منذ البداية، لكنها لا تقبل النصح.
و تابع: لن أنسى أبدا أنني التقيت مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد شهر واحد من توليه المنصب و تحدثت معه لمدة 15 دقيقة كاملة في مدينة جدة على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.
و لفت إلى أنه لم يمض على هذا الحديث سوى 3 أسابيع فقط، إلا وكانت السعودية قد بدأت هجومها الكاسح على اليمن.
و كشف أنه قال للجبير آنذاك: “كونوا على يقين بأن الطريقة العسكرية لن تحقق شيئا، علاوة على ذلك فإنها ستقوض أمن المنطقة”.
و اعتبر أن نتيجة سوء التصرف والحلول التي تفتقد للعقل من أشخاص فرادى من النخبة الحاكمة في السعودية؛ كانت هي زعزعة الاستقرار وانخفاض مستوى الأمن في المنطقة.
و قال: شخصيا اعتقد أن الخلافات الحادة بين أعضاء أسرة آل سعود قد أدت إلى عدد من المشاكل الداخلية داخل المملكة نفسها.
و أضاف: يبدو أن محمد بن سلمان قد بدأ الحرب في اليمن لخلق صورة معينة من الولاء والوحدة والاجماع.
و أشار إلى أنه بالنسبة لـ”ابن سلمان” كان من المهم جدا كسب الحرب في اليمن، لإخفاء الصراع الداخلي بين أفراد الأسرة الحاكمة.
و تابع: كانت الخطوة التالية بعدما خسر محمد بن سلمان أمل النجاح في اليمن، أن بدأت سياساته في التركيز على “الإيرانوفوبيا”، فأخذ على عاتقه خلق تحالف جديد ضد إيران، من خلال عرض إيران في صورة العدو. محاولا تبرير المشكلات الداخلية بالعدو المحتمل للبلاد “إيران”.
و اعتبر أن ما نشهده من الفريق الحاكم الجديد للسعودية هو نتيجة للخلافات الداخلية بين الأسرة الحاكمة من ناحية، ومن ناحية أخرى نتيجة طبيعية للسياسات الإقليمية المضللة التي انتهجتها المملكة لأكثر من 10 سنوات.
و قال: السعودية أيضا انتهجت سياسات خاطئة تجاه العراق الحديث، أي ما بعد سقوط صدام حسين.
و أضاف: لا أحد يمكنه أن ينكر أن النهج السياسي تجاه العراق بقيادة السعودية أدى إلى عدم الاستقرار وانعدام الأمن في العراق، وأدى لظهور الجماعات الإرهابية.
و أكد أنه و رغم كل ما سبق الحديث عنه إلا أن السعودية تعتبر دولة مهمة ولها قدرة كبيرة في المنطقة.
و قال: نحن نعتقد أن التعاون بين طهران والرياض حول القضايا الإقليمية يمكن أن يساعد كثيرا على إيجاد حلول سياسية للمشكلات في المنطقة.
و كشف أن هذه الرسالة الإيرانية قد تم تمريرها عبر العديد من الرسل على كثير من المستويات.
و أوضح أن اجتماعات البرلمان الإيراني أكدت مرارا وتكرارا أنه ينبغي على السلطات السعودية التركيز على الحكمة والعقلانية واغتنام الفرص للتخلي عن سياسة تدمير المنطقة وإيران واختيار مسار التسوية.