في جنوب ما بعد الحرب هناك مافيا فساد كبيرة “تتشكل” في جميع المحافظات.
و تتشكل هذه المافيا ما بين قيادات سلطة محلية وقيادات عسكرية وقيادات مقاومة ورجال أعمال و خلافه.
هذه المافيا اليوم تسعى جاهدة لشغر الفراغ الذي تركته وأسست له “مافيا الفساد” التي تكونت من رؤوس شمالية و اذرع جنوبية و عملت و أفسدت لأكثر من 20 عام في الجنوب.
الفارق بين “مافيا الفساد الشمالية” أنها كانت تتحدث باسم “الجمهورية اليمنية و الوحدة” و مافيا الفساد الجنوبية اليوم تتحدث بلسان “ثورة ثورة يا جنوب و الاستقلال” و تدغدغ مشاعر البسطاء من العامة و تجد هذه المافيا دائما ما تتحدث عن “الجنوب القادم”.
تقوم مافيا الفساد الجنوبية التي يتشكل جزء كبير منها من قاعدة مسئولين عملوا لسنوات في ظل نظام صالح و أخرى دفعت بها الحرب إلى الواجهة اليوم بعمليات نهب لمقدرات الدولة في كافة المجالات – أراضي – عقارات – أعمال تهريب – أموال ضرائب و جمارك وغيرها – معونات دولية.
المسئول الجنوبي الفاسد هذا اليوم و حينما يتسلم نصيبه من أي صفقة يرفع سماعة الهاتف و يتصل بأي وسيلة إعلامية و يعمل تصريح “جنوبي” ناري عن الجنوب و الحرية و الاستقلال.
و الشعب المسكين يقششن و يرتفع رصيد “الاخ” فوق فوق.
و بسبب هذه الإشكالية المعقدة تصبح “الصحافة المستقلة” الحلقة الأكثر ضعفا بهذا الخصوص، تطرح على مكاتبنا اليوم عشرات الملفات لقضايا فساد نشأت عقب الحرب فقط لكننا عاجزون عن نشرها بسبب ان المزاج الشعبي “مختطف”.
و السبب الأكبر ان أي مسئول جنوبي قد تحاول الصحافة كشف فساده سيبادر لاتهامها بأنها “اصلاحية – حوثية – عفاشية” و ان الهجوم عليه جاء بسبب تصريحه الأخير و الذي قال فيه “سأبيع زوجتي لأجل الجنوب” و بالتالي يضمن هجوم عنيف جدا و اعمى لمن سيحاول الاقتراب منه.
و في نوع طريف من المسئولين الجنوبيين و هو الذي كلما حاولت الصحافة انتقاده و كشف فساده صاح بأهل منطقته محاولا ايهامهم بأن هنالك استفاد لأهل منطقة فلان الفلاني بينما الاخ نفسه هو السارق الكبير لأهل المنطقة التي ينتمي اليها.
و جزء كبير من الناس لا تريد إلا ان تسمع التصريحات الرنانة التي تشبه المهدئات و المسكنات..
برأيكم ما هو الحل .. هل يجب ان تسير الصحافة مع الشارع حتى تنكشف الحقيقة واقعا لكن بعد فوات الاوان..؟ أم عليها ان تتحمل القدح و تكشف الحقيقة..؟