مسئول أممي رفيع يصل إلى الحديدة بعد انتشار المجاعة في تحيتا تهامة
يمنات
محمد الأحمد
فور وصوله إلى اليمن، توجه ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى الحديدة.
و لم يكن مجيء براون إلى هذه المحافظة اليمنية مصادفة. إذ إن المجاعة بدأت بالانتشار في صفوف السكان هناك. و سيقوم بعد ذلك بزيارة مخيم للنازحين في شمال العاصمة صنعاء.
و في ظل غياب أي مؤشر جدي على إنهاء الحرب، تستمر معاناة اليمنيين من القتل و الجوع و التشرد؛ حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن هناك نحو 21.2 مليون شخص أو 82 في المئة من السكان بحاجة إلى المساعدة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
و يشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أيضا إلى تزايد احتياجات الأشخاص المعرضين للخطر في خضم الصراع الدائر؛ حيث أن عام ستة أشهر من العنف ألحقت أضرارا بالغة بحياة المدنيين و الحقوق الأساسية. ومنذ 26 مارس/ آذار الماضي، أفادت المرافق الصحية بوقوع أكثر من 32.200 ضحية معظمهم من المدنيين.
و تقول المنظمة الدولية إن التحقيقات أظهرت ارتفاع عدد الضحايا بين الأطفال من مارس/آذار إلى سبتمبر/أيلول خمس مرات عن إجمالي عام 2014.
مكتب الشؤون الانسانية أشار إلى أن الملايين من الناس في اليمن بحاجة إلى مساعدة لضمان بقائهم على قيد الحياة. إذ يعاني ما يقدر بـ 14.4 مليونا من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك 7.6 ملايين من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في حين يفتقر 19.3 مليونا إلى سبل الوصول إلى المياه النظيفة أو الرعاية الصحية، فيما يعاني ما يقرب من 320 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.
و حذر تقرير المكتب من انهيار الخدمات الأساسية في اليمن بشكل متسارع؛ حيث توقفت خدمات التخلص من النفايات في عدة مناطق، بسبب التأثير المباشر للنزاع ونقص الأموال لدفع الرواتب أو الحفاظ على الخدمات.
و يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إن شركاء الأمم المتحدة يقدرون أن 14.1 مليون شخص لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من الرعاية الصحية، فيما يحتاج ثلاثة ملايين طفل وكذلك الحوامل والمرضعات إلى علاج من سوء التغذية أو إلى الخدمات الوقائية. ولفت إلى أن 1.8 مليون طفل خارج المدارس منذ منتصف مارس/آذار.
و فيما يتعلق بآثار التشرد، يقدر شركاء الأمم المتحدة للإغاثة أن 2.3 مليون شخص نزحوا حاليا في اليمن – نصفهم في محافظات عدن وتعز وحجة والضالع فيما فر 121 ألف شخص إلى خارج البلاد.
و تشير تقديرات “أوتشا” إلى أن نحو 2.7 مليون شخص يحتاجون الآن إلى الدعم لتأمين لوازم الإيواء أو المستلزمات المنزلية الأساسية، بما في ذلك المشردون داخليا والأسر المضيفة الضعيفة.
و يقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن النازحين يَحتَمون حاليا في 260 مدرسة، متسببين بذلك في منع 13 ألف طفل من الحصول على التعليم. فيما توضح منظمة اليونيسف أن أكثر من مليون ونصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية العام، وأن 370,000 طفل منهم على الأقل يعانون من سوء التغذية الحاد، الذي قد يعرضهم للوفاة.
و كان البنك الدولي قدر خسائر البنية التحتية في اليمن جراء الحرب بحوالي 15 مليار دولار. فيما يرى آخرون أن الرقم لا يعكس حقيقة الدمار والخسائر التي لحقت بالقطاع الخاص والأفراد جراء القتال الذي تسبب في توقف الأعمال كافة، وتدمير ممتلكات خاصة بينها مبانٍ ومصانع ومزارع.